قال نائب رئيس البرلمان الليبى المنتخب محمد شعيب اليوم الثلاثاء إن البرلمان سينقل مقره عما قريب إلى مدينة بنغازى ما إن تعيد وحدات الجيش الأمن إلى تلك المنطقة. وستكون هذه هى المرة الثانية التى يغير فيها أعضاء البرلمان الليبى مقره بعد أن انتقلوا للعيش فى فندق فى طبرق منذ أغسطس الماضى عقب سيطرة كتائب مسلحة من مدينة مصراتة على العاصمة طرابلس مقسمة بذلك ليبيا فعليا بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافى. واضطر رئيس الوزاء الليبى المعترف به دوليا عبد الله الثنى إلى الانتقال إلى مدينة البيضا فى أقصى شرق البلاد فى الوقت الذى أعادت فيه القوى الجديدة فى طرابلس البرلمان القديم إلى السلطة وشكلت حكومة منافسة. ويقول دبلوماسيون ومحللون إن ليبيا معرضة لخطر التفكك على الرغم من استمرارها فى إنتاج وتصدير النفط بصرف النظر عن الاضطرابات السياسية. وقال شعيب إن البرلمان المنتخب يهدف حاليا إلى الانتقال إلى بنغازى لإرساء نوع من الحياة السياسية الطبيعية مشيرا إلى التقدم الذي تحققه القوات الحكومية فى إخراج المسلحين من المدينة بعدما كانوا يسيطرون على الميناء الرئيسى بشرق ليبيا. غير أن القتال لا يزال مستمرا فى عدد من المناطق في بنغازى التى تقع على بعد ألف كيلومتر شرق طرابلس اليوم الثلاثاء. وقال مسئول فى مرفأ بنغازى اليوم الثلاثاء إن السلطات أغلقته لاقتراب الاشتباكات منه. وذكر شعيب "نحن نخطط للانتقال إلى هناك قريبا ربما فى غضون أسبوع أو اثنين، نحتاج إلى التباحث مع الجيش بخصوص الوضع الأمنى." وبنغازي مهد التظاهرات ضد القذافى عام 2011 التى تطورت إلى ثورة مسلحة أطاحت به لاحقا. وأشار شعيب إلى أن البرلمان حريص على متابعة المفاوضات التى تشرف عليها الأممالمتحدة سعيا لإنهاء الانقسامات فى ليبيا. وأطلق مسئولو الأممالمتحدة الجولة الأولى من المحادثات فى مدينة غدامس فى جنوب البلاد. غير أنه لم يتحقق سوى قدر ضئيل من التقدم على الرغم من الزيارات التي قام بها مبعوثون أجانب وحتى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون. وفي الأسبوع الماضي نبه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون إلى أن البلاد "باتت أقرب ما تكون من نقطة اللاعودة." وقال شعيب "لم يحدث شىء. لكننا نجرى ترتيبات داخلية لتشكيل وفد." وأضاف "نأمل أن تستأنف المحادثات قريبا."