أكبر جملة رنت فى أذنى وأثارت اهتمامى عندما تسمع فتاة وهى تردد "يارب ارزقنى بزوج يحبنى ويتقى ربنا فيا"، وحينما يأتى إليها هذا الإنسان كزميل دراسة أو عمل أو حتى من أحد المعارف، فتقوم على الفور بفحصه من فوق لتحت بالميكروسكوب لتجدها تتبرأ فجأة من كل المبادئ والقيم التى كانت ترددها ليل نهار، ولا تهدأ حتى تطلع فيه القطط الفاطسة كما نقول نحن المصريين.. فتارة تعلل بأنه أصلع وأخرى تعلل بأن هذا الشاب بكرش، وهذه لم تجد أى قطط فاطسة، فقررت أن تنهى الموضوع بجملة "كل شىء نصيب..!" آمال فين بقى يتقى ربنا فيا وجو المسلسلات ده.. كفانا هراء وترديد كلام لم نحاول أن نعقله كالببغاوات, دعى عنكِ هذه الأقنعة, أقولها لكل فتاة إن كنتِ تريدين الشاب الغنى – المستريح يعنى – فبالله عليكِ توقفى فورا وحالا عن ترديد تلك الجملة التى لربما أصابتنى فى بعض الأحيان بارتفاع فى ضغط الدم ..! إذا كنتِ لا تتقين الله فى نفسك وفى المجتمع من أين لك إذن من يتقِ الله فيكِ يا أختاه, لا أدرى هل تضحكين على نفسك أم على الشاب المسكين اللى اتخبط فى عقله، وقرر أن يرتبط بكِ، لأنك تريدين إنسانا يتقى الله, إنسانا أراد أن يعف نفسه ورأى فيكِ شريكة حياته ونصفه الآخر، وحقيقة الأمر أنكِ لا تريدين إلا حقيبة أموال وسيارة فارهة وشقة فخمة... إلخ من المظاهر السطحية التى تريدينها كهدف بل غاية تسعين إليها بشتى الطرق. أعلم أن هناك من تعى حقاً ما تقول وتدرك جيدا ما تريد لكن الحقيقة الموجعة أن هؤلاء هم الفئة القليلة، وسط كثير يحيا فى مستنقع نفاق وغش وازدواجية, أقول لكل فتاة اتقى الله أنتِ فى نفسك وكونى صادقة، لم أقصد بالطبع أن تتزوج الفتاة من أى شاب والسلام, مِن حق كل فتاة أن تنسج فى خيالها صورة لفارس الأحلام الممتطى جواده الأبيض، وليس هذا عيباً فى حد ذاته، بل العيب أن نردد على ألسنتنا ما لا تبطنه قلوبنا!