أجرى "اليوم السابع" مسحا على مبيعات "الكتب الدينية" وأنواعها بعد أن أثبت التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وحمل اسم "ماذا يقرأ المصريين؟" أن نسبة 12% فقط من المصريين هم من يقبلون على القراءة وأن نسبة 79% منهم يقرءون الكتب الدينية، فتبين لنا ارتفاع مبيعات كتب الدعاة السلفيين مثل الشيخ "محمد حسان" و"أبو إسحاق الحوينى" و"العلامة الذهبى" وكتب التراث والتفاسير حتى أنام تتفوق على كتب علماء الأزهر الشريف والدعاة الجدد، كما تبين أيضا ارتفاع نسب مبيعات كتب الدكتور "محمد عمارة"، و"محمد سليم العوا"، وعلى الصعيد نفسه شهدت أيضا المكتبات المسيحية ارتفاعا ملحوظا فى مبيعات كتب القساوسة الذين ينتمون إلى الكنيسة على حساب التيار المسيحى العلمانى. أكد الدكتور "نبيل عبد الفتاح" مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية التقرير وأكد أن هذا النوع من الاستبيانات التى يجريها مجلس الوزراء والمركز التابع له لا تعكس بشكل دقيق الشرائح المختلفة للقراء فى المجتمع المصرى فهو لا يراعى الشرائح الاجتماعية المختلفة أو إلى أى مدرسة ينتمى هذا القارئ وأشار إلى أن نسبة 79% تبدو مبالغا فيها لأن هناك نسبة كبيرة من القراء تميل إلى قراءة الروايات خاصة فى ظل وجود حالة من الانفجار الروائى بين جيل الشباب، كما أن نسبة ال79% من الكتب الدينية يدخل فيها هؤلاء الذين يقرءون بأغراض دراسية كطلاب الأزهر أو كليات الآداب ودار العلوم، أما بالنسبة لارتفاع مبيعات كتب التفاسير والتراث فأكد "عبد الفتاح" أن هذه الكتب تشوبها العديد من الشوائب وبعضها وضعى يشبه ما يقدمه شيوخ الفضائيات وشيوخ الزوايا والطرق. وعن انتشار الكتب السلفية أوضح "عبد الفتاح" أن السلفيين يمارسون نوعا من السيطرة المتزايدة على الشارع يوما بعد يوم منذ السبعينيات من القرن الماضى، حيث استخدمتهم الدولة لمحاربة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام الراديكالى من ناحية ولمواجهة التيار الشيوعى من ناحية أخرى، مما أدى إلى تمددهم وهو ما يقابل رغبة لديهم حيث يؤدون الصلوات فى العمل وفى الأماكن العامة وبشكل استعراضى مما يؤدى إلى استقطاب الكثيرين نحوهم وبالإضافة إلى حرصهم على اللحى والنقاب هو وباقى المظاهر الشكلية بالإضافة إلى إنهم يميلون إلى "تديين" الحياة، وهو ما انعكس على سوق مبيعات الكتب. أما الدكتور "ضياء رشوان" الباحث فى الإسلام السياسى، فأكد أن ارتفاع مبيعات السلفيين والقساوسة ترجع إلى سيطرة الاتجاهات الدينية على العالم كله فالكتاب الدينى أصبح مزاجا عاما لا ينفصل عن الحالة الدينية والثقافية فى العالم والتى تأثرت بها مصر بطبيعة الحال، بالإضافة إلى أن الكتاب الدينى الإسلامى يجيب عن أسئلة لها علاقة بالحياة وبالمعاملات وبالتشريعات التى تنظم المجتمع مما يجعله ملجأ فى كثير من الشئون كما أن المجتمع المصرى ذو خلفية دينية فمن الطبيعى أن يبحث القارئ المصرى عن الكتاب الدينى بعد تضافر كل هذه العوامل. وبالنسبة لانتشار الكتب السلفية فإن هذا التيار لاقى انتشارا واسعا فى مواجهة المد الشيعى والتدخل الأجنبى فى العراق ولبنان فكانت "السلفية" نوعا من المقاومة التى تنغلق على الذات لتحميها من الغرب والتأثر به وهو ما انتقل بطبيعة الحال إلى سوق الكتب. فيما رأى الدكتور "جمال عبد الجواد" أن مستويات القراءة منخفضة بشكل واضح لأن الشغف بالمعرفة محدود بل ويعتبرها البعض نوعا من الترف أما الكتب الدينية فينظر إليها باعتبارها نوعا من العبادات يقرؤونها وهم مدفوعين بالرغبة فى التعبد رغم إنها لا تقدم أى معرفة، وبالنسبة لكتب التراث والتفاسير فهى استمرار لتقليد كان متبع فى الفترة ما قبل تجديد الأزهر على يد الإمام "محمد عبده" وتلميذه "رشيد رضا" أى قبل قيام المجتمع الحديث فى عصر "محمد على"، ولكن كتب السلفية فإنها تمثل استمرارا لسيطرة المد السلفى على الشارع وعلى الفضائيات. موضوعات متعلقة http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=196578 http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=197924&SecID=94&IssueID=102 http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=197870&SecID=94&IssueID=102