◄◄ نحن الأعلى كفاءة بين 26 دولة ضمن تحالف ستار فى استخدام الحجز الإلكترونى لتذاكر الطيران ونحتاج لمجهود أكبر فى خدمة العملاء نجحت شركة مصر للطيران فى عبور عدد كبير من التحديات الدولية التى حاصرت صناعة الطيران فى العالم، وتقف هذه الشركة الوطنية المصرية على أعتاب مرحلة مهمة من التطور، خاصة بعد نجاح اندماجها مع تحالف ستار العالمى خلال الفترة الأخيرة. «اليوم السابع» فتحت ملف هذه التحديات والأزمات العالمية والداخلية فى حوار موسع مع المهندس حسين مسعود رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، الذى تحدث بصراحة حول عدد من الأحداث الأخيرة، أهمها تأثير أنفلونزا الخنازير على حركة الطيران فى العالم، والعقبات التى واجهتها الشركة فى الفترة الأخيرة، والمستوى الذى تحتله الآن على خريطة صناعة الطيران فى العالم. «الطيران المدنى» مجال حساس «ولهذا فهو الخاسر الأول بعد أى حدث سياسى غير طبيعى، أو بسبب أى قرار غير مألوف تصدره دولة بشأن أخرى أو حتى بشأن نفسها».. بهذه الكلمات وصف المهندس حسين مسعود مجال عمله، مستدلاً بالخسائر الكبيرة التى تكبدها الطيران المصرى بسبب أنفلونزا الخنازير وشروط السلطات الليبية لدخول المصريين إليها، وأحداث 11 سبتمبر وأزمة الجزائر. الإجراءات الأمنية المشددة والتفتيش الذاتى بمطار القاهرة فى الفترة الأخيرة بررها مسعود بأنها «طلبات من الولاياتالمتحدةالأمريكية» عقب محاولة التفجير النيجيرية على متن الطائرة الأمريكية فى نهاية ديسمبر الماضى، موضحاً أن هذا من حقها، لأن كل دولة لها حق فرض شكل التفتيش المناسب على الركاب القادمين إليها، وقال: «نحن فى مصر نقوم بالتفتيش الذاتى على الركاب بنسبة 20 %، بخلاف الأجهزة، لكن الولاياتالمتحدة طلبت التفتيش بنسبة 100 %، ونحن أيضاً يحق لنا توجيه تعليمات لأى دولة بتكثيف الإجراءات التأمينية على القادمين إلينا». وعن الخسائر الأخيرة قال مسعود: إن شروط السفر لأداء العمرة تحسباً للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، والتى منعت سفر من هم دون الخامسة والعشرين، وما فوق 65 عاماً، تسببت فى خسارة قدرت مالياً ب65 مليون جنيه «دخلوا جيبنا وخرجوا تانى». أما خسائر أحداث مصر والجزائر فيقول عنها «هى خسائر متعددة فبخلاف الخسائر المباشرة «المالية» والتى تمثلت فى تكسير المكاتب وتقليل الرحلات التى تسببت فى خسائر كبيرة، هناك خسائر معنوية مثل الإساءة لسمعة مصر وسمعة مكتب مصر للطيران بالجزائر. وهناك تقرير لدى وزارة الخارجية لتقييم الوضع النهائى وبحث الأمر». أما قرار الشروط الجديدة لسفر المصريين إلى ليبيا فقد تسبب فى إقلاع طائرات مصر للطيران لليبيا دون ركاب، ويرى مسعود أنه كان من الأجدى أن تخبرنا السلطات الليبية بالقرار قبل تنفيذه بفترة كافية لبحث الأمر والاستعداد له، و«لا أعلم لمصلحة من هذا القرار؟». وعن استراتيجية التطوير فى مصر للطيران يقول مسعود: «بدأنا فى تطوير أسطول طائرات مصر للطيران ب32 طائرة فى عام 2003، ووصل حالياً العدد ل72، وتعاقدنا على 11 طائرة من طراز بوينج 878 - 800 وتسلمنا آخرها فى نهاية 2009، وحالياً تعاقدنا على 6 طائرات داش 800 وهى طائرات طويلة المدى، بخلاف 8 طائرات بوينج 537 - 800 ويتم تسلمها خلال سبتمبر المقبل. كما تسلمنا عددا من الطائرات للطيران