أكثر من خمسة آلاف سنة تسرق خيرات هذا البلد، ومع ذلك فهو صامد وراسخ كالجبال لم يهتز. وفى هذا الزمان كثرت السرقة لخيرات وطننا، ولكن الغريب أن الذى يسرق ويبيع يحسب على أنه من أبنائه ويتفاخر ويتظاهر أنه يعمل لمصلحة هذا الوطن، ولكن هيهات هيهات أن يكون هؤلاء إخواننا فى هذا الوطن، بل هم صناعة خارجية تحركها يد الأعداء لتدمير هذا البلد المبارك. فتارة تحدث أزمة الغاز ويفاجأ الناس أن أولاة أمرهم يصدرونه لعدوهم، وتارة تحدث أزمة الحديد ومواد البناء، وتحدث أيضا الصدمة بأنهم يبيعونه أيضا لأعداء السلام ومن المخزى أنهم يبيعونه لهم بأقل مما يباع لأبناء هذا الوطن. وتارة تحدث أزمة الخبز وأزمات أخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى مثل الغلاء الذى يعيشه الناس الآن وخصخصة الشركات وبيعها للأجانب ليذلوا أبناء هذا الشعب المسكين وقانون الطفل المستورد من الخارج لتغيير هويتنا الإسلامية، ونزع فاصل الأدب بين الابن وأبيه وأزمة قانون المرور وقانون الطوارئ وقانون الضريبة العقارية وقانون الأحزاب وغيرها الكثير، وتفصيل الدستور على مقاسهم ليضمنوا ألا يصعد أحد وينازعهم فى هذا الملك الذى نسوا أنهم أمام رب العرش واقفون وأنهم عن هؤلاء الناس مسئولون ولكن أين عمر رضى الله عنه؟! الذى كان يخاف أن يسأله الله عن البغلة إذا عثرت فى الطريق، ويقول: "ماذا أقول لربى إذا سألنى لماذا لم تمهد الطريق لها يا عمر"، وعندما وجد امرأة لا تجد ما تطعم به أبنائها ذهب بنفسه إلى بيت المال وأتى بالدقيق والطعام حاملا له على ظهره وهو الخليفة وقام بتجهيز الطعام بنفسه للأطفال خوفا من الله أن يسأله عنهم يوم القيامة، ولكن أقولها لكم إن شعب مصر الصابر المحتسب سيأتى عليه اليوم الذى يرفض فيه هذا الظلم والفساد. وأذكركم أنه عندما تشتد الأزمات يظهر نماذج من البطلات من أبناء هذا الوطن لتدافع عنه وتردع هؤلاء الناهبين لخيرات وطننا الحبيب، ولكن من المخزى أنه عندما يأتى شخص يريد الإصلاح يهاجم وكأنه هو العدو فنرى الهجمة الشرسة التى تشنها الحكومة على أصحاب الكلمة الحرة من الكتاب والصحفيين والقضاة والدعاة، ويأتى من يريد أن حل بعض هذه الأزمات فيهاجم مثلما فعل مع من أراد أن يستورد الحديد لحل أزمة الاحتكار فى هذه البلد فماذا فعل به منعت العبارة الحاملة للحديد من الدخول، وتم تأخيرها فى عرض البحر حتى تحل الخسائر على من أراد أن يقف أمام رجال الحكومة الأعزاء، وأيضا نرى ما يحدث لأصحاب الكلمة الحرة من الصحفيين ورؤساء التحرير مثلما حدث مع آفاق عربية والدستور والأسرة العربية، وغير ذلك كثير مما يفعل مع من يريد الإصلاح وليس ما فعل بالإخوان المسلمين ببعيد. ومن الأشياء المضحكة أن الذى يسرق خيرات هذا البلد هم حماة أمرها من أتباع الوطنى، ألا ترون أنه اسم جميل "الوطنى" دليل على حبهم لهذا البلد، لكن أقولها لك يا شعب مصر لا تحزن فلقد مر بنا الكثير من الأزمات، ولكن بعون الله انتصر عليها شعبنا العظيم والموجودين وإن فعلوا الأفاعيل فلم يصلوا إلى جبروت فرعون وقارون ولا الاحتلال، والكل يعرف ماذا كان مصير هؤلاء الفاسدين، وهذا ما أخشاه على الموجودين حاليا فلن يصبر شعب مصر كثيرا على هذه الاحتكارات الخسيسة ولا القوانين المستورة لتغيير هويتنا، وأذكركم بانتفاضات شعب مصر أمام التتار والاحتلال وثورة يوليو وما فعل عمال شركات الغزل الأشراف كل هذا دليل على أن الشعب بدأ يستيقظ ولن يظل الظلم كثيرا، فلينتظر هؤلاء الفاسدون المحتكرون فإن معهم منتظرون والعاقبة للمتقين.