ترك يوسف أحمد مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية، الاجتماع المغلق لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، وعقد مؤتمر صحفى ليؤكد فيه على موقف سوريا الرافض للقرار الذى اتخذته لجنة مبادرة السلام العربية باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بمدى زمنى محدد طبقا للطرح الأمريكى. وأكد أحمد أن وفد سوريا الذى كان يرأسه فى اجتماعات اللجنة التى استمرت مساء أمس وصباح اليوم، تبين له منذ اللحظات الأولى للاجتماع، بأن غايته هى إعطاء تفويض عربى لقرار فلسطينى متخذ مسبقا بالذهاب إلى مفاوضات غير مباشره بدون أية ضمانات حقيقية، ولذلك أوضح وفد سوريا بأن لجنة المبادرة العربية ليس من اختصاصها إعطاء مثل هذه التفويضات، حيث إن لجنة المبادرة العربية وجدت لتسويق هذه المبادرة وتحقيق أهدافها لإقامة سلام عادل وشامل على كل الأراضى العربية المحتلة. وأوضح يوسف أحمد أن وفد سوريا يعتبر أن إعطاء هذا التفويض هو شكل من أشكال الشرعية للإجراءات الإسرائيلية التى تتخذ فى الاراضى العربية المحتلة، بدءا من تهويد القدس إلى الخطر الداهم على المسجد الأقصى إلى ضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح، فضلا عن الحصار الظالم على قطاع غزة، إضافة إلى الاستيطان ، مشددا على أنه إذا كانت اللجنة تتجه لهذا الاتجاه، فإن سوريا ليست طرفا فيما يجرى بها. وأشار أحمد إلى أن سوريا تعتبر هذا الموضوع قرارا فلسطينيا وعلى القيادة الفلسطينية الذاهبة إلى هذه المفاوضات أن تتحمل مسئولياتها التاريخية تجاه ذلك، لذلك لم يكن هناك إجماع كما قيل فى جلسة الافتتاح لمجلس الجامعة، إضافة إلى أن وفدا عربيا آخر - دون تسمية هذه الدولة - قال "إذا لم يكن هناك إجماع فإن بلادى أيضا ليست بهذا الاتجاه".