رئيس «القاهرة الجديدة»: الدولة تبنت مخططا استراتيجيا للتنمية العمرانية    بعد محاولة الانقلاب في بوليفيا.. لافروف يؤكد دعم موسكو للرئيسة آرسي    ماذا يحدث في إسرائيل؟.. صواريخ حزب الله تمطر الاحتلال وتقطع الكهرباء ومظاهرات ضد نتنياهو    باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات تكشف أهمية مؤتمر "القرن الأفريقي" بالقاهرة    بعد وفاة طارق الوحش نجم الإسماعيلي السابق.. 5 لاعبين حصد السرطان أرواحهم    إحباط 12 محاولة تهرب جمركي بمطار القاهرة    في ذكرى 30 يونيو.. احتفالية خاصة لتكريم رموز «اعتصام المثقفين» ضد حكم الإخوان    بعد «كيرة والجن».. كريم عبدالعزيز يعلن عن عمل جديد مع أحمد عز    «بيفرهدوا من الحر».. 4 أبراج فلكية يقلّ نشاطهم في الصيف    متى يجب على الزوج إحضار خادمة لزوجته؟.. رئيس صندوق المأذونين يجيب    "المصريين": ثورة 30 يونيو ستبقى علامة فارقة في تاريخ مصر    حماة الوطن: نجدد الدعم للقيادة السياسية في ذكرى ثورة 30 يونيو    على مساحة 165 مترًا.. رئيس هيئة النيابة الإدارية يفتتح النادي البحري فى الإسكندرية (صور)    تباطئ معدل نمو الاقتصاد المصري إلى 2.22% خلال الربع الثالث من العام المالي 2024-2023    فليك يطلب بقاء نجم برشلونة    ما هي الضوابط الأساسية لتحويلات الطلاب بين المدارس؟    إصابة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارة ميكروباص بعمود إنارة ببنى سويف    وكيل صحة الدقهلية يتفقد مستشفى نبروه المركزي (صور)    محمد مهنا: «4 أمور أعظم من الذنب» (فيديو)    أفضل دعاء السنة الهجرية الجديدة 1446 مكتوب    لطيفة تطرح ثالث كليباتها «بتقول جرحتك».. «مفيش ممنوع» يتصدر التريند    انطلاق مباراة الإسماعيلي والمصري في الدوري    أيمن غنيم: سيناء شهدت ملحمتي التطهير والتطوير في عهد الرئيس السيسي    يورو 2024.. توريس ينافس ديباى على أفضل هدف بالجولة الثالثة من المجموعات    قائد القوات الجوية الإسرائيلية: سنقضى على حماس قريبا ومستعدون لحزب الله    فيروس زيكا.. خطر يهدد الهند في صيف 2024 وينتقل إلى البشر عن طريق الاختلاط    «الرعاية الصحية» تعلن حصاد إنجازاتها بعد مرور 5 أعوام من انطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل    أيمن الجميل: تطوير الصناعات الزراعية المتكاملة يشهد نموا متصاعدا خلال السنوات الأخيرة ويحقق طفرة فى الصادرات المصرية    أسعار التكييفات في مصر 2024 تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    «رحلة التميز النسائى»    مستشار الأمن القومى لنائبة الرئيس الأمريكى يؤكد أهمية وقف إطلاق النار فى غزة    مع ارتفاع درجات الحرارة.. «الصحة» تكشف أعراض الإجهاد الحراري    هند صبري تشارك جمهورها بمشروعها الجديد "فرصة ثانية"    بائع يطعن صديقة بالغربية بسبب خلافات على بيع الملابس    وزيرة التخطيط: حوكمة القطاع الطبي في مصر أداة لرفع كفاءة المنظومة الصحية    لتكرار تجربة أبوعلى.. اتجاه في الأهلي للبحث عن المواهب الفلسطينية    حمى النيل تتفشى في إسرائيل.. 48 إصابة في نصف يوم    شيخ الأزهر يستقبل السفير التركي لبحث زيادة عدد الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر    محافظ المنيا: تشكيل لجنة للإشراف على توزيع الأسمدة الزراعية لضمان وصولها لمستحقيها    بالصور.. محافظ القليوبية يجرى جولة تفقدية في بنها    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الإقليمي بالمنوفية    "قوة الأوطان".. "الأوقاف" تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة    جهاز تنمية المشروعات يضخ تمويلات بقيمة 51.2 مليار جنيه خلال 10 سنوات    انفراجة في أزمة صافيناز كاظم مع الأهرام، نقيب الصحفيين يتدخل ورئيس مجلس الإدارة يعد بالحل    شوبير يكشف شكل الدوري الجديد بعد أزمة الزمالك    مواجهات عربية وصدام سعودى.. الاتحاد الآسيوى يكشف عن