الكثير منا يعمل بمبدأ كافئنى أولاً، وسوف ترى منى إنسانًا مختلفًا جديرًا بالمسئولية والنجاح والتفوق، نعم انه يريد أن يأخذ أولاً بدون أن يقدم أية معطيات ومقدمات من جهد وعرق، وهل لو حدث هذا بالفعل هل سوف تسعفك قدراتك وخبراتك وتكون خير معين لك لتكون على قدر ما فرضته على نفسك من أعباء ومسئولية، فقد لا تستطيع الإيفاء بما سوف تقدمه مسبقًا من وعود مطلوب منك تحقيقها، كونك تكتشف بعد ذلك كونك لست مؤهلاً لها الآن. فكثير ما يصور لنا عقلنا أننا نستطيع إنجاز ما يقوم به الآخرون قبل أن نوضع فى نفس مكانهم ونوضع فى مثل ضغوطهم وظروفهم، فالأمور لا تؤخذ بهذا الشكل، فالبعض يشرط على نفسه أن يتولى زمام الأمور أولاً لكى يقدم أفضل ما عنده، فكم من الناس وضعوا فى أماكن بناء على طلبهم وكانوا غير جديرين بها، لكونهم عاشوا على افتراضات وتصورات وأوهام أن كل شىء سهل وينظرون إلى الشىء من جانب واحد فقط، لا من نظرة شاملة. يجب أن تتحلى بالشجاعة، لتكون أنت عامل التحفيز القوى من الداخل وتحدث نفسك بذلك، يقول كريستوفر كولومبس: "لن تعبر المحيط، ما لم تتحلى بالشجاعة لكى تترك الشاطئ يغيب عن ناظريك". فلن يفيدك أن تطلب من الله أولاً المال الوفير لكى تقوم بإعمال الخير، ولن يفيد أن يحفزك المعلم بدرجة لا تستحقها لكى تبدو فى عيون من حولك انك إنسان ناجح، كون ذلك سوف يكون محفزًا لك لاستذكار دروسك وطريق تفوقك، فالناجحون لا يسيرون بهذا المنطق، فقط يجتهدون ويصبرون ويعاودون المحاولة والتجربة بطريقة أفضل كى يستحقون مكانتهم التى وصلوا إليها عن طريق التجربة المصقولة بالخبرة التى اكتسبوها وأهلتهم لما هم عليه من نجاح. يجب عليك فى الحياة أن تقدم لها من جهد وتعب وإصرار وعزيمة ما سوف يعود عليك بما تتمنى، فالأحلام وحدها لا تكفى والتحفيز يجب أن يسبقه أمور كثيرة أنت من تقدمها وتصنعها لنفسك. يقول دينيس ويتلي: «الخاسرون يقطعون وعودًا لا يوفون بها. الناجحون يضعون التزامات يوفون بها». بالفعل الالتزام بما تؤمن به، والعمل نحو تحقيق ما عزمت عليه، اعتراف ضمنى بأن النجاح هو خطوات متتالية، تتطلب كل خطوة إستراتيجية مختلفة تكمل ما انتهيت منه، وتكون حافزًا لك لخطوة جديدة ترتقى بها وترتقى بك، أما أن تكافئ قبل أن تعى وتدرك ما أنت مقبل عليه، فانك تشرط على نفسك وتضع وعودًا فى الغالب لن تفى بها، أما أنك تترك عملك يتحدث عنك، فهذا النجاح بعينه. لا تنتظر وهمًا، حتى لا تحصد وهمًا، عليك أن تزرع أولاً وتنتظر شيء رائع فى حياتك، يطرق أبواب النجاح لك، لتحصد بسعادة غامرة خيرات تعبك عندما يحين وقت الحصاد. إن اليقين بما تؤمن به وصقله بالمهارات والخبرات والقدرات وتحديد الأهداف والتعب والجهد المتواصل، هى أشياء ضرورية من أسباب ما سوف يؤهلك لما تتمنى أن تكون عليه من مكانة مرموقة بعون الله، وهى ما سوف تجلب لك الخير والسعادة فى كل خطواتك المتتالية، ونجاحاتك اليومية.