يجذبك جلبابه البسيط وعمامته البيضاء وسط جموع من المثقفين والمفكرين، وهو يجلس صامتا يحاول التقاط المعلومات والعبر، فهو من مريدى معرض الكتاب مما يقرب من 17 عاما هو عم صبحى محمد الرجل الخمسينى صاحب العمامة البيضاء. ببساطه هو عاشق للعلم من أجل العلم ليس ابتغاء التفاخر بالشهادات، أو من أجل حفنة من الجنيهات، فهو يرى أن المستقبل يكمن داخل صفحات الكتب، ولعل هذا ما منعه من الزواج، والتمتع بأبسط متع الحياة فى تكوين أسرة، ورغم حرمان عم صبحى من التعليم، إلا أنه لم يكتف بحصوله على الشهادة الابتدائية، بل اجتهد للحصول على الثانوية الأزهرية بهدف الالتحاق بكلية علوم القرآن بطنطا. بدأ عم صبحى حديثه قائلا: "حين رأيت شيخا كهلا يحمل من الكتب الكثير منها والثقيل طمعاً فى المعرفة عملاً بقول النبى الكريم "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، أثار بداخلى الرغبة فى العودة للمدارس، وبدأت رحله التعليم والتحقت بالأزهر. ويكمل عم صبحى حديثه: "اشتغلت فى ليبيا" أسطى ميكانيكى أكثر من خمس سنوات، ثم ذهبت لزيارة أخى بالعراق ولفت انتباهى طفل يبرع فى كتابة الخط العربى، فأثار بداخلى الرغبة فى تعلم هذا الفن والتمكن من كتابة الخط العربى، وبالفعل التحقت بإحدى المدارس لتعليم الخط العربى، وحصلت على دبلوم فى الخط العربى، وشهادة تخصص فى الخط الكوفى، بجانب الدراسة بمعهد قراءات شبرا، وكل عام يتجدد عشقى للقراءة فى مختلف التخصصات، عندما تستمتع عيناى بأغلفة الكتب والعناوين بمعرض الكتاب، فعلى مدار 17 سنة لم أخالف الميعاد مع المعرض بل انتظره بشغف بالغ.