قرعة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026    تفاصيل إطلاق "حياة كريمة" أكبر حملة لترشيد الطاقة ودعم البيئة    تفاصيل إصابة الإعلامي محمد شبانة على الهواء ونقله فورا للمستشفى    21 مليون جنيه حجم الإتجار فى العملة خلال 24 ساعة    ضبط 103 مخالفات فى المخابز والأسواق خلال حملة تموينية بالدقهلية    موسى أبو مرزوق: لن نقبل بقوات إسرائيلية في غزة    طلب غريب من رضا عبد العال لمجلس إدارة الزمالك    حظك اليوم| برج العذراء الخميس 27 يونيو.. «يوما ممتازا للكتابة والتفاعلات الإجتماعية»    الكشف على 1230 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    شل حركة المطارات.. كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية ب«القمامة»    انقطاع الكهرباء عرض مستمر.. ومواطنون: «الأجهزة باظت»    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار مفتى الجمهورية ينتهى من بحث مهم حول تنظيم "داعش".. تناول فيه نشأته وامتداده وأعداد مقاتليه وأسباب انخراط الشباب فى التنظيم.. وإبراهيم نجم: الغرب ينظر للإسلام من خلال تلك الجماعات
نشر في اليوم السابع يوم 31 - 08 - 2014

انتهى الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، من بحث حول تنظيم "داعش" تناول فيه عدة عناصر منها: نبذة سريعة عن داعش ونشأتها، وزعيمها أبو بكر البغدادى، وامتداد التنظيم وتمويله وأعداد مقاتليه، وأسباب انخراط الشباب فى تنظيم داعش، وإعلان الخلافة ومدى خطورته، وآراء العلماء فى تنظيم داعش، ودور دار الإفتاء المصرية فى التصدى لحركة داعش، وكيفية مواجهة داعش محليا ودوليا.
وأكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى، ل"اليوم السابع"، أهمية التعريف بتلك الجماعة وخطورتها، وضرورة تعريف أهداف تلك الجماعة ومن وراءها، وذلك ضمن مبادرة أطلقها مستشار المفتى، "تفكيك أيدلوجية منشقى القاعدة فى العراق وسوريا"، حيث ينظر الغرب إلى الإسلام من خلال تلك الجماعات وهو أمر مغلوط وجب توضيحه.
نبذة سريعة عن داعش ونشأتها:
ما يسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام والتى تعرف اختصارًا ب"داعش"، هو تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب، ويزعم أنه يتبنى الفكر السلفى الجهادى ويهدف أعضاؤه إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة، ويمتد فى العراق وسوريا، وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادى.
بدأ التنظيم بالعراق فى 15 أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين، وتم اختيار "أبا عمر البغدادى" زعيما له، وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك, وبعد مقتل أبو عمر البغدادى فى يوم 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادى زعيمًا لهذا التنظيم، وشهد عهد أبى بكر توسعًا فى العمليات النوعية المتزامنة "كعملية البنك المركزى، ووزارة العدل، واقتحام سجنى أبو غريب والحوت", وبعد الأحداث الجارية فى سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح فى غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة فى سوريا, وفى 9/4/2013 أعلن من خلالها أبو بكر البغدادى دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وتوسع نفوذ الدولة فى الداخل السورى أكثر فأكثر.
تبنت الدولة الإسلامية فى العراق والشام عملية تفجير السفارة الإيرانية فى بيروت، ويسيطر أفراد هذا التنظيم على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014.
وأعلنت "داعش" الدولة الإسلامية فى العراق والشام بتاريخ 29 يونيو 2014 عن الخلافة الإسلامية ومبايعة أبى بكر البغدادى خليفة للمسلمين، وقال الناطق الرسمى باسم الدولة أبو محمد العدنانى أنه تم إلغاء اسمى العراق والشام من مسمى الدولة، وأن مقاتليها أزالوا الحدود التى وصفها بالصنم، وأن الاسم الحالى سيُلغى ليحل بدلا منه اسم الدولة الإسلامية فقط.
