يأتى الانفجار الذى شهدته سوريا مساء أمس ليؤكد أن الحوار بالديناميت هو سيد الموقف بين جميع التيارات والفصائل والدول وأن الشهيد الحقيقى فى تلك المعارك الكلامية و الانفجارات المتوالية هو صوت العقل وأن أمور مثل استقرار الأوطان وتنميتها، ودعم الديمقراطية هى أمور ثانوية بالنسبة لجميع القيادات. الانفجار حسب تصريحات حزب الله أودى بحياة القائد العسكرى لحزب عماد مغنية حيث يتهم الحزب إسرائيل وإسرائيل لا ترد ..الأكثرية اللبنانية كانت تلمح دائماً إلى دور سوريا فى مسلسل الاغتيالات اللبنانى ، وإسرائيل ترى وتسمع وتستمتع . الآن تدخل جميع الأطراف العربية إلى النفق المعتم.. حزب الله يدرس الآن رد فعل خاصة أن انفجار دمشق استهدف رأساً كبيراً فى حجم، ووزن عماد مغنية والذى تطلب أمريكا رقبته منذ سنوات ويضاف على عملية مغنية أحداث الأحد الأسود التى تمت فى مناطق النفوذ الشيعى قبل أسابيع والتى دفعت المعارضة اللبنانية إلى الدخول فى ملاسنة مع الجيش اللبنانى الذى يعتقد الجميع أنه صمام أمان لبنان والحاجز المانع لنشوب حرب أهلية . والمؤكد أن انفجار دمشق.. يضرب عصفورين بحجر واحد .. رأس كبير لحزب الله وعاصمة عربية ظن البعض أنها حصن لا يمكن اختراقه.. تنكسر شوكة حزب الله مع شهيدها وتنكسر خرافة الحصن الأمنى القوى فى دمشق .. لتتدحرج كرة الثلج إلى الأمام ، وترتبك معها ترتيبات مؤتمر القمة العربية المنتظر فى نهاية مارس فى دمشق . وإذا كان السؤال فى عالم الجريمة هو البحث عن المستفيد ؟ فمن حقنا الآن أن نسأل أيضاً ونحن نواجه جريمة مكتملة الأركان وهى تفتيت وتقسيم الدول العربية من المستفيد ؟ فى ظنى أن أمريكا وراء الباب وأن الموجودين على خشبة المسرح من مختلف الفرق هم منفذوا السيناريو سواء اشتركوا فيه بوعى أو حتى من غير وعى تحت أوهام من نوعية الحرية والسيادة والاستقلال أو من نوع سنقاتل . الحوار بالديناميت خطأ فادح وهزيمة مبكرة لجميع الأطراف وأنه لا عاصم لهذه الشعوب إلا بالديمقراطية الحقيقية التى ترتكن على رأى عام حقيقى وليست ديمقراطية جلسات الحوارات الشكلية .