سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البابا توضروس ل"الحياة اليوم": مصر بدأت عهدا جديدا.. لقائى الأخير ب"مرسى" أقلقنى على مصر.. هناك مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق الأوسط.. الإرهاب لن يؤثر فى عزيمتنا.. و"اللى متغطى بأمريكا عريان"
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة الروسية شاركت نظيرتها المصرية فى العديد من المناسبات، أهمها وفاة البابا شنودة الثالث، وقدمنا لها الشكر على ذلك، موضحاً أن وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" استمع إليه عن حياة المسيحيين فى مصر وشرح إليه مشكلة الأزمة فى أوكرانيا. وأضاف: "كان لى رؤية مشتركة من وزير الخارجية الروسى فى أن الغرب لا يفهم تماماً العقليات الشرقية وطبيعتها، ولذلك يفترضون التى تأتى بالأخطاء مثلما حدث فى العراق"، مضيفاً: أن مصر بدأت عهدا جديدا ودستورا جديدا، فبالتالى لا يوجد قلق على الأقباط، وظهرت الكنيسة بمعدنها الأصيل فى الأحداث الأخيرة والكل يشهد بذلك، وأريد أن أّذكر أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية هى أكبر كنيسة عددا والكنيسة المصرية القبطية هى أقدم كنيسة". وأشار البابا، خلال حواره مع الإعلامى عمرو عبد الحميد مقدم برنامج "الحياة اليوم"، إلى أن الروحانية المشتركة بين مصر وروسيا تساعد فى تدعيم موقف الكنيسة القبطية والروسية لمواجهة التطرف، بالإضافة إلى دعم لموقف الإنسانية فالعالم غارق فى المادية، لافتا أن "الروحانية" هى سبيل حياة للإنسان ويجب البحث عن الروح وتغذيتها وهو ما تعمل عليه الكنيستين. وبسؤاله عن استطاعة الكنيسة مواجهة الهجمة الشرسة التى تحدث فى سورياوالعراق ومصر، قال البابا توضروس: "إن أغلب المسلمين والمسيحيين معتدلون فهم لا يبحثون عن سلطة، أما جماعات العنف التى تجاوزت حدود الإنسانية والتى نقرأ عن جرائمهم، هى صناعة غربية لأن الشرق لا يصنع العنف أبدا والغرب يهدف تقسيم البلاد والجيوش". وتابع: "من الممكن أن يكون هناك مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق الأوسط، نظراً لما يحدث فى المنطقة وتوقيت حدوثها، مضيفاً: "إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين كارثة". وأكد "بابا الإسكندرية"، أن أول المشاكل التى واجهته فى عام حكم الإخوان، كانت قبل تنصيبه ب 48 ساعة، وهى انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور الأول، مضيفاً: عندما جلست على الكرسى زرت الرئيس الأسبق محمد مرسى وشكرته على اعتماد قرار تعيينى بطريرك وتقابلنا فى وضع أكليل الزهور فى احتفالات، وكانت مقابلات عابرة، وكنت كل يوم أتفاجأ بشكل جديد وتغير فى الإعلام والتعليم والثقافة ثم فوجئنا بالاعتداء على الكاتدرائية بصورة غير مرضية وأخواتنا المسلمين كانوا رافضين لذلك، ومصر بطبيعتها ترفض الحكم الدينى". وأوضح أن لقاءه الأول بينه وبين مرسى كان برتوكوليا والثانى لتعزيته فى وفاة أخته، ولكن الأهم هو اللقاء الأخير كان قبل أحداث 30 يونيو ب 12 يوما مع شيخ الأزهر بهدف الاطمئنان على مصر والتقينا ساعتين ولكننا لم نخرج بشىء، وكان الرئيس الأسبق يهون من الأحداث وسألته ما توقعاتك ل 30 يونيو فأجاب: "سيكون يوما عاديا، وخرجنا من الحوار أكثر قلقا على مصر بدلا من أن نطمئن". ولفت "تواضروس" إلى أن رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، السفير رفاعة الطهطاوى طلب منه زيارة شكلية للرئيس الأسبق محمد مرسى ورفضت أن أكون مجرد ديكور، حسب قوله. وبسؤاله عن اتهامات مساعد رئيس الجمهورية الأسبق عصام الحداد، للأقباط بأنهم وراء الاعتداء على الكاتدرائية وأن الدولة ضدهم، قال "تواضروس": بالطبع لأن المسئول كلمته لها قيمة والأكثر أنهم قاموا بإعداد أسطوانة بها فيديوهات مختارة لإقناع الغرب بأن الكاتدرائية هى التى اعتدت واستخدمت السلاح. ورداً على تصريحات خيرت الشاطر بأن معظم متظاهرى الاتحادية كانوا نصارى قال البابا: "كنا نصلى من أجل أن يهدى الله