سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ألتراس أهلاوى» و«الوايت نايتس».. قضية ضد مجهول..بعض الإدارات والنجوم استعانوا بها ثم انقلبوا عليها.. والروابط تحولت إلى وسيلة ضغط على الأندية بدلا من الجمعية العمومية
فتحت «وايت نايتس» بابًا جديدًا من الخلافات بين روابط الألتراس ومسؤولى الرياضة فى مصر بعد الاعتداء على مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، لتشعل الحرب مع رئيس القلعة البيضاء الذى توعد الرابطة من قبل ووصفهم بالجماعة الإرهابية، بعدما قاموا بالعديد من التجاوزات، ولم يتم محاسبتهم وتقييد تلك الحوادث ضد مجهول. قضية الاعتداء على منصور تضاف إلى سلسلة التجاوزات التى قامت بها روابط الجماهير فى مصر، وكان أبرزها على الإطلاق الهجوم على مقر اتحاد الكرة ونادى الشرطة بالجزيرة عصر الأربعاء 5 سبتمبر 2012، وما تبعه من خسائر حرق وسرقات. وأصبحت المسابقات المحلية هى الخاسر الأكبر من خلافات الألتراس ومسؤولى الأندية واتحاد الكرة، وذلك بإقامة المباريات بدون جمهور، وهو ما تسبب فى استمرار غياب الجماهير عن المدرجات منذ مذبحة بورسعيد حتى الآن. ألتراس أهلاوى يقص الشريط شهد عام 2007 الظهور الأول لروابط الأندية بتدشين رابطتى «وايت نايتس» التابعة لنادى الزمالك وألتراس أهلاوى التابعة للأهلى، واقتصر دورها على التشجيع من المدرجات حتى جاء مارس 2010 الذى شهد أزمة حقيقية لألتراس أهلاوى بمحافظة أسيوط، عندما وجدوا تعنتًا كبيرًا من الأمن هناك، خلال إحدى رحلاتهم لمؤازرة المارد الأحمر، وتم احتجاز 11 فردًا منهم لعدة أيام، وكانت تلك الرحلة هى بداية الأزمة بين الألتراس وإدارة الأهلى من ناحية.. ووزارة الداخلية من ناحية أخرى. وبدأ العداء بين الروابط الجماهيرية للأهلى والزمالك ضد الداخلية يتصاعد كحال كل روابط الألتراس التى تؤمن بشعار أن كل رجال الشرطة سيئون، واستغلت تلك الروابط ثورة 25 يناير، التى شاركوا فيها للانتقام من الداخلية على طريقتهم، وخلال انتقامهم منها كسبوا تعاطف الشارع المصرى الذى انتفض فى وجه الظلم. الانتقام من الأمن وتجلت معالم الانتقام بصورة شديدة القسوة خلال مباراة الأهلى أمام كيما أسوان فى كأس مصر التى استضافها استاد القاهرة فى سبتمبر 2011 عندما قامت الجماهير بإلقاء أكياس «بول» على أفراد الأمن وتسببت فى أزمة كبيرة بينهما وحرب شوارع أسفرت عن 113 مصابًا من الجانبين وعشرات المعتقلين، وفى نوفمبر من نفس العام اشتد الصراع بين الألتراس الذين انضموا إلى الثوار لمطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة، والداخلية خلال أحداث محمد محمود فى فبراير 2012. وفى الأول من فبراير 2012 تعرض ألتراس أهلاوى بشكل عام لأكبر حادثة فى تاريخ الكرة المصرية، وأحد أعنف الحوادث فى التاريخ الكروى العالمى عندما استشهد 74 مشجعًا من جماهير القلعة الحمراء وماتوا غدرًا بمدرجات استاد بورسعيد، واتهمت جماهير الأهلى الداخلية بتسهيل مهمة ألتراس «جرين إيجلز» فى الفتك بضيوف بورسعيد العُزل. الداخلية والتحول من «العيال» إلى الاعتراف الكامل بدأت ظاهرة