أبو بكر البغدادى:
يصفه البعض ب"أسامة بن لادن الجديد"، وهو "الرجل الأكثر خطورة فى العالم"، وفق مجلة "تايم"، ولاحظت صحيفة "الموند" أن البغدادى حقق ما عجز عنه "بن لادن" حتى فى ذروة قوته قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، فقد بات يسيطر على إمبراطورية متنامية من أطراف بغداد إلى ضاحية دمشق، ومن الحدود الأردنية إلى الحدود التركية، واعتبرت "الواشنطن بوست" أنه تجاوز فى سنة رصيد زعيم "القاعدة" أيمن الظواهرى لدى المقاتلين المتشددين، فهو أكثر عنفًا مع خصومه، وأشد عداءً للولايات المتحدة، وقد دفعه ذلك إلى انتقاد الظواهرى علناً والانفصال عن التنظيم الأم.
وهو من مواليد عام 1971 فى سامراء، اسمه عوض إبراهيم على البدرى السامرائى، ومن ألقابه "أبو دعاء" و"الكرار" و"على البدرى السامرائى"، وتقول أسرته إنها تنحدر من سلالة النبى محمد، وتفيد سيرته، وفق مواقع جهادية، أنه "رجل من سلالة دينية، إخوانه وأعمامه رجال دين ومدرسون للغة العربية والفقه"، أما هو فقد حاز على شهادة دكتوراه فى التربية من جامعة بغداد الإسلامية، ولأنه درس العلوم الإسلامية والتاريخ والشعر، لُقب "الفيلسوف الجهادى".
يُعرف عنه أنه طموح وعنيف، وسمعته كقائد ميدانى عنيف ومخطط عسكرى هى ثمرة الفوضى التى تتخبط فيها الجماعات المسلحة الأخرى فى سوريا والأداء الضعيف الذى أظهره الجيش العراقى هذا الأسبوع، وفق تحليل ل"الجارديان"، وعلى نجاحاته العسكرية، يبقى شبحًا يصعب تعقبه وتحديد مكانه، فهو لا يهوى الظهور حتى وسط أنصاره ومقاتليه المقدرين بسبعة آلاف عنصر شديد الولاء، ويُقال إنه يضع قناعًا حين يخاطب أتباعه، من هنا لقبه "الشيخ الخفى".
وهناك روايات مختلفة بشأن كيفية دخوله "عالم الجهاد" وفى إحداها أنه كان ناشطاً إسلامياً فى عهد الرئيس السابق صدام حسين ولا شك أن احتجازه أربع سنوات فى جنوب العراق بعد توقيفه على أيدى جنود أمريكيين عام 2005 ساهم فى زيادة تطرفه.
وانجذب سريعًا، بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، إلى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بقيادة أبو مصعب الزرقاوى وانخرط بداية فى تهريب مقاتلين أجانب إلى العراق، ثم صار "أمير" بلدة صغيرة على الحدود السورية، وسرعان ما أسس محكمة عُرفت بتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية وأحكامها القاسية، وحين صعد نجمه بين المسلحين الشباب، ضُم إلى مجلس شورى المجاهدين فى "دولة العراق الإسلامية" حتى تولى قيادته عام 2010 بعد مقتل زعيميه السابقين أبو عمر البغدادى وأبو حمزة المهاجر.
امتداد التنظيم وتمويله وأعداد مقاتليه:
بعد سيطرة "داعش" على مناطق واسعة من العراق، تشمل معظم محافظة الأنبار السنية فى غرب العراق، أعلن فى 29 يونيو الماضى قيام "دولة الخلافة الإسلامية" بقيادة البغدادى، ومبايعته "خليفة" للمسلمين، وتغيير اسم التنظيم إلى "الدولة الإسلامية" فقط.
وتطرق بيان "داعش" إلى "إلغاء الحدود" بين العراق وسوريا، ودعا المسلمين إلى الهجرة إلى "دولة الخلافة".
وبعد ذلك بأيام، وفى أول ظهور علنى له، وزع التنظيم شريط فيديو لخطبة ألقاها البغدادى فى الجامع الكبير فى مدينة الموصل، دعا فيها المسلمين إلى طاعته، وظهر فى الشريط بلحية رمادية طويلة وقد ارتدى عباءة وعمامة سوداوين.
وباشر التنظيم بعد وقت قصير من إعلان "دولة الخلافة" تهجير المسيحيين من الموصل إلى مناطق بغداد والمناطق الكردية فى شمال العراق، ثم لم يلبث أن بدأ فى اعتقال الضباط السابقين فى الجيش العراقى، مما أدى إلى توتر كبير مع "حزب البعث" العراقى واندلاع اشتباكات بين الجانبين يحتمل أن تتوسع.
وبعد هذا التمدد الجغرافى الكبير للتنظيم، اعتمد التنظيم تنويع مصادر دخله لتمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه، وصار يبيع بأسعار منخفضة النفط الخام والبنزين من الحقول والمصافى النفطية التى استولى عليها فى سوريا والعراق على السواء كما فرض رسومًا على محطات بيع الوقود بالتجزئة، وعلى المركبات والشاحنات التى تنقل بضائع إلى مناطق سيطرته.
