أعرب رؤساء جلسات مؤتمر أبو ظبى الثالث للترجمة عن سعادتهم بنتائج ورشات العمل التى أشرفوا عليها، وأشادوا بمستوى المشاركين، وعبّروا عن امتنانهم للمؤتمر لما يقدّمه من فرصة نادرة للمختصين والخبراء والمتدربين من المترجمين لتطوير مهاراتهم والتغلب على الصعوبات التى يواجهونها، ووصفوا جلسات ورشات العمل بأنها مثمرة للغاية. ومؤتمر أبو ظبى للترجمة فى دورته الثالثة والذى ينظمه مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، استضاف على مدار يومين أربع ورشات عمل، من اللغات الإنجليزية والإيطالية والأسبانية إلى اللغة العربية، كانت وفقاً لرؤسائها وللمشاركين فيها فرصة للتدريب على التعامل مع تحديات ترجمة الأعمال الأدبية وإشكالياتها من خلال تطبيقات عملية لترجمة عدد من النصوص الأدبية والشعرية، وتولى قيادتها مجموعة من المترجمين ذوى الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين فى المجال، هم الدكتور سعيد الشياب والدكتور محمد عصفور (الإنجليزية) والدكتور عز الدين عناية (الإيطالية) والدكتور زينب بنياية (الإسبانية). وحول أهم القضايا لتى تناولتها ورشات العمل، قال الدكتور سعيد الشياب، رئيس ورشة الترجمة من العربية إلى الإنكليزية "لقد تفاجأت بمجموعة المشاركين فى ورشات العمل هذه، لأن معظمهم زملاء فى الحقل فى مجال الترجمة ومنهم من ترجم عشرة أو خمسة عشر كتاباً، وحتى معرفتهم فى الترجمة الأدبية بالذات كانت معرفة جيدة، ودخلنا فى نقاشات جميلة جداً، وفى الحقيقة، فقد شارك الجميع بالرأى وبإبداء الآراء وإعطاء أفكار جديدة واقتراحات حتى نثرى موضوع مشاكل الترجمة الأدبية". وأضاف "لقد وجدنا أيضاً أن هذه المجموعة متحمسة جداً لورشة العمل هذه، وقد أشاد بها جميع المشاركين، وأعربوا عن سعادتهم بأن يكونوا من بين المشاركين بها، وأعربوا عن تطلعهم للأفضل دوماً، وأنا كمدير ورشة يعطينى هذا الأمر حافزاً لأن أستمر فى هذا النوع من العطاء الذى هو فى الحقيقة مفيد لى ويتيح لى المجال لأن أفيد غيرى". وتابع "أيضاً لابد من الإشارة إلى أن معظم المشاركين أعضاء فى هيئات تدريس مختلفة ودكاترة فى الجامعات العربية، كالسعودية والإمارات والأردن وغيرها، ومعظمهم أتموا دراساتهم فى الترجمة واللغويات، ومنهم بالأدب المقارن، وهناك فى الورشة أيضاً طالبات، أو بالأصح مدربات لبعض طالبات الجامعات الإماراتية كجامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة أبو ظبى، ونقوم على تدريبهم على الترجمة فى مختلف أنواع النصوص، وبالخلاصة لقد كانت الجلسات جميلة ومفيدة جداً للجميع". من جهتها قالت الدكتورة زينب بنياية، رئيسة ورشة الترجمة من العربية إلى الإسبانية "لقد كانت الورشات تطبيقية، وكان هناك تفاعل جيد بيننا وبين المشاركين فى الندوة، وعن طريق العديد من النصوص التى تناولت موضوع الهوية والتواصل الثقافي، وطرحت هذه النصوص المشاكل التى تواجه المترجمين وحاولنا فهمها وإيجاد المخارج والحلول لهذه العوائق التى تواجه المترجم، وكان المشاركون متجاوبون ومتفاعلون، وهم من جنسيات عربية مختلفة، وهناك بعض الأسبان". وحول أهم القضايا التى تم مناقشتها، قالت "لقد سعينا أن يتعامل المترجم مباشرة مع النص المترجم، وأن لا يأخذ الجانب النظرى حيزاً كبيراً من الورشة، وهو جانب يمكن له أن يطلع عليه بشكل شخصى، أما الورشة فقد أتاحت المجال للطلبة والمتدربين الفرصة الجيدة للتفاعل ولمس المشاكل التى تواجهه خلال ترجمته النص الأدبى"، وأضافت فى حديثها عن أهمية المؤتمر بشكل عام "إنه فرصة هامة لكل مترجم وكل متدرب، وأعتقد أنها نادرة، وبادرة هامة جداً من مشروع كلمة". والدكتور محمد عصفور، رئيس ورشة الترجمة إلى الإنكليزية، أوضح أن ورشته ستتناول عملياً فكرة أن الترجمة هى مشروع قابل للاستكمال دائماً، عبر نفس المترجم أم غيره، وستشهد مقاربات بين أفكار عملية وأخرى نظرية، كمشكلة لفظ الأسماء وكتابتها، وستناقش ضرورة عدم تشويه الترجمة من خلال تقليد بنية الجملة فى اللغة الأخرى، ومشكلة المصطلحات الفنية والعلمية، ومشكلة القواميس والعبارات الدارجة فضلاً عن مشكلة التغريب مقابل التوطين للتعبيرات الأدبية المترجمة. وشدد على أن ضرورة تدريس العلوم البحتة باللغة العربية قبل خوض غمار ترجمتها، وقال إنه دون ذلك تصبح عملية الترجمة غير مجدية ومضيعة للوقت، وأشار إلى أن جميع المشاركين بالورشة ينتهزون كل الوقت للاستفادة القصوى من اللقاء والحوار والنقاش. بينما قال عز الدين عناية، رئيس ورشة الترجمة إلى الإيطالية، أنه اختار نوعين من النصوص، أحداهما تاريخى يتعلق بتاريخ بابل بين الواقع والخيال ومفهوم الدولة فى ذلك الوقت، والثانى شعر إيطالى معاصر، وقال إن أنسب الطرق لمعرفة مشاكل الترجمة هى الخوض فى تجربة ترجمة لنص تاريخى وآخر شعرى. ويشارك فى الورش 20 مترجماً شاباً من مختلف الدول العربية، جميعهم بين 28 و45 عاماً، ومن خريجى كليات الآداب أو الترجمة أو اللغات، ويتمتعون بخبرة فى الترجمة لا تقل عن 5 سنوات، كما يحضر ورش العمل الإنجليزية 60 طالباً وطالبة من الإمارات كمستمعين فى خطوة لخلق كوادر وطنية فى هذا المجال.