سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.."بوجى" و"طمطم" و"بكار".. شخصيات كرتونية عاشت بعد رحيل مبتكريها.. ولا عزاء ل"سنوحى" و"ظاظا وجرير".. الأعمال الرمضانية الجديدة لم تواكب تقدم عقلية أطفال اليوم.. وقدمت محتويات ساذجة
لم يكن شهر الصوم قديما يبخس حق أحدا من البهجة التليفزيونية؛ الصغير قبل الكبير، وكانت خريطة رمضان فى الماضى عامرة بالبرامج الكارتونية المخصصة للأطفال التى تمنحهم المعلومة مغلفة بالبهجة وخفة الدم، وظلت هذه المساحة تتناقص حتى حرم الأطفال من مساحتهم الرمضانية إلا فى أضيق الحدود.. كان العرض الأول لمسلسل العرائس الشهير "بوجى وطمطم" فى 1 رمضان من العام 1983 واستقبل بحفاوة من الجماهير جعلته يستمر ل 18 موسما متتالين، ولم يبخل صناع العمل عليه بالمادة الثرية بالضحك أو بالمعلومات التى كان لها تأثير كبير على ثقافة الأطفال ليس فقط ولكن أطفال العالم العربى أيضا الذين تابعوه بشغف مماثل ولا من الناحية الإخراجية التى برع فيها المخرج الراحل "رحمى" وشارك فيه نخبة من الممثلين الذين لم نعد نرى كثير منهم يشاركون فى مسلسلات وأفلام الكارتون على الرغم من أهميتها الكبيرة، فكان الفنان الراحل "يونس شلبى" هو صاحب صوت "بوجى" الذى وقع فيه حبه الأطفال وكانت الفنانة "هالة فاخر" هى "طمطم" الدلوعة صاحبة الصوت الشقى وشارك فى العمل أيضا الفنانة إنعام سالوسة فى دور "طنط شفيقة"ونخبة من الفنانين الذين أمتعونا على مدار 18 جزءًا باستكتشات وأغانى ومواقف طريفة ومفيدة جعلتهم أحد العلامات المميزة لقدوم شهر رمضان. بالمثل استطاعت شخصية القزم الكوميدية التى جسدها الفنان سمير غانم فى فوازير "فطوطة" أن تحقق نجاحا كبيرا وبدأ عرضها قبل عام من عرض "بوجى وطمطم" واستمرت لثلاثة سنوات متتالية، وفى نفس الفترة الزمنية كان يعرض على القناة الأولى فى التليفزيون المصرى فوازير "عمو فؤاد" التى استمرت بدورها على مدار عشر سنوات من بداية فترة الثمانينات وبرع فيها الفنان القدير فؤاد المهندس فى خطف قلوب المشاهدين من كل الفئات وهكذا كان التليفزيون المصرى يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الثرية للأطفال قبل أن يتم إغراقه ببرامج المقالب ومسلسلات الدراما التى لا يصلح أغلبها كمادة تعرض على الأطفال لم تتضمنه من سباب وألفاظ ومشاهد خارجة. "بكار" كان آخر هؤلاء الأبطال العظماء، أبدعته المخرجة الراحلة منى أبو النصر وتم عرضه فى أواخر التسعينات عام 1998 واستمر لسنوات طويلة حتى وفاتها فى 2003 واستكمله من بعدها ابنها حتى توقف عرضه فى 2007 وكان من أهم عوامل نجاحه عوضا عن تجسيده للشخصيات النوبية المحببة للكل وتناوله لمواضيع درامية هادفة، تقديم الفنان الكبير محمد منير لأغنية تتر البداية والنهاية التى أحبها الجميع وكان أحد أسباب عشقهم ل"أبو كف رقيق وصغير". يقول الكاتب "عمرو سمير عاطف" الذى كتب أكثر من عمل للأطفال أشهرهم "بكار" و"عالم سمسم" لليوم السابع أن السبب فى غياب الأعمال الموجهة للأطفال فى السنوات الأخيرة هو عدم وجود جهات إنتاج مهتمة بتقديم أعمال للأطفال وتركيزهم على قنوات المنوعات والرياضة والتوك شو، وهذا السبب فى عدم وجود أعمال مميزة للأطفال مؤخرا على الرغم من وجود كتاب أطفال ومخرجين بارعين وفنانين متخصصين فى هذا المجال يتخرجون كل عام من كليات الفنون الجميلة ويفتقد الأطفال قنوات مخصصة لهم تربطهم ببلدهم وتقدم لهم المتعة والإفادة. يتكلم عن تجربته فى مسلسل "بكار" الذى استمر ل9 سنوات:" كنت مهتم بتقديم مواضيع جيدة للأطفال وذات قيمة كبيرة وفى عام من الأعوام تجاوز عدد مشاهدى بكار ال40 مليون مشاهد على مستوى الوطن العربى وكان السبب فى حصولى على عدة جوائز، وشاركت أيضا فى "عالم سمسم" ولكنه يختلف عن بكار فى أنه ليس عمل درامى بقدر ما هو عمل تربوى وله أهداف تعليمية". وبعد توقف عرض بكار حاول التليفزيون المصرى أن ينتج عملا بديلا يعرض وقت الإفطار فكان كارتون "ظاظا وجرير" الذى استمر عرضه لعدة سنوات لكنه لم يحظ بنصف الشعبية والجماهيرية التى حققها "بكار"، ولم يستطع أن يواكب التقدم فى عقلية الأطفال فجاء بحكايات وقصص ساذجة، وفى نفس التوقيت كان يعرض مسلسل "سنوحى" المستوحى من شخصية فرعونية لكنه لم يستقر بالمثل فى ذاكرة المشاهدين، حتى سلسلة قصص "المغامرون الخمسة" للمؤلف الكبير محمود سالم، والتى كان لها جمهور كبير من القراء جعله يؤلف منها عشرات الكتب فلم تنجح بنفس القدر كعمل درامى حين عرضت كمسلسل كارتونى فى رمضان، وهكذا استمر التخبط من قبل التليفزيون المصرى وصناع مسلسلات الأطفال فى رمضان ولم ينتج لنا عملا على قدر شعبية ونجاح أعمال رمضان القديمة. "سوبر هنيدى" و"بسنت ودياسطى" و"القبطان عزوز" هى مسلسلات رسوم متحركة كوميدية لكنها تندرج تحت نوعية "كارتون الكبار" فهى تقدم مواقف طريقة ذات مضمون اجتماعى وسياسى وهى تختلف بذلك عن البرامج التربوية والتعليمية التى تقدم للأطفال فى محتوى مغلف بالبهجة.