نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب "روبرت فيسك"، انتقد فيه تصريحات وسلوك المسئولين الإسرائيليين خلال الحرب الحالية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مختصا فى نقده السفير الإسرائيلى فى أمريكا "رون ديرمر"، الذى قال فى أحد مقابلاته بالعاصمة الأمريكية "واشنطن" بأن الجيش الإسرائيلى يستحق جائزة "نوبل" للسلام بسبب قدرته على ضبط النفس. وسخر "فيسك" من دعوة السفير "ديرمر" المقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلى "نتنياهو" ويعتبر أحد أخلص مستشاريه، خاصة أن التصريح يأتى فى الوقت الذى فقد فيه ما يقرب من 2000 مدنى فى غزة أرواحهم، قائلا بأنه يعتقد أن "ديرمر" أخطأ فى حساباته وأطلق دعابة تصلح ككذبة لليوم الأول من شهر إبريل. وقدم "فيسك" نقدا لاذعا للسياسة التى انتهجها العديد من سفراء الدولة الإسرائيلية فى العواصمالغربية، ضاربا المثل بالسفير الإسرائيلى فى أيرلندا "بواز موداى" الذى نشر عن طريق حساب السفارة الرسمى فى "تويتر" صورا لتماثيل ولوحات تاريخية فى العواصمالغربية مثل لوحة الموناليزا وهى ترتدى الحجاب وممسكة بسلاح آلى، وأخرى لإحدى التماثيل وهى مغطاة بغطاء كامل مثل زى النقاب الذى ترتديه البعض فى العالم الإسلامى، معلقا بأن حال الدول الأوروبية سيكون هكذا إذا لم يدعموا إسرائيل فى حربها التى تخوضها باسم العالم الحر. واستشهد "فيسك" أيضا بحادثتين أخرتين قامت بها السفارة الإسرائيلية فى "دبلن" عندما نشرت السفارة صورة للزعيم النازى "أدولف هتلر" وهو يصرخ "حرروا فلسطين" فى إشارة واضحة لمن يبدى أى تعاطف للدولة الفلسطينية المسلوبة، وصورة أخرى فى أعياد الكريسماس للمسيح عليه السلام وأمه العذراء وهم يتعرضا لهجوم من قبل الفلسطينيين، الأمر الذى أثار استهجان الكثيرين ليتوجهوا بالنقد لحساب السفارة على "تويتر". ويقول "فيسك" إن الأراء المغلوطة التى تنتشر فى الغرب حول الصراع العربى الإسرائيلى، هى السبب فى وجود تربة خصبة لاستقبال الأراء الإسرائيلية الموغلة فى العنصرية، حيث أشار إلى فيلم Exodus الذى أنتجته هوليوود فى ستينيات القرن الماضى لتدعم التطلعات الإسرائيلية فى المنطقة، ليتحول إلى مرجع هام بالصدفة لما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى من منظور غربى. واختتم "فيسك" مقاله بذكر أراء للعديد من المفكرين والدبلوماسيين الإسرائيليين الذين يستهجنون السياسة الحالية لحكومة "نتنياهو" المتشددة، حيث اعتبروها الحكومة الأكثر جلبا للعار للدولة الإسرائيلية.