تواجه الطائفة الإيزيدية فى العراق حاليا تهديدا مباشرا من قوات داعش التى تقدمت قواتها صوب إقليم كردستان العراق، حيث تركوا بلدتهم "سنجار" المتخامة للموصل ولاذوا بأحد الجبال تحت حصار قوات داعش التى قد تنفذ إبادة ضدهم تضاف إلى سجل تلك الطائفة التى تعرضت للتنكيل على أيدى قوى مختلفة خلال التاريخ. وبادرت التليجراف بزيارة بلدة "سنجار" التى تتركز بها تلك الطائفة التى تتخذ من الكردية لغة لها، لتتوغل أكثر فى عادات وتقاليد هذه الجماعة التى يلفظها محيطها باستمرار، حيث يعتبرها الكثير من العراقيين من عبدة الشيطان. ويؤمن أبناء الطائفة الإيزيدية بملاك الطاووس ويعتبروه ملك الملائكة بعد أن غفر له الإله خطأه، مما يجعلهم محط شكوك أغلبية الطوائف الأخرى، نظرا لغرابة طقوس ديانتهم التى لا تشترك مع المسيحية أو الإسلامية فى شىء. وقد تعرضت تلك الطائفة للعديد من المذابح على يد الأتراك فى الحقبة العثمانية وأيضا فى بلاد أخرى شهدت تواجدا لهم، مثل أرمينيا وجورجيا وإيران وتركيا ولكن يتركز الأغلبية من أبناء الطائفة فى شمال العراق على أطراف إقليم كردستان حيث يواجه 40 ألفا منهم اليوم شبح الإبادة على يد قوات داعش. ويزعم أبناء هذه الطائفة بأنهم تعرضوا ل72 إبادة خلال تاريخهم، ولكنهم استطاعوا النجاة والاستمرار فى الحياة مع الحفاظ على ديانتهم التى تؤمن بتناسخ الأرواح وعدم وجود جنة أو نار، وإن ديانتهم هى الديانة الأصلية لقومية الأكراد التى ينتمى أغلبها إلى المذهب السنى. وتختلف طقوس الزواج فى هذه الطائفة عن الطوائف الأخرى حيث يقوم العريس بخطف عروسته خلسة، وإذا كان هناك ثمة وفاق بينهما يوافق والدا العروس على هذا الزواج، كما يؤمنون أيضا بأن كتابهم ال"أسود" الذى يحتوى على أسرار ديانتهم تمت سرقته على يد الاحتلال البريطانى للعراق وبأنه متواجد فى لندن. ويعيش أغلبية هذه الطائفة فى دول المهجر مثل أستراليا وكندا وأمريكا نتيجة للاضطهاد الذى تعرضوا له، حيث كانت تركيا على سبيل المثال تجبرهم على حمل بطاقة تحمل الرمز xxx مكان خانة الديانة، ولكنهم أيضا يشتهرون بصرامتهم فيما يتعلق بديانتهم، فمن يترك الديانة يقتل بالرجم حتى الموت، وكانت هناك حادثة شهيرة فى العام 2007 عندما قامت سيدة إيزيدية تدعى "دعاء خليل" باعتناق الإسلام بعد الزواج من مسلم لتقتل بالرجم حتى الموت على يد أبناء الطائفة.