أكد بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن لبنانوالأردن لايزالان يدفعان ثمنا باهظا جراء عدم الاستقرار الإقليمى والنزاع فى سوريا على وجه التحديد ، وقال " نحن نقوم باستغلال كل فرصة تسنح لنا لنثنى على حسن ضيافتهما ، ولنؤكد على الحاجة لأن يقوم المجتمع الدولى بدعمهما". جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الأونروا الذى عقد اليوم فى منطقة البحر الميت (55 كم جنوب غربى عمان) ، تحت رعاية وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى ناصر جودة. وقال كرينبول إن الأردن يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين قياسا بأى بلد آخر (ما يزيد على مليونى لاجيء) ، كما يستضيف أكثر من 14 ألف لاجيء فلسطينى من سوريا تتم مساعدتهم من قبل الأونروا لحين تتحسن ظروف عودتهم إلى هناك. أما لبنان - وفقا للمفوض العام - فيعيش على أراضيه 400 ألف لاجيء فلسطينى فى ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية كما فر إليه حوالى 44 ألف لاجيء فلسطينى من سوريا جميعهم تقريبا تقوم الأونروا بمساعدتهم فى الحصول على الرعاية الصحية والغذاء والخدمات التعليمية. وشدد كرينبول ، فى الوقت ذاته ، على ضرورة السماح بدخول لاجئى فلسطين من سوريا إلى لبنان وعلى وجه الخصوص أولئك الذين هم بحاجة إلى معالجة طبية متخصصة والذين يسعون للم شمل عائلاتهم. وحول مخيم اليرموك ، نبه المفوض العام إلى أن 18 ألف مدنى لايزالون محاصرين ويعيشون فى حالة من الجوع والبرد والخوف الدائم فى مخيم اليرموك ، مشيرا إلى أن الأونروا تقدر التسهيلات التى تقدمها السلطات السورية والتى تجعل بالإمكان القيام بتوزيع الغذاء وبعض المواد الإنسانية الأخرى. وفى سوريا ، لفت كرينبول إلى أن هناك أكثر من 60% من لاجئى فلسطين أصبحوا الآن نازحين أو لاجئين للمرة الثانية فى لبنان أو فى سوريا أو فى تركيا أو فى مصر ، وقال " إن الهرب من النزاع أصبح أكثر صعوبة لأن الحدود يتم إغلاقها وهو ما يجبر اللاجئين على سلوك طرق خطيرة بشكل متزايد تمر عبر المناطق التى يسيطر عليها تنظيم (داعش) أو عبر البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا". وأشار إلى أن هناك 76 مدرسة – أكثر من الثلثين – أصبحت غير قابلة للاستعمال ، إضافة إلى 15 مدرسة أخرى تستخدم كملاجيء جماعية حيث تأوى 6043 شخصا ، لافتا إلى أن المدارس الواقعة فى محيط القتال تعد مثالا دراماتيكيا للتجاهل السافر لحرمة حياة المدنيين الذى تظهره أطراف النزاع والذى ينبغى أن تتم إدانته. وفى الضفة الغربية ، قال كرينبول إن وضع لاجئى فلسطين الذين يبلغ عددهم 750 ألفا أصبح أسوأ ، معربا عن قلق الأونروا حيال التهجير القسرى الذى يهدد ما يقارب من 7 آلاف شخص فى حوالى 45 منطقة سكنية. وأشار إلى أن 90 ألف لاجيء فلسطينى يعيشون ضمن حدود الجدار العازل فى القدس وحولها ، مشددا على أن التهجير القسرى للأشخاص من الأراضى الواقعة تحت الاحتلال يشكل انتهاكا للقانون الإنسانى الدولى. أما بالنسبة لقطاع غزة ، قال كرينبول إن الفلسطينيين فى قطاع غزة خرجوا من اختبار عنف ودمار غير مسبوقين خلال الحرب التى دامت 50 يوما فى شهرى يوليو وأغسطس الماضيين ، كما أن أكثر من 1500 مدنى بما فى ذلك 538 طفلا و306 نساء قد قتلوا. وقال إن حوالى 1500 طفل فى غزة باتوا يتامى ، وأصيب 11 ألفا بجروح من بينهم ألف طفل سيعيشون ما تبقى من حياتهم وهم يعانون من إعاقات دائمة ، لافتا إلى أن الدمار خلف وراءه 110 آلاف شخص بلا مأوى ، وأوضح أن حوالى 27 ألف شخص لايزالون يلتجئون فى 18 مدرسة تابعة للأونروا. وأكد على أن التركيز الآن منصب على إعادة بناء غزة ، قائلا " إننا نرحب بمؤتمر القاهرة وبالتعهدات الكبيرة التى تم إطلاقها ، إلا أننا بحاجة لأن يتم وبشكل عاجل تحويلها إلى مصروفات فعلية".