ويقدر الباحث فى مركز "بروكينغز" فى الدوحة تشارلز ليستر أعداد المقاتلين المنضوين فى تنظيم "الدولة الإسلامية" بما بين خمسة وستة آلاف مقاتل فى العراق وسبعة آلاف فى سوريا، لكن لم تؤكد مصادر أخرى هذه الأرقام.
وفى ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير فى الحركات الإسلامية رومان كاييه من "المعهد الفرنسى للشرق الأوسط"، إن معظم المقاتلين على الأرض فى سوريا، هم من الجنسية السورية، لكن قادتهم يأتون غالبًا من الخارج بعدما اكتسبوا خبرة قتالية فى العراق والشيشان وأفغانستان.
أما فى العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين، ويضم التنظيم قرابة ألفى مقاتل من أصل مغربى من الناطقين بالفرنسية قدموا من فرنسا وبلجيكا، وبينهم خمسة يتولون مناصب قيادية.
أسباب انخراط الشباب فى تنظيم داعش:
يبدو أن كثيرًا من الشباب المنخرط فى تنظيم داعش من فئة الساخطين والناقمين على أوضاعهم المعيشية فى بلدانهم وأنهم يعيشون بلا هدف، ويفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء وهذا يبدو شائعًا فى معظم الجنسيات.
1- والواقع أن الادعاء بأن بلاد الشام والعراق هى أرض "الجهاد" يحتل مكانة بارزة فى الدعاية للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش، وهو الأمر الذى يظهر جليًا فى تعليقات عناصر هذه التنظيمات على مواقع التواصل الاجتماعى، فهناك حافز قوى حيث الفرصة والرغبة فى المشاركة فى معركة تنبئ لها منذ 1400 عام وهى المعركة الفاصلة بين الحق والباطل كما تدعى تلك التنظيمات، وبالنسبة للبعض، فإنها أيضًا فرصة لنيل الشهادة فى سبيل الله، إضافة إلى تصريحات وفتاوى شيوخ التطرف الدينى بأن أى شخص يموت فى قتال "الكفار" سيكون له الدرجات العلى فى الآخرة، إضافة إلى الدافع "الجهادى" بأن نصرة المجتمع المسلم الذى يتعرض لهجوم العدو هى فرض عين، وهذا يشكل المنهج المركزى للجماعات الإسلامية المتطرفة منذ النشأة الأولى لتنظيم القاعدة فى التسعينيات.
2- وهناك عامل جذب آخر للانضمام إلى حركة داعش وهو فرصة العيش فى مكان تطبق فيه القواعد والسلوكيات وفقا لتعاليم الإسلام بحسب الفهم السطحى أو الذى روجته تنظيمات التطرف، ولأن معرفة الشباب الصغير بالدين غالبا ما تكون سطحية فهم لا يشككون مطلقًا فى سلطة قادتهم ويصدقون ما يقال لهم، بينما الشباب الأكثر نضجًا هم من يدركون أن واقع الحياة فى ظل جماعة متطرفة أبعد بكثير عن أى مثالية دينية، وهذا هو أحد الأسباب التى تؤدى إلى رجوع بعض المقاتلين إلى أوطانهم أو الذهاب إلى أى مكان آخر، وأحيانا بعد وقت قصير جدًا، أما الأشخاص الأقل التزامًا فقد يكون لديهم دافع أو عدة دوافع أخرى، فقد يرى البعض أن الحرب مجرد فرصة للمغامرة والهروب من بلدانهم، مع كثير من المبررات المتوفرة للذهاب فيما لا يستطيع الكثير التعبير بوضوح عن أسباب قرارهم بالمشاركة.
3- الاحترافية الدعائية للتنظيم، ومن المستحيل –بحسب صحيفة الإندبندنت– الاعتقاد أن دعاية داعش ومقاطع الفيديو التى تم إعدادها وإخراجها بمهارة وحرفية يمكن إزالتها من مواقع الإنترنت، كما أن داعش تقدم عوامل جذب قوية، وذكرت أن التنظيم روج أجندته بدقة عن طريق طرح نفسه على أنه "حركة عصرية بدرجة كبيرة"، فجنوده لا يتحركون مشيًا عبر الصحراء، لكنهم يقودون سيارات دفع رباعى حديثة، ويظهرون فى مقاطع فيديو عالية الجودة تم إعدادها بحرفية، ولا يتجاهلون وسائل الإعلام الاجتماعى وكأس العالم كحماقات غربية، بل يستغلونها فى دعايتهم، وأكدت أنه رغم أن "داعش" وأتباعها ربما يعارضون القيم الليبرالية الحديثة، فإنهم ليسوا أعداء الحداثة من الأساس، ويرغب التنظيم فى حمل المسلمين الشباب الغربيين على اعتناق قضية الجهاد.
