اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم فى افتتاحيتها بماجاء فى برقية الملك عبدالله التاريخية لتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى من معان ودلالات وخاصة ماطرحه بشأن عقد مؤتمر للمانحين لدعم مصر. وقالت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "مؤتمر المانحين: خطوة جادة فى بناء مصر" "انتهى عهد الكلام.. وبدأت مرحلة العمل الجاد والفعلى من أجل دعم مصر.. والوقوف إلى جانبها حتى تتمكن قيادتها الجديدة من إعادة بناء الدولة القوية بكل المقاييس". وأكدت أن ما طرحه خادم الحرمين الشريفين من اقتراح بالتفاف جميع الأشقاء والأصدقاء فى مؤتمر للمانحين هو خطوة عملية مطلوبة وبصورة فورية من شأنها أن تترجم المساندة الحقيقية لمصر وللشعب المصرى فى مواجهة الظروف الصعبة التى خلفتها أحداث السنوات الثلاث لتضاعف مشكلات الشقيقة المتراكمة على مدى السنوات الطوال. وأضافت أن هذا المؤتمر الذى دعت المملكة إليه هو إحدى البوابات والأدوات والوسائل والقنوات التى ستحصل مصر خلالها على دعم وفير، وأن هناك أشكالا عدة من الدعوم السياسية.. والاقتصادية.. والمالية.. ستتاح لشقيقتنا الكبرى وتساهم - إن شاء الله تعالى - مساهمة فعالة فى تعجيل عملية البناء المرتقبة على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن خلال أشقائه وأصدقائه الذين سارعوا إلى مد يد العون له ولبلده الغالى علينا جميعا. واختتمت تعليقها قائلة "ونحن متأكدون أن العمل فى هذا الاتجاه وغيره سيكون سمة التحرك السعودى المصرى المشترك منذ اليوم وسوف نرى كيف تثمر هذه الدعوة فى توفير الدعم المطلوب فى أسرع وقت ممكن ليكون بمثابة جسر متين لعلاقات نوعية مع الأصدقاء.. أما الأشقاء فإنهم مع مصر وسيظلون كذلك على الدوام". من جانبها أكدت صحيفة "المدينة" أن برقية تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى بمناسبة انتخابه رئيسا للشقيقة جمهورية مصر العربية ليست مجرد برقية تهنئة عادية، فهى أكثر من ذلك بكثير، بما حملته من معانٍ ودلالات تعكس مدى ما وصلت إليه علاقة الشراكة بين المملكة ومصر، عندما تجاوزت تلك الشراكة المجالات المتعارف عليها إلى آفاق أكثر اتساعا ورحابة لتشمل الشراكة فى الحلم والأمل، وفى المواقف والرؤى، وفى الوجهة والتوجه، وفى المسار والمصير. وأضافت فى افتتاحيتها بعنوان "ليست مجرد تهنئة" أن برقية تهنئة خادم الحرمين ليست كغيرها من برقيات التهنئة بسبب تفردها فى الشكل والمضمون، وفى المعنى والمحتوى، وبما عكسته بكلماتها البليغة المعبرة عن مشاعر المحبة والإخلاص التى يكنها خادم الحرمين الشريفين لمصر وشعبها. وهى ليست المرة الأولى التى يعبر فيها عن تلك المشاعر التى أكدت دوما ما تعنيه مصر بالنسبة للمملكة قيادة وحكومة وشعبًا، بما يؤكد على تواصل هذه المشاعر ورسوخها فى ضمير ووجدان ليس خادم الحرمين فقط وإنما الشعب السعودى بأسره. من جانبها قالت صحيفة "الرياض" إن موقف الملك عبدالله من مصر ليس جديدا إذ يرى فيها صورة العروبة والإسلام، ومركز التقاء الأمة العربية، ولذلك كانت برقيته للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى بعد انتخابه عقدا مفتوحا بين بلدين. وأضافت تحت عنوان "أشقاء شرفاء" كما شهدنا كيف تعرضت مصر بعد إزاحة نظام الإخوان المسلمين إلى حملة شرسة من قوى كبرى هددت بأسلحة المعونات، والامتناع عن تزويدها بالسلاح إلى حدود تجييش حرب عليها من قبل أمريكا وحلفائها، فإن الهدف كان أبعد من قضية تبديل حكم ليحل بديلا عنه نظام آخر وبإرادة شعبية عارمة، إنما اعتبار هدم مصر هو ضرب للقلب العربى كله، وهنا كان رد فعل الملك عبدالله مساويا للهجمة الخارجية، وبأن البديل موجود معنويا وماديا، وقد جاء توظيف إمكانات المملكة والإمارات والكويت والبحرين فى سبيل المواجهة السبب فى تراجع تلك القوى، وفهم الرسالة بمضامينها الأساسية بأننا لا نخضع للابتزاز مهما كانت قوة الذراع والجسد التى تحميه.
