إذا كان اسم مالالا يوسف الحاصلة على جائزة نوبل للسلام معروف برغم صغر سنها، فإن شريكها فى الجائزة الناشط الهندى كيلاش ساتيارثى لا يحظى بنفس شهرتها العالمية برغم جهده الأكبر ونشاطه الأبرز فى مجال حقوق الأطفال، ولاسيما مكافحة عبودية القصر. فنشاط ساتيارثى بدأ فى الثمانينيات، قبل أكثر من 10 أعوام من مولد مالالا، حيث تركزت جهوده على مكافحة استغلال الأطفال والأحداث فى العمالة الرخيصة الشائعة فى الهند، وقد نجحت منظمته "أنقذوا الطفولة" فى تحرير حوالى 80 ألف طفل من أشكال متعددة من العمالة وساعدت أيضا فى إعادة اندماجهم الناجح فى المجتمع وإعادة تأهيلهم وتعليمهم. وكان ساتيارثى، الذى لا يزال يزاول مهنته كمهندس كهربائى فى فيديشا بولاية ماديا براديش الهندية، قد بدأ حملته ضد عبودية الأطفال والأحداث فى 1980 حينما أسس حركة "أنقذوا الطفولة"، وفى بادئ الأمر نظم ساتيارثى العمال فى مقالع الحجارة وأفران الطوب فى شمال الهند، وأقام بعدها شبكة مبنية على المشاركة على مستوى القاعدة وتضم جماعات تدافع عن هذه القضية فى كل من باكستان ونيبال وبنجلاديش وسريلانكا، وأسس التحالف الجنوب آسيوى حول عبودية الأطفال فى عام 1989. عمل ساتيارثى فى البدايى على مداهمة المصانع التى تمارس الاستخدام القسرى للعمال، وتنظيم مسيرات احتجاج دفاعا عن قوانين ضد عمالة الأطفال والاتجار بهم. وقد اجتذبت المسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال فى عام 1998، التى نظمها ساتيارثي، 7.2 مليون شخص فى 103 بلدان، وفى 1999 بدأ حملة الحملة العالمية من أجل التثقيف التى عملت كأداة ربط بين منظمات غير حكومية، قومية ودولية، ترويجا للتربية فى كل مكان. وفى عام 2007، قاد ساتيارثى مسيرة استمرت على مدار شهر كامل وتجاوزت حدود الهند ونيبال وبنجلاديش ضد الاتجار بالأطفال، لزيادة الوعى والدعوة للالتزام بمكافحة ما يحرم الأطفال من التربية والطفولة الطبيعية. وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على حصول مالالا وساتيارثى على الجائزة، قائلة "إن لجنة نوبل للسلام وصلت جسور السن والجنس والعقيدة والجنسية وحتى الشهرة الدولية بمنح الجائزة للفتاة الباكستانية والناشط الهندى المخضرم، اللذين عملا كلاهما فى مجال حقوق الأطفال". وفى إعلانه عن الجائزة اليوم، الجمعة، قال رئيس اللجنة النرويجية ثوربجون جاجلاند، "إن لجنة نوبل تعتبر أن مشاركة هندوسى ومسلمة، هندى وباكستانية، فى نضال مشترك من أجل التعليم وضد التطرف أمرا مهما". وأشاد جاجلاند بدور ساتيارثى فى مجال حقوق الطفل وقال "إنه أظهر شجاعة شخصية كبيرة وحافظ على تقاليد غاندى، وقاد أشكالا متعددة من الاحتجاجات والمظاهرات كلها سلمية للتركيز على الاستغلال المفجع للأطفال لتحقيق مكاسب مادية". موضوعات متعلقة بالصور.. "نوبل للسلام" تجمع من فرقتهم السياسة.. الباكستانية مالالا والهندى ساتيارثى يتقاسمان جائزة 2014.. ولجنة الاختيار: نقطة مهمة أن يشترك هندوسى ومسلمة فى كفاح مشترك من أجل التعليم ومحاربة التطرف