4- يشكل التمويل والتسليح الذى يحظى بهما "داعش"، عوامل جذب للمقاتلين، وفى المعارك النادرة التى قاتلت فيها "الدولة الإسلامية" إلى جانب مقاتلى المعارضة السورية، غنم مقاتلو التنظيم الجهادى كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من القوات النظامية، كما استولى هؤلاء المقاتلون فى الأيام الماضية، على أسلحة متنوعة من المقرات التى أخلاها الجنود العراقيون، ومنها عربات نقل أمريكية الصنع، قاموا بنقلها عبر الحدود العراقية السورية إلى الرقة، وتسيطر "الدولة الإسلامية" كذلك على حقول إستراتيجية للنفط والغاز فى محافظة دير الزور فى شرق سوريا، وتفرض نظام "الجزية" فى المناطق التى تسيطر عليها، كما أن التنظيم يسدد رواتب مقاتليه بالدولار الأمريكى.
إعلان الخلافة ومدى خطورته:
مما يؤسف له أن فتنة هذه الخلافة المزعومة التى دعت إليها تلك الحركة الشيطانية لقت قبولا عند بعض صغار الشباب فى الدول الإسلامية والعربية بل والغربية أيضًا، وأظهروا فرحهم وسرورهم بها كما يفرح الظمآن بالسراب، وكيف يُرتجى خير ممن ابتلوا بالتكفير والتقتيل بأشنع القتل وأفظعه؟! والواجب على هؤلاء الشباب أن يربأوا بأنفسهم عن الانسياق وراء هذه الدعوات الضالة المضلة، وأن يكون الرجوع فى كل التصرفات إلى ما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن فى ذلك العصمة والسلامة والنجاة فى الدنيا والآخرة، وأن يرجعوا إلى العلماء الناصحين لهم وللمسلمين.
وهذه الفئة الضالة التى تصف نفسها بالدولة الإسلامية وهى بعيدة كل البعد عن الإسلام تنتهج منهج الغلو فى الدِّين والانحراف عن الحقِّ ومجانبة ما كان عليه أهل السنَّة والجماعة ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضى الله عنه: "إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قلت: يا نبى الله! أيُّهما أولى بالشرك: الرامى أو المرمى؟ قال: بل الرامى" (رواه البخارى).
وعلى هؤلاء الشباب الذين انساقوا وراء نعيق هذه الفرقة أن يراجعوا أنفسهم ويثوبوا إلى رشدهم وألا يفكر أحد منهم باللحوق بها فيخرجون من الحياة بالأحزمة الناسفة التى يُلبسون إياها أو بذبح بالسكاكين الذى هو ميزة لهذه الفرقة، وعليهم أن يلزموا السمع والطاعة للدولة السعودية التى عاشوا وعاش آباؤهم وأجدادهم فى ولايتها بأمن وأمان، فهى بحق أمثل دول العالم وخيرها على ما فيها من قصور من أعظم أسبابه فتنة التغريبيين فى هذه البلاد الذين يلهثون وراء تقليد الغرب فى كل ما فيه مضرة.
آراء العلماء فى تنظيم داعش:
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب –شيخ الأزهر– أن الشعب العراقى فى حاجة ملحّة إلى تضافر كل القوى والفصائل لوقف نزيف الدم العراقى، منددًا بما يحدث فى العراق من قيام الميلشيات المختلفة، وعلى رأسها حركة داعش بقتل الأبرياء وانتهاك الأعراض وقصف المساجد، واضطهاد وتهجير للمسيحيين وبعض الطوائف الأخرى، وأضاف فضيلته أن الإسلام يرفض ما تقوم به الميلشيات المسلحة التى تنسب أعمال القتل والتدمير للإسلام والإسلام منها براء.
كما أدان فضيلة الإمام الأكبر الأعمال الإجرامية ضد المواطنين العراقيين على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، مشدداً على وجوب نشر قيم التسامح التى دعت إليها الأديان السماوية، وضرورة التعايش السلمى بين بنى الإنسان.
وأكد الدكتور محمود مهنا –عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومستشار شيخ الأزهر– أن تنظيم "داعش" فى العراق وسوريا، لا يمثل أهل السنة، حيث إن مذهب أهل السنة لا يجيز الاعتداء على الحرمات ولا على الآمنين، ولا على المسلمين، فهو يؤمن بحرمة سفك الدماء.