الألتراس عندما كانت الداخلية فى أوج قوتها، وكانت تضرب بيد من حديد على كل من «يفكر» فى الخروج على النص، وكان الفكر المسيطر على لواءاتها عن الألتراس فى ذلك التوقيت أنهم «شوية عيال»، ومع حلول الثورة واهتزاز هيبة الداخلية أصبحت المعاملة بين الأمن والجماهير تتسم بالندية، وتسبب ذلك فى العديد من الأزمات أشهرها أزمة كيما أسوان. واتخذت العلاقة فى التطور تدريجيا حتى أصبحت الداخلية تعترف بهم، وهو ما أكده اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق، الذى حرص على الاجتماع بقادة الألتراس وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق لتحديد مصير عودة دورى الموسم قبل الماضى الذى لم يكتمل، وتم الاتفاق على أكثر من هدنة بين الداخلية والألتراس، لكن أحداث بورسعيد جاءت لتقطع الهدنة ثم تعرض مبنى اتحاد الكرة ونادى الشرطة لهجوم أسفر عن حرق المقرين لمنع عودة الدورى بعد أحداث بورسعيد. العامرى يبدأ الحرب ومرتضى يستكمل المهمة على عكس الجميع ظهر العامرى فاروق، وزير الرياضة السابق، متماسكا عقب حرق مبنى اتحاد الكرة ونادى الشرطة، ليؤكد أن الدورى والسوبر المحلى سيقامان فى موعديهما المحددين سلفا، وبالفعل أقيمت المسابقتان رغم اعتراض الألتراس. وواصل مرتضى منصور هجومه على الألتراس عقب توليه رئاسة الزمالك، حيث وصفهم بالمجموعة الإرهابية، وطالب بإبعادهم عن ملاعب الكرة نهائيا، وتطبيق قانون الشغب بكل حزم على أى فرد يخالف القانون والنظام فى المدرجات. التحول من دعم الأندية إلى شوكة فى ظهرها تحولت علاقة الألتراس مع الأندية المنتمية إليها من تقديم الدعم والمساندة خلال المباريات إلى شوكة فى ظهرها تؤرق إداراتها، وتحاسب الإدارة بدلا من أعضاء الجمعية العمومية وتجلت صور العداء فى المعركة الشرسة التى دخلها «وايت نايتس» مع ممدوح عباس، رئيس الزمالك السابق، وأدت إلى وفاة أحد أعضائها خلال أحد اشتباكات الرابطة مع الداخلية بمحيط القلعة البيضاء، كما شهدت القاعة الحمراء حادثة غريبة من نوعها على النادى بقيام ألتراس أهلاوى بالهجوم على مسؤولى النادى. علاقات موتورة وشهدت علاقة الألتراس بإدارات الأندية ولاعبيها صعودًا وهبوطًا منذ نشأة روابط الأندية فى 2007 حتى الآن، وكانت الروابط تعتمد فى بداية تكوينها على دعم من مجالس إدارات ومحبى النادى قبل أن تتحول بالتدريج إلى علاقة عدائية بين الطرفين وصلت إلى مطالبة ألتراس أهلاوى لحسن حمدى، رئيس الأهلى السابق، بالرحيل، ونفس الأمر بين وايت نايتس وممدوح عباس، رئيس الزمالك، وانقلب مجموعة من نجوم الكرة على الألتراس عقب هجومهم المستمر على إدارات الأندية واللاعبين، بعدما أصروا على استمرار تجميد النشاط الرياضى عقب أحداث بورسعيد والتأثير على قطاع عريض من العاملين بهذا المجال. واستمر العداء بين مجالس إدارات الأندية والروابط الجماهيرية حتى وصل إلى اعتداء أفراد من الوايت نايتس على مرتضى منصور، ليفتح الباب لمرحلة جديدة من العلاقة بين الروابط ومسؤولى الدولة، قد تتطور أبعادها لمنطقة خطيرة خلال الفترة المقبلة، ويعرقل عودة الجماهير للمدرجات مرة أخرى.