سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجان الاقتراع تبدأ فى إغلاق أبوابها فى الولايات المتحدة.. الشباب الأمريكى يعزف عن المشاركة.. والجمهوريون يقتربون من إلحاق الهزيمة بحزب "أوباما"..والمرشحون أنفقوا 4 مليارات دولار على الدعايا الانتخابية
بدأت لجان الاقتراع فى الولاياتالمتحدة إغلاق أبوابها، بعد أن أدلى الناخبون الأمريكيون بأصواتهم فى انتخابات التجديد النصفى لمجلسى الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى انتخاب حكام جدد ل36 ولاية أمريكية، فى منافسة شرسة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى. وتشير استطلاعات الرأى الأولية إلى اقتراب الجمهوريين من تحقيق الفوز، حيث يحتاجون إلى الفوز ب6 مقاعد فقط، حتى يتمكنوا من السيطرة على أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ، بما سيمثل تهديدا لخطط الرئيس أوباما الداخلية والخارجية. وبلغ إجمالى ما أنفقه المرشحون فى الانتخابات الأمريكية أكثر من 4 مليارات دولار، ذهب الجزء الأكبر منها إلى الإعلانات التليفزيونية، ما كان سببا فى توجيه انتقادات حادة للحزبين الجمهورى والديمقراطى، خاصة الأول الذى أنفق ببذخ شديد من أجل تحقيق حلم الهيمنة على الكونجرس، ففى ولاية كنتاكى التى تشتهر بشدة فقر سكانها، أنفق المرشح الجمهورى ميتش مانكل، الذى سيصبح زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ إذا ما فاز حزبه بالانتخابات، 55 مليون دولار على الدعايا الانتخابية. وبحسب مراقبين عزف عدد كبير من الناخبين عن المشاركة فى العملية الانتخابية، وقال الدكتور ألين ليتشمان، الأستاذ بالجامعة الأمريكية فى واشنطن، إن 60٪ من الناخبين الأمريكيين لم يشاركوا فى التصويت، مؤكدا أن ذلك كان فى صالح الحزب الجمهورى، لأن أغلب من قاطعوا الانتخابات هم من الطبقات الفقيرة والأقليات العرقية التى تميل دائما إلى دعم الحزب الديمقراطى. كما شهدت الانتخابات أمس، عزوف الشباب الأمريكى عن المشاركة فى عملية التصويت، حيث بلغت نسبة الناخبين فوق 60 عاما، 37٪ من إجمالى عدد من أدلوا بأصواتهم، أما الشباب تحت 30 عاما، فاقتصرت نسبة مشاركتهم على 12٪ فقط. وكشفت استطلاعات الرأى أن الخوف من الإرهاب يعد الهاجس الأكبر الذى يسيطر على الناخب الأمريكى، وأنه سيكون عاملا أساسيا فى تحديد نتائج الانتخابات، وميل الناخب الأمريكى إلى التصويت لصالح الحزب الجمهورى، ما جعله صاحب الفرصة الأكبر خلال الانتخابات الحالية، بعد أن تدهورت شعبية الحزب الديمقراطى بسبب أخطاء الرئيس أوباما فى تنفيذ وعوده للشعب الأمريكى، وعدم رضاء الناخبين عن سياسة الإدارة الأمريكية فى مواجهة عدد من القضايا، أبرزها الحرب على الإرهاب، ومكافحة مرض إيبولا، وقالت صحيفة واشنطن بوست إن 95٪ من قرائها يتوقعون فوز الجمهوريين، فيما قال 71 من قراء نيويورك تايمز إنهم لن يمنحوا أصواتهم للحزب الديمقراطى. وفى حالة فوز الحزب الجمهورى سيكون أوباما مجبرا على تغيير سياساته الخارجية والداخلية، وسيقضى العامين المتبقين له فى السلطة فى صراع دائم مع النواب الجمهوريين، فخارجيا سيضطر الرئيس الأمريكى إلى تغيير الإستراتيجية التى يتبعها فى الشرق الأوسط، سواء المتعلقة بالحرب ضد تنظيم داعش، أو شكل الاتفاق مع إيران حول وقف برنامجها النووى، أو العلاقة مع النظام الجديد فى مصر، حيث يميل الحزب الجمهورى إلى تحسين العلاقات مع القاهرة بصفتها حليفا إستراتيجيا لواشنطن، أما داخليا فمن المتوقع أن تنهار خطط أوباما لإصلاح النظام الضريبى، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتعديل قوانين الهجرة. الانتخابات الحالية لا تقتصر على انتخاب الأمريكيين لممثليهم فى الكونجرس وحكام الولايات، حيث سيتم التصويت فى بعض المناطق من أجل اختيار عمداء جدد لمجموعة من المدن، ورؤساء أجهزة الشرطة المحلية، والمدعى العام. أما فى العاصمة واشنطن، فسيقوم الناخبون بالتصويت على الوثيقة 71 من أجل تقنين اتجار وتدخين نبات القنب، ليتمكن سكان العاصمة من تداول مخدرى "الماريجوانا" و"الحشيش" بشكل قانونى.