وأشار إلى أن تنظيم "داعش"، أدخل أهل السنة مدخلا غير كريم، وأساء إلى الإسلام بصورة بالغة، وأظهره بأنه دين لهو ولعب وقتل، لكن المسلم لا يقاتل مسلمًا، ولا غير مسلم، إلا إذا بدأه بالقتال والحرب، ولفت "مهنا" إلى أن العالم اليوم يصف الإسلام بأنه دين اعتداءات، مؤكدًا أن هذه نظرة غربية متمثلة فى أمريكا وفرنسا وألمانيا، علاوة على دولة قطر، لإشاعة الفوضى فى العالم العربى حتى يصلوا إلى مصر، فهم يرون أن مصر بلد كافر يغلق المساجد ويحارب الدين والإسلام، واعتبر أن الإسلام لا يريد منا الخلافة فى عصر اتسم بسفك الدماء.
ومن جهته أكد وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن مقاومة "داعش" ومن على شاكلتهم الذين يخططون للإفساد فى مصر واجب شرعى ووطنى، وقال: "ما يحدث من داعش وأتباعها وأذنابها ومؤيديها ومن يدورون فى فلكها أو يحذون حذوها فى القتل والتدمير والإفساد والتخريب وإثارة الفوضى، إنما يخدم –بلا شك– مصالح العدو الصهيونى المستفيد الأكبر من إثارة الفوضى فى المنطقة، ثم القوى الاستعمارية الطامعة فى نفط منطقتنا العربية، والسيطرة على المواقع الحيوية فيها"، وشدد على أن هؤلاء إن لم يكونوا عملاء لاهتز العالم كله لإجرامهم فى القتل والتخريب والتدمير وختان البنات الصغيرات بهمجية ووحشية لم يعهدها التاريخ من قبل، ومقاومة هؤلاء المجرمين أعداء الإنسانية واجب شرعى ووطنى وعربى وقومى، والآن نقول: إنه واجب إنسانى إن كان فيما يسمى بالعالم الحر بقية من الإنسانية.
وقد دعت الرابطة العالمية لمخريجى الأزهر إلى "مواجهة الأفكار المتطرفة ونشر صحيح الإسلام"، وتقيم فروعها فى الخارج أنشطة عدة لتحقيق هذا الهدف، وتصدر بيانات متلاحقة تحذر فيها "من مخططات صهيونية تهدف لتفتيت الأمة من طريق الأفكار المتطرفة والعنف والقتل والإرهاب"، وأكدت "أن ما يحدث فى العراق ونيجيريا وأفغانستان وغيرها من البلدان يُعدّ جزءًا من هذه المخططات"، و"أن التنظيمات الإرهابية التى تنتشر فى البلدان الإسلامية تحت مسميات مختلفة ك"داعش" فى بعض البلدان العربية، و"طالبان" فى آسيا، و"بوكو حرام" فى نيجيريا، لا علاقة لها بالإسلام، بل هى صناعة يهودية تحت مسميات مختلفة تتغير على فترات متباعدة من بلد إلى آخر"، فى الخلاصة، ودعت فروع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر إلى مواجهة هذه المخططات "بنشر صحيح الدين الإسلامى ودعم الفكر الأزهرى الوسطى باعتباره حائط الصدّ ضدّ هذه التنظيمات الإرهابية ومخططاتها"، غير أنها لا تقدم رؤية واضحة لهذا "الفكر الوسطى".
وقد أعلن رئيس فرع رابطة خريجى الأزهر فى باكستان الشيخ صاحب زاده عزيز محمود الأزهرى "أن تنظيم داعش الإرهابى هو مخطط صهيونى يهدف إلى قتل المسلمين وسفك دمائهم واغتصاب النساء والبنات"، ويطالب العالم الإسلامى "بالتمسك بالفكر الأزهرى الوسطى المعتدل ونشره لمواجهة مثل هذه التنظيمات المتشددة".
فيما أعلن رئيس فرع الرابطة فى الصومال عبد الولى سعيد برى أن شيوخ وقبائل منطقة قرضوا فى ولاية بونت لاند فى الصومال يستنكرون موجة العنف التى تجتاح العالم الإسلامى، وهم يؤكدون "أن التمسك بالفكر الأزهرى يجنّب البلدان المختلفة الكوارث الإرهابية التى حلّت بهم"، و"أن الإسلام براء ممن يتخذون الدين ستارًا لهم فى قتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم"،
هنا وهناك، تؤكد الرابطة العالمية لمتخرجى الأزهر أنها استطاعت مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة بفكر الأزهر المعتدل، غير أن واقع الحال لا يظهر تراجع التشدد والتطرف بأى شكل من الأشكال.