الداخلى اكسبريس من طراز إمبراير، وأدخلنا طائرات حمولتها 73 راكبا بدلا من استخدام الطائرات الكبيرة؛ وهو ما يعد طفرة فى الطيران الداخلى لخدمة الركاب فى أى وقت، خاصة رجال الأعمال والمستثمرين». وحول انضمام مصر للطيران لتحالف ستار العالمى، يرى مسعود أن المستقبل الناجح للتحالفات الدولية، لأن الطيران صناعة صعبة ومرتفعة التكاليف ومكسبها قليل، على عكس ما يتوقع الناس، وبالتالى يصعب على الشركة أن تدخل بطائراتها لجميع دول العالم دون أية تحالفات؛ فالوصول لأعلى معدل عالمى لخدمة الركاب والصيانة وغيره يكون أسهل ضمن التحالفات، ولكن الأهم الحفاظ على هذا المستوى وتجاوزه فى التقييمات الدورية، فمثلا نحن الأعلى كفاءة بين 26 دولة ضمن تحالف ستار فى استخدام الحجز الإلكترونى لتذاكر الطيران، بينما نحتاج لمجهود أكبر فى خدمة العملاء. قلة مكاسب الطيران لا تقف عائقاً أمام التطوير، كما يقول مسعود، مضيفاً: نحن لا نحصل على أى مساعدات مالية، ونعتمد بالأساس على التمويل الذاتى، ولكن حجم المكسب لا يتناسب مع حجم الاستثمارات، لكن هذا لا يعنى خصخصة الشركة، على الأقل فى الوقت الحالى، لأن الخصخصة تعنى زيادة رأس المال، ولكن بعد انضمامنا لتحالف ستار ومبنى الركاب الجديد رقم 3، أصبحنا لا نحتاج لذلك؛ رغم أن هذا الفكر كان مطروحاً منذ 3 أو 4 سنوات، والوضع الحالى كشركة قابضة أفضل بكثير، لأن هناك محددات للمكسب والخسارة، أما قبل ذلك فكانت هناك خسائر كبيرة، فقد حققنا، كما أعلن فى الجمعية العامة للشركة، 573 مليون جنيه أرباحاً للعام المالى 2008/2009. المشروعات الجديدة بالمطارات لها نتائج بعيدة الأمد كما يقول مسعود، أهمها الرواج السياحى داخل مصر بوجود مطار متكامل يشمل مناطق ترفيهية وفنادق، وذلك عن طريق تحقيق فكرة المطار المحورى الذى يستطيع دمج المسافر الدولى مع الدولى، والدولى مع الداخلى، والعكس، وبالتالى فهو يحتاج موقعاً جغرافياً متميزاً وتجهيزات محددة، وهذا ينطبق على مبنى الركاب الجديد، رغم الانتقادات التى وجهت له، لأن الدخول للعالمية يتم على خطوات، والانتقادات أمر طبيعى، متسائلاً: »لماذا لا ينتقدون مطار هيثرو حينما فشل حفل افتتاحه على الرغم من أنه خامس مبنى محورى على مستوى العالم، ورغم وجود متدربين عليه». وعن الشكاوى من ارتفاع نسبة الضرائب على تذاكر الطيران بنسبة تتراوح من 15 إلى 20 %، قال مسعود: أعترف أن نسبة الضرائب على تذاكر الطيران كبيرة، ولكن هذا الأمر تحدده وزارة المالية وتُحصل لصالحها؛ لكن جميع شركات الطيران تطالب حكوماتها بتخفيض الضرائب، خاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية. واعتبر مسعود أن أعطال طائرات مصر للطيران أمر طبيعى، وأنها أعطال مفاجئة عادية، وأن مصر للطيران ملتزمة بمواعيد الإقلاع لطائراتها وتسعى دائماً لتحسين خدماتها وصيانتها الدورية للطائرات. وقال مسعود إن مندوبى السياحة يمثلون مظهراً غير حضارى فى المطارات، والأجانب ينزعجون منهم، وبالتالى فهذا الأمر يسىء لسمعة مصر، ورغم هذا نحن لم نلغ هذا النظام، بل نعترض على المظهر العام لأن «ده نظام سويقة» يضر بالأمن. ولهذا استبدلناهم بموظفين من شركة ميناء القاهرة الجوى بهدف تحسين المظهر العام، وإيجاد طريقة مناسبة للعمل، ليس بهدف الربح المادى، وعموما سمعة البلد أهم من المندوبين.