أكد وزير الخارجية سامح شكرى مجددا التزام مصر بالعمل عن قرب مع كل الشركاء، للمساعدة فى تخفيف معاناة الشعب الصومالى والمشاركة فى العديد من جهود بناء الدولة الصومالية. وجاء ذلك فى كلمة مصر التى ألقاها الوزير سامح شكرى اليوم، الأربعاء، أمام منتدى الشراكة الوزارى رفيع المستوى حول الصومال المنعقد بالعاصمة الدانماركية كوبنهاجن، والذى تتواصل أعماله اليوم وغدا. وأضاف شكرى أن عقد المنتدى فى هذه المرحلة المهمة يؤكد مرة أخرى عزم المجتمع الدولى واستمرار التزام جميع الأطراف المعنية بدعم الصومال. وأوضح وزير الخارجية أن مصر تثمن جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية، والمساعدة فى بناء الرخاء فى الصومال بعد أكثر من عقدين من المعاناة واليأس. وشدد على أن مصر تثمن أيضا جهود الحكومة الفيدرالية فى الصومال والتقدم المحرز نحو تحقيق السيادة والأمن والديمقراطية، والوحدة وبناء نظام فيدرالى فى الصومال، لافتا إلى أن خطة "Vision 2016" واتفاق New Deal Compact فى الصومال لا مفر من الالتزام بهما من أجل مستقبل الصومال العربى الأفريقى الشقيق. وقال إن مصر تعتقد أن المسئولية الأساسية لاستعادة السلام وبناء مؤسسات وطنية ذات كفاءة وبناء إدارات محلية مؤقتة، بالإضافة إلى إجراء انتخابات ديمقراطية وشاملة بحلول عام 2016، إنما يقع على عاتق الشعب الصومالى وحكومته. وأوضح أن هذا المنتدى يأتى بعد عام من المؤتمر الأخير فى بروكسل، وأنه من الضرورى أن نمتدح ما استطعنا تحقيقه منذ ذلك المؤتمر، وأن نقيم أسباب أى تقصير، بالإضافة لتنسيق العمل خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنه مما لا شك فيه أن التحديات المقبلة هائلة سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الأمنى، وقبل كل شىء التحديات الإنسانية للأسف. وأضاف شكرى أن تطورات الأزمة الإنسانية فى جنوب ووسط وشمال شرق الصومال مزعجة للغاية، وتحتاج إلى رد فعل فورى، وما زالت العديد من التجمعات السكانية فى حاجة ماسة للمياه والطعام والرعاية الصحية، فضلا عن الحاجة لتمويل عاجل لتوسيع عمليات توفير الأمن الغذائى والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحى وخدمات النظافة. وأكد أن الأمن يعد مطلبا أساسيا لتحقيق السلام وبناء الدولة فى الصومال، وهناك حاجة للمزيد من الجهود لدعم الجيش الوطنى الصومالى وقوات الشرطة الصومالية، وأن التطور السياسى يجب أن يسير كجزء من عملية شاملة تضم جميع الأطراف لبناء السلام، كما يجب أن يشمل الحوار كل الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار على المدى البعيد. وأضاف أن مصر لديها تاريخ طويل جدا من التعاون مع الصومال فى العديد من المجالات الخاصة ببناء الدولة، فقد تم منح دورات تدريبية لبناء القدرات فى مجالات التعليم والصحة والأمن والعدل.. إلخ، حيث ستستمر تلك الدورات مع تركيزها وتصميمها بما يتناسب مع احتياجات الصومال، وأن مصر تقف على استعداد للتعاون مع كل الشركاء على المستوى الثنائى أو الجماعى من أجل تحقيق الهدف المشترك وهو دعم الصومال. وقال إنه مما لا شك فيه، أن اللغة والديانة والثقافة المشتركة بين المصريين وإخوانهم وأخواتهم فى الصومال يمنح مصر ميزة نسبية يمكن أن يستفيد منها الشركاء الإقليميون والدوليون، بالإضافة إلى ذلك فإن مصر كانت دائما طرفا فاعلا فى جميع جهود الوساطة، التى تتعامل مع النزاعات الداخلية فى الصومال منذ ظهورها، وذلك بالتعاون مع شركاء آخرين مثل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال ومنظمة التعاون الإسلامى. وشدد على أن هناك حاجة لتركيز أكبر على مكافحة التطرف والإرهاب والأفكار الهدامة، وإن هذه الاتجاهات ليست قاصرة فقط على الصومال، ولكنها موجودة وعابرة للحدود فى كل مكان. وأكد مجددا أهمية دور الأزهر الشريف كنموذج للإسلام الوسطى لأكثر من ألف عام، حيث لعب الأزهر الشريف وسيستمر فى لعب دور أساسى فى مواجهة التطرف والعنف من خلال نشر الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه الوسطية والسمحاء. وشدد شكرى - مجددا - على التزام مصر بالعمل عن قرب مع كل الشركاء للمساعدة فى تخفيف معاناة الشعب الصومالى والمشاركة فى العديد من جهود بناء الدولة الصومالية، مضيفا أن الوفد المصرى على استعداد لإطلاع المشاركين على ورقة تتضمن المساعدات المصرية للصومال خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك برامج المساعدات المستهدفة خلال الأعوام القادمة. وقال وزير الخارجية إن الصومال شهد العديد من المبادرات والمؤتمرات سواء على الصعيد الإقليمى أو الدولى، إلا أن هناك حاجة حقيقية لبرامج موجهة ومصممة بصورة جيدة من أجل البناء على قوة الدفع الحالية. وأعرب شكرى عن تمنياته فى أن تسهم مباحثات اليوم فى دعم تعاون وتقوية قدرتنا على العمل المشترك، مشددا على أن هذا المنتدى يمثل فرصة لاستغلال التقدم المحرز والاتفاق على الأولويات الرئيسية خلال العامين القادمين، والتأكد من تحقيق نتائج ملموسة من أجل مستقبل أفضل للشعب الصومالى. وكان وزير الخارجية قد أعرب فى بداية كلمته عن تقديره لحكومة الدنمارك، لاستضافة هذا المنتدى الوزارى رفيع المستوى الهام حول الصومال.