أما سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ –المفتى العام للمملكة العربية السعودية– فقد قال، إن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب التى تفسد فى الأرض وتهلك الحرث والنسل، ليست من الإسلام فى شىء، بل هى عدو الإسلام الأول، وأن المسلمين هم أول ضحاياها، مستشهداً بما ترتكبه "داعش" و"القاعدة" وما تفرع عنها من جماعات، وأكد سماحة المفتى عدم احتساب هذه الجماعات التى وصفها ب"الخارجية"، على الإسلام ولا على أهله، لافتاً إلى أنهم يعتبرون امتداداً ل"الخوارج"، الذين هم أول فرقة مرقت من الدين، بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب.
ودعا "آل الشيخ" إلى توحيد الجهود وتنسيقها لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من الشريعة الإسلامية، بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية، لجعل تلك الأهداف المنشودة واقعًا ملموسًا.
فيما كشف الشيخ عدنان العرعور عن حقيقة ما يعرف باسم "تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام" "داعش" مؤكدًا أنها تدار من فروع مخابرات النظام، داعيًا المخلصين المغرر بهم للانشقاق عنهم، وقال: "أكبر دليل على أن داعش لم يكن هدفها مقاتلة نظام الأسد، أنها ما دخلت سوريا إلا بعد تحرير المناطق, كما أنها أكثر الفصائل أسلحة، ولو قلنا لها، فكى الحصار عن حمص لما فعلت, لكنها تحاول السيطرة على الأماكن المحررة ووضعت الحواجز وفعلوا من الأفعال المنكرة، ولدينا وثائق كثيرة غاية فى الأهمية"، وأوضح الشيخ العرعور أن "الكثير من الشباب المخلصين جاءوا إلى سوريا من الخارج ونيته الجهاد فتلقتهم داعش، وغسلت أدمغتهم وأدخلتهم فى التكفير حتى كفَّروا مجتمعاتهم وأهلهم"، وأضاف: "القاعدة لديها اضطراب فى قضايا التكفير، أما داعش فهى ثابتة الخطى، فهى تحكم مباشرة بالردة وتقتل!"، وشدد على "أن هناك الكثير من الشباب فى داعش يودون الانشقاق عن داعش، ولكنهم لا يملكون جوازات للعودة، ويخافون الانشقاق حتى لا يحكم عليهم بالردة، فتقتلهم داعش".
دور دار الإفتاء المصرية فى التصدى لحركة داعش:
بدايةً، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام –مفتى الجمهورية– أنه من الخطأ الفادح أن نطلق على كيان إرهابى مثل "داعش" وصف الدولة الإسلامية، لأنها خالفت جميع القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة العظمى التى جاء بها الإسلام، فضلًا عن مخالفتها للقيم الإنسانية المشتركة بين البشر جميعًا، وأضاف فضيلته أن مثل هذه الجماعة الدموية المتطرفة تمثل خطرًا على الإسلام والمسلمين، وتشوه صورته، كما أنها تسفك الدماء وتعيث فى الأرض الفساد، مما يضعف الأوطان ويعطى الفرصة للمتربصين بنا لتدميرنا والتدخل فى شئوننا بدعوى الحرب على الإرهاب، مشيرًا إلى أن مواجهة الإرهاب والتطرف يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا على كل المستويات.
ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم نجم –مستشار مفتى الجمهورية– أنه لا يجوز إظهار التعاطف مع تنظيم داعش الإرهابى ولو بكلمة ومن يتعاطف معهم فهو شريك معهم فى جرائمهم ضد الإنسانية، ودعا كل الشعب المصرى إلى وجوب الإنكار على هذه الطائفة الضالة بكل استطاعة، لأن هذه الأعمال الإرهابية تعد خروجًا على مبادئ الإسلام وأحكامه التى تأمر بالمحافظة على الأنفس والأرواح والدماء والأموال والأعراض.
وأكد الدكتور إبراهيم نجم، أن مفهوم الخلافة الإسلامية من أكثر المفاهيم الإسلامية التى تعرضت إلى التشوية والابتذال فى وقتنا الحاضر حتى أضحى المفهوم سيئ السمعة لدى أوساط غير المسلمين، بل وبين المسلمين أنفسهم وفى الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وأضاف مستشار مفتى الجمهورية أنه لابد من التصدى وبحزم إلى تلك الدعوات والجماعات المتطرفة هنا وهناك حتى لا نجد أنفسنا أمام مئات الخلافات الإسلامية المتناحرة، والتى ستؤدى وبلا شك إلى تقويض الدول القائمة وليس إقامة دولة إسلامية.
