احتفلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، بالعيد القومى لجمهورية القمر المتحدة بحضور الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسفير جعفر عبد الله شيخ أحمد مندوب جمهورية القمر المتحدة لدى الجامعة العربية، وعدد من السفراء المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية. وقال العربى -فى كلمته أمام الاحتفالية-إن الشعب القمرى كافح منذ بدء الحكم الاستعمارى الفرنسى فى عام 1841 وحتى إعلان استقلاله عام 1975، وظل يعانى من الاضطرابات السياسية، إلى أن تم الإعلان عن أول انتخابات رئاسية فى عام 2006، والتى نتج عنها فوز الرئيس أحمد عبد الله محمد سامبى، موضحا أن هذه الانتخابات كانت بمثابة تسليم سلمى للسلطة فى جزر القمر منذ حصولها على الاستقلال. وأضاف العربى أن هذه الانتخابات التى شاركت فيها جامعة الدول العربية، مع حكومة القمر، ساهمت فى تهيئة الظروف السياسية والمادية لعقدها بكل نزاهة وشفافية. وشدد العربى على ضرورة تواصل تعزيز المكتسبات المحققة فى السنوات الأخيرة على الساحة القمرية، بما فى ذلك إحراز التقدم فى المصالحة الوطنية الشاملة، موضحا أن جامعة الدول العربية بذلت جهودًا كبيرة، بالتنسيق مع الحكومة القمرية، من أجل تعميق روح التشاور ورفض حالة التمرد العسكرى، فضلا عن كونها نجحت هذه الجهود فى فتح صفحة جديدة فى العلاقة بين الرئيس وحكام الجزر، علاقةٌ أساسُها الدستور المتوافق عليه شعبياً ومبادؤها تقوم على روح الإخاء والتعاون. وقال العربى إنه فى 20 نوفمبر عام 1993، انضمت جمهورية القمر المتحدة إلى جامعة الدول العربية، وكانت بذلك آخر الدول العربية التى انضمت إلى بيت العرب، وعلى الرغم من حداثة عهدها بالجامعة فقد حرصت جمهورية القمر على تقوية أواصر العلاقات بينها وبين الدول العربية فى شتى المجالات، وعلى تعزيز العمل العربى المشترك من أجل مواجهة التحديات التى تتعرض لها الأمة العربية. وأضاف: لقد شهدت جمهورية القمر المتحدة مجموعة أنشطة اقتصادية قام بتفعيلها الجانب العربى بصفة جماعية، سواء من خلال الصندوق العربى الذى أنشأته الجامعة العربية عام 2002 للمساهمة فى تمويل التنمية فى القمر، ونجح بالفعل فى تحقيق مجموعة من المشروعات التنموية فى ربوعها، أو من خلال اللجنة العربية للتنمية والاستثمار المنبثقة عن مؤتمر الدوحة للمانحين للتنمية فى القمر الذى عقد فى مارس 2010 تحت إشراف الجامعة العربية، وقامت من خلاله الأمانة العامة بتمويل مشروعات تنموية بقيمة 2 مليون دولار، إضافة إلى الدعم الفنى المتمثل فى إقامة دورات تدريبية لكوادر قمرية، وإيفاد أطباء مقيمين إلى مستشفيات القمر. وشدد العربى على أن جامعة الدول العربية ستظل حريصة كل الحرص على الوحدة الوطنية القمرية، وعلى هوية جزيرة مايوت القمرية، ورفض الاحتلال الفرنسى لها، مطالبا فرنسا بمواصلة الحوار مع الحكومة القمرية للتوصل إلى حل يكفل عودة جزيرة مايوت إلى السيادة القمرية.
