سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا ضرّيب نام وارتاح.. خلّى سيجارة للصباح.. هولندا أول بلد يقنن سياحة الحشيش فى العالم.. و «شِفْشاون» المغربية يحج «المزاجنجية» إليها بحثًا عن لحظات «الانبساط»
نقلا عن العدد اليومى : عندما يتغزّل «الضرّيب» فى وصف المخدرات كاشفًا عن عشقه وهيامه ل«الكيف»، وتجده يتحدث بأساليب علمية ذات حُجَج منطقية بالورقة والقلم و«المسطرة كمان علشان يِفْحمك»، ويدقق فى أوصافه كطباخٍ ماهر يضع المقادير بنِسَب مُحدّدة على الطعام، ويشترى المخدرات من المقاهى و«الكافيهات»، ويحشش فى العَلَن.. فاعلم أنك فى هولندا، لأن «الأجانب وَضْع مختلف»، فالبلد الأوروبى أول من قَنن سياحة الحشيش والمخدرات، لتزحف أفواج الأوروبيين يوميًّا إلى العاصمة «أمستردام»، للبحث عن «الكيف». تبرر الحكومة الهولندية تقنينها للحشيش و«الماريجوانا»، لمحاولة الفَصْل بين المخدرات الخفيفة، والخطيرة - قال يعنى خايفين على شعوبهم - مع وَضْع عدة شروط للتعاطى، أهمها؛ عدم البيع لغير البالغين، و«الاستمتاع باللحظة» مع عدم تقديم الجيران لشكاوى ضد البائع والمُشترى فى مناطق التجارة. و«علشان ماحدش عاجبه حاله»، فكثير من شباب هولندا وفقًا لتقرير منشور بموقع الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله»، يتعاطون المُخدرات دون حماس، إعمالًا بمقولة «الممنوع مرغوب»، و«تصدّق؟.. هتصدق إن شاء الله».. استهلاك المخدرات الخطيرة فى هولندا يُعَد مشكلة صحية - مش جنائية - تتم معالجتها عن طريق تقديم جرعات مخدرات مجانية، إضافة إلى تنفيذ برامج إعادة تأهيل خاصة بالمرضى مُمَوَّلة من قِبَل الدولة!، إذ يتم من خلالها مساعدتهم للاستغناء عن هذه الجرعات بشكلٍ تدريجى. هل تظن بعد كل هذه الوقائع أن شباب هولندا «عايش فى المصحّات» يُعالَجون من الإدمان؟.. بالعكس!، سياسة المخدرات فى هولندا حافظت عليهم إلى حدٍ ما - هُمّا اللى بيقولوا - لذلك تجد أن نسبة الإدمان فى فرنسا، وبريطانيا، تزيد عن نظيرتها فى أمستردام!. وتجد أفواج الألمان، والفرنسيين، والبلجيكيين، تزحف كالجراد على مقاهى مدن هولندا الحدودية لتعاطى الحشيش، والماريجوانا، من أجل تنشيط «سياحة المخدرات»، الأمر الذى دفع «مسؤولين»، مثل رئيس بلدية «فينلو» لاستقبال الأفواج ب«البضاعة» التى يبحثون عنها بعد عبورهم الحدود!. ويتنافس تُجّار الكيف فى هولندا على «راحة الزبون» لاستقطاب أكبر عدد ممكن من «الحشّاشين» لبيع المُخدرات بمعدلات ونِسَب مرتفعة - ومش بعيد كمان يتباهوا بده! - فلا تتفاجأ عندما تعلم أنه تم افتتاح أول مقهى لشراء المخدرات دون النزول من السيارة على الحدود أيضًا، لكسب رضا الزائر. بالانتقال إلى «شفشاون» أو «المدينة الزرقاء» شمالى المغرب على ساحل البحر المتوسط، تُفْتَح للزوّار أبواب جنة الحشيش الذهبى، فإليها يحج مئات «المزاجنجية» من مُختلف دول العالم على مدار السنة، لتعاطى أجود أنواع الحشيش بحثًا عن لحظات «الانبساط»، فيتجمع الكل حول هدف واحد، وهو اقتناء الحشيش المُنْتَج فى أعالى قِمَم الجبال. جولة سريعة فى الأرجاء، كفيلة بتعطيل حاسة الشم التى تنتفض فى أول لقاء من قوة رائحة الحشيش، وتعريف الزائر بواقع المدينة، حيث يجدها القلب النابض لزراعة، وتجارة، وتهريب، وتعاطى الحشيش، فلا يوجد حى فى المدينة يخلو من رائحته النفّاذة، فسكان المدينة اعتادوا تدخينه، لتتصاعد الأدخنة وتتلامس مع قِمَم الجبال، وتمتزج مع معالم المدينة السياحية، وطبيعتها الخلابة، مما يجعل من مدينتهم قِبلة «المزاجنجية» لمشاركتهم فى الاستمتاع بنشوة المُخدر، لتحقق «سياحة الحشيش» بذلك مكاسب عالية على مدار السنة. ولكن «علشان الكيف بيذل» تتحول أوقات «الانبساط» بالنسبة للسكان المحليين، إلى جحيم مشتعل فى بعض الأحيان، حيث شهدت المدينة مؤخرًا سلسلة من الاعتداءات على طريقة العصابات من طرف مجموعات تعمل فى تجارة المخدرات، لسَلْب كميات كبيرة من نبات الحشيش الخام من المزارعين - مع انعدام أى مورد آخر لهم للعيش - ووسط غياب أمنى تام، فيما يخشى المزارعون المُعْتَدى عليهم، التقدم بأية بلاغات، خوفًا من تعرضهم للاعتقال بتهمة زراعة نبات «القنب الهندى» المُسْتَخْدَم فى إنتاج الحشيش، الأمر الذى يُعَد بمثابة صك الشرعية للعصابات للانقضاض على النبات الخام وسرقته - عينى عينك. وعلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وتحديدًا فى إسبانيا، نجحت السُلطات هناك عام 2012، فى ضبط 33 طن مخدرات، مُخبأة بين حبات البطيخ كانت على متن شُحنة قادمة من ميناء «طنجة»، لتُشكل أكبر كمية من المخدرات يتم حجزها داخل الأراضى الإسبانية فى التاريخ.