يرصد "اليوم السابع" أربعة ألغاز وقعت تفاصيلها فى حادث انهيار عقار بشارع الشجرة بميدان المطرية، أول أمس، والذى أسفر عن مصرع 19 مواطنًا من سكان العقار، وأصيب فيه 8 آخرين، وجميعها تمثلت فى التقصير والإهمال الحكومى، والذى يعد العامل الأساسى والأول فى تلك الكارثة التى أحزنت مصر بأكملها. وفيما يلى تفاصيل تلك الألغاز المحيرة فى الواقعة:- اللغز الأول.. تقاعس المحافظة والحى عن هدم الطوابق المخالفة بالعقار أول الألغاز التى تسببت فى وقوع كارثة انهيار العقار بشارع الشجرة بميدان المطرية، والذى أسفر عن مصرع 19 شخصا وإصابة 8 آخرين، هو تقاعس رجال محافظة القاهرة وحى المطرية عن اتخاذ إجراءات صارمة لردع المخالفين فى البناء غير القانونى. وأكد مصدر بمديرية الأمن أن العقار مقرر له أن يكون "طابق أرضى و3 أدوار أعلاه فقط"، وما حدث أن تم بناء 3 أدوار أخرى بالمخالفة للقانون، وهو ما تسبب فى تلك الكارثة، حيث إن أساسات المنزل ليست مهيأة لتحمل تلك الأدوار الإضافية الثلاثة، مما أدى إلى سرعة انهياره وكل تلك الخسائر فى الأرواح. فيما علق اللواء إبراهيم الزيات، مدير شرطة مرافق العاصمة، على ذلك الحادث، مؤكدًا أن هذا العقار صدر له قرار إزالة للدور الخامس، موضحًا أنه تم بناؤه منذ سنة 1963. اللغز الثانى.. موظف المالية قتيل قسم المطرية صاحب العقار وأبناؤه لحقوا به فى الحادث أما اللغز الثانى فهو أغرب ما يكون حيث إن الحادث أسفر عن وفاة 19 من سكانه الذين لم يسعفهم الحظ للخروج منه قبل الانهيار، ومن بينهم "أمل حلمى" و"أحمد عزت عبد الفتاح" زوجة وابن موظف وزارة المالية "عزت عبد الفتاح الغرباوى" الذى لقى مصرعه داخل حجز قسم شرطة المطرية فى مطلع شهر مايو الماضى، وهو فى الأصل صاحب ذلك العقار الذى انهار أول أمس، والذين لحقوا بوالدتهم بعد 6 شهور من وفاته. وفى ذلك اللغز يتبين لنا من أحد الأهالى المتواجدين أسفل العقار بعد انهياره، والذى يؤكد أنهم فور سقوط العقار أبلغوا ضباط قسم شرطة المطرية بما حدث للإسراع فى نجدتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المواطنين أسفل العقار، ولكن القسم تأخر كثيرًا فى الانتقال اليهم. وكان قد توفى موظف وزارة المالية "عزت عبد الفتاح الغرباوى" فى بداية شهر مايو الماضى، داخل حجز قسم شرطة المطرية بعد نشوب مشاجرة بين عائلتين فى الشارع، وقام أحد طرفى المشاجرة بإشعال النيران فى شقة الطرف الآخر، وتم القبض عليه وتوفى داخل حجز القسم. اللغز الثالث: مالك جديد لشقة بالطابق الثانى وأعمال التشطيبات وراء الكارثة واللغز الجديد الذى اكتُشف عبر شهود العيان الذين شاهدوا الحادث وواقعة الانهيار للعقار وما حدث قبله بلحظات قليلة، مؤكدين أن أحد الأشخاص اشترى شقة فى الطابق الثانى بالعقار، وأحضر عدد من العمال و"الصنيعية" لإجراء أعمال التشطيبات الخاصة بشقته، واستمرت أعمال التشطيب بالشقة الجديدة حتى الواحدة صباحًا وقبل الانهيار بنصف ساعة. وأضاف شهود العيان أنهم شاهدوا أتربة تتساقط من الطابق الثانى الذى توجد به أعمال التشطيب، فحاولوا التواصل مع صاحب الشقة وهتف أحدهم بصوت عالٍ لمالك الشقة الجديد، وقال له إنه توجد آثار لأتربة تتساقط من شقته، مطالبًا إياه بإنهاء تلك الأعمال، وإحضار مهندسين متخصصين فى الغد، إلا أن مالك الشقة الجديد قال له: "أنتوا مالكوا دى شقتى وأنا حر فيها"، وأزال الواجهة التى تتساقط منها الأتربة، وانتهى من تلك الأعمال وترك الشقة وأغلقها وغادر المنطقة، وبعدها بنصف ساعة انهار العقار بالكامل مخلفًا القتلى والمصابين. اللغز الرابع: الرشاوى تحبس الشكاوى ضد المبانى المخالفة كشف الأهالى بالمنطقة المحيطة للعقار المنهار أنهم تقدموا بمئات الشكاوى لموظفى حى المطرية والمحافظة بضرورة التدخل لإنقاذ المواطنين من تلك الكوارث المحيط بهم، حيث إن عددا كبيرا منها مخالف وغير مطابق لمواصفات البناء الأساسية والقانونية بالمنطقة. وأوضح الأهالى فى تعلقياتهم على الحادث أن جميع تلك الشكاوى التى قدمت انتهى المطاف بها حبيسة أدراج مكاتب عدد من موظفى الحى، والذين يتلقون الرشاوى المادية بصورة شهرية وقبل كل عملية مخالفة وبناء لطابق مخالف فى أى عقار. ومن جانبه، أكد اللواء جمال حلاوة، نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، أن القوات لدى عملها فى العقار المنهار تبين لها أن العقارات المحيط بها، جميعها مخالفة، ومبنية على أساس مخالف تمامًا للمواصفات، وأنها مبنية على "نصف طوبة" وهو ما ينذر بكارثة قد تحل قريباً على كل المبانى وتلحق بسابقها. وأوضح نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة ل"اليوم السابع"، أن اللودارات والجرافات التى كانت تعمل على رفع الأنقاض، أدت عملها بحرص شديد حتى لا تلمس أى عقار مجاور لأنها ليست قادرة على التماسك والبقاء بصورة قوية، لأنها مبنية على مخالفات جمة. موضوعات متعلقة الطب الشرعى: تسليم جميع جثث ضحايا انهيار عقار المطرية