الإخوان". وأضاف: "كنت أرى أن انضمام الأقباط لحزب الحرية والعدالة كانت دعاية حتى ولو ذكرت أسماء هؤلاء، وأتذكر أن أحد القنوات التابعة للإخوان سألتنا ماذا تريد من حزب الحرية والعدالة فأجبتهم أريد طلبين الحرية والعدالة وكانت صدمة لهم". وتابع: مصر ليست شركة وكانت الإدارة فى حكم الإخوان لا تليق بمصر أبدا، وتوقعت نجاح حركة تمرد بنسبة 90 % وسقوط الإخوان ولو استمروا كانت مصر ستنحدر كل يوم". وعن المشاركة فى مظاهرات 30 يونيو قال "تواضروس": موقع مسئوليتى شعبى ولمست رفضا شعبيا لحكم الإخوان من خلال مقابلتى مع سياسيين وشخصيات عامة، وكانت مصر فى شبه مهزلة وعندما أتيحت الفرصة حضرت اجتماع 3 يوليو لمعرفة الخطوات المستقبلية بقيادة الفريق أول وقتها، عبد الفتاح السيسى، وكانت مناقشة ديمقراطية وطرحنا عدة بدائل مثل انتخابات مبكرة أو إمهال الرئيس الأسبق فرصة حتى وصلنا إلى الاقتراح الذى أعلنه وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسى، مضيفاً: "ساهمت فى المناقشة العامة وكل نقاط البيان الصادر فى 3 يوليو". وأوضح "البابا"، أن الانقلاب يعنى أن تكون الخطوة الأولى للجيش لكن الشعب هو من قام بتلك الخطوة، و30 يونيو هى حركة من الشعب حماها الجيش، نافياً أن يكون هناك قيادات كنسية رفضت مشاركته فى بيان 3 يوليو، لأن الرأى العام وقتها كان رافضا هذا الحكم، وكنت أتخيل أن جميع المصريين فى الشارع وأنا الوحيد فى منزلى، فلذلك شاركت فى اجتماع 3 يوليو، وتلقيت تهديدات نُشرت على الإنترنت ومعلنة وأسمعها ولا أهتم. وبشأن دور القوات المسلحة فى محاربة الإرهاب، أكد البابا، أن الجيش المصرى له طبيعة تختلف عن كل الجيوش ويتعامل كوحدة لأنه مدرسة قديمة وله تقاليد منظمة، ويظن البعض أن العمليات الإرهابية ضد الجيش ستكسره ولكن الحقيقة أنها تزيده إصرارا، مؤكدا أن هناك ارتباط وعلاقة ما بين الجماعات المتطرفة والإخوان. وعما يتردد من أخبار بالمصالحة مع "الإخوان" قال "تواضروس": "المصالحة مع أى إنسان لم يرتكب عنفا، ولكن ما نراه لم يصل سفك الدم فقط إنما خارج مفهوم الإنسانية، قرأت فى وسائل الإعلام العالمية أن حادث تفجير كمين الشيخ زويد لم يحدث، لكن الجنود استشهدوا فى ليبيا ولابد من منحهم جائزة لإخراج القصص الفورية"، على حد تعبيره. ورداً على ما ردده البعض بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحمى الأقباط فى مصر قال بابا الإسكندرية، إن أمريكا والدول الغربية تصدر بيانات لو حرق باب فى الكنيسة فظن الكثير أنها تحمى الأقباط ولكن الحقيقة "اللى متغطى بأمريكا عريان"، فعندما حرقت الكنائس بعد فض رابعة لم نسمع منهم شيئا. وصرح "تواضروس" بأنه من الصعب أن تدعم "الكنيسة" قائمة بعينها فى الانتخابات لأن كل القوائم ستضم أقباطا وكلهم أبناء الكنيسة، فلماذا أدعم قائمة دون أخرى، متابعاً: "نحن نحشد للمشاركة فقط وليس لصالح حزب معين، وكلمة توجيه الأقباط موضة قديمة لأنهم أكثر وعيا". واستطرد: "من الممكن أن يعود الإخوان إلى البرلمان مرة أخرى، ولذلك يجب أن ينتبه كل مصرى فى الاختيار والترشيح، ولا يمكن أن أقول أن الكل كان فاسدا قبل 25 يناير فالتعميم خطأ". وذكر أن حادث ماسبيرو والانتقادات الموجهة للكنيسة بأنها لم تتابع التحقيقات وتقتص لأبنائها، وقع أمام مسئولين سابقين ونحن الآن أمام قيادة جديدة وظروف جديدة، وإثارة مثل الأمر ليس من الحكمة، وقال: "نحن نتابع بشكل مستمر التحقيقات لكن لا نتحدث لأن الجيش مجروح والاقتصاد ضعيف، ونحن نقيم تذكارا سنويا لشهداء ماسبيرو فى كنائسنا، فالقضية لن تضيع ولكن طريقة إثارتها يجب أن تكون بحكمة". وأشار إلى أنه تم تقديم مسودة لمشروع قانون بناء الكنائس وينتظر عرضه على البرلمان القادم، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى عقد اجتماعا منذ شهر عن الإصلاح التشريعى، وأحد القانونيين الأقباط قال للرئيس إن هناك قانونا للأحوال الشخصية موجود فى أدراج الدولة منذ 30 عاما، فطلب الرئيس إعادة مراجعته لإقراره.