ودعا نجم وسائل الإعلام المختلفة إلى تبنى المصطلحات الصحيحة فى توصيف تلك الجماعات والحركات، وعدم الانجراف فى تبنى المسميات التى تطلقها تلك الحركات على أنفسها كمصطلح الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية، فهى من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة وهى ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع، فلا هى دولة ولا هى تمت للإسلام بصلة.
وأوضح "د. نجم" أنه هذه الحملة تهدف فى الأساس إلى تصحيح صورة الإسلام التى تم تشويهها فى الغرب بسبب تلك الأفعال الإجرامية، وتبرئة الإنسانية من هذه الجرائم التى تخالف الفطرة السلمية وتنشر الكراهية بين الشعوب، وكما تسعى لتأكد أن المسلمين جميعًا يرفضون هذه الممارسات التى تخالف مبادئ الإسلام السمحة التى تدعو إلى التعايش وعمارة الأرض وحفظ الأنفس والأعراض والأموال والعقول والدين.
كيفية مواجهة داعش محليا ودوليا:
من الواضح أن أكثر الطرق فاعلية للمجتمع الدولى فى مواجهة تنامى تهديد التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل حركة داعش سيكون فعل أى شىء ممكنًا لوقف الحروب فى المنطقة العربية، ولكن مع تزايد التوترات العالمية سيظل هذا خيارًا غير مطلوب، ورغم ذلك فما من شك أنه كلما استمرت الحرب عظمت توابعها، حيث تضرب الجماعات المتطرفة جذورًا عميقة فى البلاد وتؤسس لنفسها ملاذا ومأوى، وعلاوة على ذلك، فهناك خطر إضافى يزداد فى الدول التى تأوى لاجئى الحروب، فكلما زاد الوقت الذى يقضيه الشباب فى معسكرات اللاجئين أو تشردوا بعيدًا عن أوطانهم ومدارسهم، أصبح هؤلاء أكثر عرضة لأن يكونوا إرهابيين أو متطرفين.
وهناك طريقتان لمنع الشباب من الانضمام إلى داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية:
أولهما: وصم جميع المشاركات وتهديد من يذهبون بعواقب قانونية أو إدارية كمصادرة جوازات السفر أو السجن أو حتى الحرمان من الجنسية.
ثانيهما: تقديم المساعدات الممكنة لإعادة تأهيل وإدماج العائدين.
ومن الممكن استخدام الطريقتين جنبًا إلى جنب فى إطار سياسة العصا والجزرة.
وقد قامت عدة دول باتخاذ إجراءات مشابهة، فقد حاولت المملكة العربية السعودية منع مواطنيها من الانضمام لهذه الحركات والتنظيمات وتشجيع من ذهبوا بالفعل على العودة من خلال سن قانون جديد وتقديم فترة عفو شامل قبل تطبيقه، حيث صدر مرسوم ملكى بتاريخ 3 فبراير 2014 بمعاقبة كل من: "يشارك فى أعمال قتالية خارج المملكة بأى طريقة أو من ينتمى إلى أى جماعة راديكالية أو حركة أو جماعة أيديولوجية أو أى منظمة مصنفة كمنظمة إرهابية داخليًّا أو خارجيا أو من يدعم أو يتبنى أفكارها أو منهجها بأى طريقة أو يعبر عن تعاطفه معها بأى وسيلة، أو يقدم لها أى دعم مادى أو معنوى أو الترويج لها بالقول أو الكتابة"، كما قدمت السعودية المساعدة لأولئك الذين عادوا، فمنذ أن أصدر الملك مرسومه عاد –على الأقل– 300 مقاتل سعودى وانضموا إلى برنامج "المناصحة والرعاية" لمن يلتحق بجماعات متطرفة.
أما الجزائر -التى لديها خبرة طويلة فى التعامل مع التطرف العنيف منذ التسعينيات– فقد قدمت مبادرة تقوم على التواصل مع أسرة المقاتل، حالما تعرف أنه انضم إلى أحد التنظيمات المقاتلة فى العراق أو سوريا, وتتواصل الأسرة مع السلطات ومناقشة أسباب ذهابه وماذا يجب فعله حال عودته، وهو ما يتيح فرصة لمعرفة قدر التهديد وتجهيز نمط استجابة قابل للتطبيق.
أخبار متعلقة..
غارات أمريكية جديدة على مواقع "داعش" قرب سد الموصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.