فى سابقة برلمانية فريدة من نوعها شهد مجلس الشعب خلال جلسته اليوم، الخميس، نزاعا بين النائب عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة، والنائب الدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة أحقية كل منهما فى مناقشة موضوع رى المحاصيل الزراعية والخضروات والفاكهة بمياه الصرف الصحى، خلال مناقشة المجلس له، حيث أعدت كل لجنة تقريرا منفصلا ومفصلاً حول الموضوع. بداية الخلاف أثارها النائب كمال الشاذلى بعد عرض عبد الرحيم الغلول رئيس لجنة الزراعة تقرير اللجنة حول رى الزراعات بمياه الصرف الصحى ومطالبته، بعدم إقرار تشريعات جديدة تعاقب المزارعين المستخدمين لتلك المياه فى رى محاصيلهم قبل إيجاد المياه البديلة لهم. وأكد الشاذلى أن هناك تعارضا بين ما طرحه رئيس لجنة الزراعة وتقرير لجنة الصحة برئاسة د. حمدى السيد الذى يطالب بتغليظ العقوبات فى تشريعات جديدة لمن يستخدم مياه الصرف الصحى غير المعالجة فى رى الزراعات. حديث الشاذلى دفع د. حمدى السيد لطلب الكلمة والتأكيد عن أن لجنة الصحة هى جهة الاختصاص الأولى، بمناقشة تلك القضية وتقريرها يجب أن يكون الأساسى. وأضاف أن لجنة الصحة سبقت الزراعة فى مناقشة تلك القضية، كما أن الزراعات قد تزدهر وتنمو وتعطى محاصيل جيدة إذا ما تم ريها بمياه الصرف الصحى غير المعالجة، ولكن فى النهاية سيكون لتلك المحاصيل تأثيراً خطيراً على صحة المواطنين. ومن هنا تكون لجنة الصحة وتقريرها هو الأساس فى المناقشات لأن صحة الإنسان هى أغلى ما فى الوجود ولجنة الزراعة لا تهتم سوى بالزراعات والمحاصيل الزراعية فقط. تدخل عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة وطالب حمدى السيد بعدم الجور على لجنة الزراعة كعادته، مؤكداً له أنه ليس من حقه فقط وضع هذا التقرير وأكد على أن لجنة الزراعة هى الأحق بمناقشته ويجب أن يكون تقريرها هو الأساس.. واستطرد مؤكداً أنه فى كل الحالات ستكون لجنة الزراعة ورئيسها هى الأساس فى المناقشات حتى لو عقدت لجنة مشتركة منها سيكون هو رئيس بحكم الأقدمية والسن وستكون اللجنة المشتركة من لجنة الزراعة وهيئة مكتب لجنة الصحة.. فقاطعه حمدى السيد مؤكداً أنه هو الأكبر سنا والأقدم فى البرلمان والأقدر على مناقشة هذه القضية وأن الهدف فى النهاية يجب أن تكون المصلحة العامة وليس السباق على الأقدمية. لم يجد د. سرور مفراً من التدخل وسأل رئيس لجنة الصحة عن موافقته على عرض التقريرين فى الجلسة نفسها، فاشترط حمدى السيد أن يقوم مقرر لجنة الصحة بعرض التقرير وليس الغول فرفض الغول هذا المطلب تماماً وأكد د. شيرين فؤاد أن لجنة الصحة هى صاحبة الاختصاص بعرض هذا التقرير لأنه يمس صحة الإنسان بالدرجة الأولى.. وفى النهاية لم يجد دكتور سرور مفراً من إحالة التقريرين إلى لجنة مشتركة من لجان الزراعة والصحة والإسكان برئاسة عبد العزيز مصطفى وكيل المجلس حتى لا يحدث خلاف بين رئيس اللجنتين. وأكد د. سرور أنه فى النهاية تنظر كل لجنة وبحث هذه القضية من حيث اختصاصها، فالزراعة بحثت ما يتعلق بالزراعة والصحة تبحث ما يتعلق بالصحة ولا يجب أن يحدث تضارب أو تناقض بين اللجنتين.
