د. نصر الحسينى أخصائى الجودة والتحاليل الطبية يكتب عن الرعاية الصحية فيقول: إن الخدمة الصحية مطلب أساسى لكل فرد، وتسعى الحكومات إلى تحقيقه مهماً اختلفت نظمها السياسية والاقتصادية، كما تحاول مختلف الدول توفير الإمكانات المادية والبشرية المناسبة فى مؤسساتها الصحية للارتقاء بمستوى أداء الخدمة، هذا وقد تطور مفهوم أداء الخدمة الصحية من المفهوم التقليدى الذى يهدف إلى تحقيق أهداف المستشفى إلى المفهوم الحديث، الذى يهدف إلى تحقيق أهداف المرضى، وأصبح المفهوم الحديث لتوصيل الخدمة الصحية يبدأ وينتهى بالمريض لإشباع احتياجاته المتعددة من الخدمة، الأمر الذى يترتب عليه دراسة احتياجات المريض الحالية والمرتقبة. كما احتل مفهوم الجودة أهمية خاصة فى الآونة الأخيرة، سواء على الصعيد العالمى أو المحلى نتيجة زيادة حدة المنافسة، وظهور النظم المتكاملة للرقابة على الجودة التى تهدف إلى ضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة إلى المرضى، وقد بدأت المنظمات الصحية والمستشفيات فى الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية فى استخدام برامج ضمان جودة الخدمات الصحية منذ الثمانينات من القرن الماضى. وضمان الجودة عبارة عن مجموعة من الأنشطة التى يتم القيام بها لمراقبة الأداء وتحسينه لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفعالية والأمان والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، مما أدى إلى زيادة الاهتمام مؤخراً بتطوير برامج ضمان جودة خدمات الرعاية الصحية وتطبيقها فى الدول النامية، ومنها مصر لأسباب عديدة أهمها أن الأزمات الاقتصادية والمالية أدت إلى الحد من القدرة على زيادة الميزانيات المخصصة للصحة بدرجة كبيرة، علاوة على أنه من الصعب تحميل المستفيدين تكلفة الخدمات الصحية دون العمل على تحسين جودتها. وتعتمد معايير ضمان الجودة على مراجعة النظم والإجراءات وتتضمن نظم مستمرة للمتابعة وتقييم كل الجوانب المتعلقة بالرعاية الصحية، وعلى ذلك فضمان الجودة يشمل تحديد معايير مسبقة لتقييم الأداء ويهتم بتنفيذ الإجراءات ومخرجات الخدمة الصحية.