أكدت الدكتورة هنية الإتربى رئيس البنك القومى للجينات، أن أكثر التحديات التى تواجهنا فى ظل ظروف التغيرات البيئية القادمة، هى القدرة على الإنتاجية فى ظل الاستهلاك البشرى الضخم، وقدرة البشر القادمة على الشراء فى ظل ارتفاع الأسعار، و توفير أطعمه تحتوى على القيمة الغذائية المفيدة. جاء ذلك فى الندوة التى أقيمت مساء اليوم الأحد حول التنوع البيولوجى للنبات وعلاقته بمنسوب التوفر الغذائى، بمكتبة القاهرة والتى أدارها رئيس مركز بحوث الصحراء بجنيف إسماعيل عبد الجليل، وحاضرت فيها الدكتورة هنية الإتربى رئيس البنك القومى للجينات. من جانبها أوضحت الدكتورة هنية إلى أن شمال إفريقيا أصبح موطناً للعديد من النباتات الرئيسية، فضلا عن أنواع أخرى من النباتات التى تستخدم كعلف للحيوانات، وأشارت أن موقع مصر على امتداد البحر المتوسط أعطاها الفرصة للتنوع البيولوجى فى النباتات. وأضافت هنية أن الموارد الوراثية النباتية تستخدم فى الزراعة والأكل، لأنها المكون الأساسى للإنتاج الزراعى مثل الكائنات الدقيقة بالتربة، فضلا عن النحل الذى يعمل على نقل اللقاح. وحذرت من وجود إهدار للتنوع البيولوجى نتيجة أن الأصناف العالية من "التقاوى البلدية" أصبح من النادر استخدامها، بالإضافة إلى ندرة الأراضى الزراعية، مما أدى لانقراض العديد من النباتات كالقمح والشعير والبرسيم وبعض الشجيرات التى تستخدم كغذاء للحيوانات. وأكدت هنية على أنه فيما يخص الوضع العالمى فإنه خلال 100 عام سابقة فقدت 75% من التنوع البيولوجى من المحاصيل الزراعية، واندثر 35% من الحيوانات والطيور وأصبح أكثرها معرضا للانقراض فضلا عن اختفاء أنواع معينة من الأسماك أسبوعيا. كما تحدثت رئيس البنك القومى للجينات عن خطوات بحث تسعى من خلالها العديد من الدول لتوفير الطاقة البديلة عن البترول من المخلفات الحيوانية، وأشارت أنه تبعا لاحتمالية ظهور أنواع جديدة من الأوبئة والحشرات نتيجة التغيرات المناخية القادمة من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة ملوحة البحار، فإنه يجرى العمل على توفير جيل جديد من النباتات المقاومة للحشرات وهو ما يعرف "بعمليات الانتخاب الطبيعى" وهو ما يعمل على توفيره بنوك الجينات التى تعمل على صيانه الموارد النباتيه باتباع مناهج متكاملة تجمع بين أفضل المعارف التقليدية والتكنولوجية الحديثة. وأكدت د.هنية على على ضرورة توفير طرق لتحفيز المزارعين، وخاصة من لديهم نباتات قديمة متوارثة، وأيضا أشارت لأهمية توعية المرشد الزراعى بحيث يتجه لاستخدام التقاوى القديمة.