تشهد الأسابيع التى تسبق حلول شهر رمضان المبارك فى الصومال، إقبالا كبيرا من جانب الشباب على إنهاء "صيامهم" عن الزواج. ويعجل الشباب الراغب فى الزواج من أمرهم فى شهر شعبان، ليس فقط هربا من حياة العزوبة، ومشاكل المطاعم فى هذا الشهر، لكن لانشغال الناس بالعبادات ولزوم المساجد فى أوقات كثيرة فى رمضان بما لا يسمح بإقامة حفلات الزواج فى النهار، وأيضا ليكون البيت الجديد بديلا أفضل لوجبة السحور التى تقلق العزاب كثيرا. يقول محمد حسن "27 عاما"، الذى دخل القفص الذهبى قبل يومين، لوكالة الأناضول، إن الزواج قبيل حلول رمضان أضحت عادة من تقاليد الصوماليين والهدف منها الخروج من صعوبة حياة العزوبية، والانشغال بالعبادة، مشيرا إلى أن أعمار المتزوجين تتراوح بين 25 و30 عاما. ويطلق الصوماليون كلمة "عازب" على الشباب الذين لا يقيمون مع أسرهم، لأن الشاب الصومالى فى المرحلة الجامعية، يحاول أن يستقل عن عائلته ويستأجر غرفة خاصة كخطوة أولى لتدبير احتياجاته الخاصة دون أن يستعين بعائلته، ويواجه هؤلاء الشباب عقبات فى شهر رمضان. حبيبة أحمد، هى أم لشاب يدعى "محمد"، تقول للأناضول: استبقنا الشهر الفضيل بإقامة عرس ولدى، وهو ما لا يمكن خلال الشهر الفضيل، مشيرة إلى أن نجلها محمد فضل أن يعيش مع زوجته الجديدة قبيل رمضان، ليودع حياة العزوبية الذى يصفها شبابنا بالصعبة. وهناك عامل دينى آخر قد يدفع كثيرا من الشباب إلى الزواج قبيل رمضان هو توفير وجبة إفطار لصائمة غير قادرة على إيجاد لقمة عيش استجابة لقول النبى صلى الله عليه وسلم "من أفطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا"، والحديث هنا للشيخ عبد الله، وهو مأذون شرعى. لكن عمر شيخ "31عاما"، ورغم حرصه على الانضمام إلى قائمة المتزوجين قبيل شهر صوم هذا العام، إلا أن الظروف المادية لم تسمح له، ولم تكتمل استعداداته رغم حرص أسرته لعقد زواجه قبيل الشهر الكريم. وختم الشاب الصومالى حديثه قائلا: "أتمنى أن أكون متزوجا قبل حلول رمضان بعد القادم، إن امتد بى العمر". يطلق الصوماليون مصطلح "فاطمة الإمساك" على العروس التى تتزوج قبيل رمضان، مشيرين إلى أن فاطمة، وهو اسم لا يعرف بالضبط سبب اختياره من الأسماء المؤنثة الأخرى، "خير معين فى الشهر الفضيل". ويقول صلاد عبد الله لوكالة الأناضول، وهو شيخ قبيلة، إن "فاطمة الإمساك"، مصطلح تطلقه بعض القبائل على الزوجة الجديدة قبيل حلول الشهر الفضيل. غير أن الشيخ الصومالى اتهم أجيالا سابقة، معظمهم عاشوا فى البادية، بتطليق الزوجة الجديدة، باعتبارها جسرا يعبر فيها الشباب فى الشهر الفضيل، لكنه استدرك قائلا "يبدو أن هذه الظاهرة، ( الطلاق) انتهت وغير موجودة بين الأجيال الجديدة". سلطان عبد الرزاق، شيخ قبلى آخر، يقول لوكالة الأناضول، إن الصوماليين يفضلون بشكل عام الزواج خلال أربعة أشهر على وجه الخصوص وهم (ربيع الأول، وشعبان وشوال وذو الحجة) تبركا بفضائل هذه الشهور، حيث تكثر فيها حفلات الأعراس. وأضاف سلطان أن الزواج فى مثل هذه الأيام عادة قديمة، ما زال بعض الأجيال الجديدة يتمسكون بها.
