هل يمكن أن يحقق الإنترنت التغيير السياسى؟ هذا السؤال طرحته صحيفة الجارديان البريطانية فى افتتاحية اليوم التى جاءت تحت عنوان "الإنترنت والسياسة: ثورة دوت كوم". وتجيب الصحيفة على هذا التساؤل بالقول إن المتفائلين يشيرون إلى الحركة الخضراء فى إيران عندما كشفت حملة الإصلاحيين عن قوة الوسائل التكنولوجية الجديدة فى تنظيم المقاومة وخرق معاقل الرقابة على المعلومات. إلا أن ما حدث فى إيران أثبت أيضا أن التكنولوجيا وحدها غير كافية لتأمين التغيير الديمقراطى. وترى الصحيفة أن بدون أجهزة الهواتف النقالة المزودة بكاميرات، لكانت ندا سلطان مجرد قتيلة بين صفوف المتظاهرين بدلاً من أن تصبح رمزاً لوحشية النظام الإيرانى. وإذا كان بإمكان سلطات طهران منع الصحفيين الدوليين من تغطية ما يحدث، فإنها ليس بإمكانها وقف تدفق المعلومات عبر تويتر وفيس بوك ويوتيوب. ولم يكن مدهشاً أن تلعب التكنولوجيا مثل هذا الدور فى إيران. فخلال العقد الماضى تنامى استخدام الإنترنت أكثر من أى دولة أخرى فى الشرق الأوسط، وأكثر من ثلث الإيرانيين يستخدمون الإنترنت. وتمضى الصحيفة فى القول: فقط الحالمون بالفضاء الإلكترونى يعتقدون أن التغيير الديمقراطى هو مجرد "نقرة على الماوس" وأن الإطاحة بالمستبدين هو ببساطة مسألة تتعلق بالإنترنت. لكن رغم نشاط الإنترنت فى إيران، فإن محمود أحمدى نجاد لا يزال فى السلطة، وأعداء الديمقراطيين يتعلمون بدورهم كيفية مواجهة النشاط الإلكترونى بقمع إلكترونى آخر. لكن عندما يكون هناك تغيير حقيقى على قدم وساق، فإن التكنولوجيا تصبح وتيرة قوة سواء فى ظل نظام قمعى أو ديمقراطية. ففى الوقت الذى تتطلع فيه بريطانيا إلى إجراء انتخابات مبكرة، فإن فضيحة مصروفات النواب لا تزال ماثلة فى أذهان الناخبين، يجب على الأحزاب أن تستخدم الإنترنت لإقناع الناخبين الساخطين بعدم مقاومة التغيير الحقيقى. ودعت الصحيفة فى النهاية البريطانيين إلى الاستفادة من التجربة الناجحة للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الاستفادة من مواقع الشبكات الإجتماعية مثل فيس بوك وتويتر فى الانتخابات والتواصل مع الناخبين. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
