استقبلت وزيرة الثّقافة الشّيخة مى بنت محمّد آل خليفة كلّاً من محافظ منط\قة المحرق سلمان بن هندى، وصالح الفضالة مدير عام بلديّة المحرّق وعبد النّاصر المحميد رئيس المجلس البلدى، وبحضور مجموعة من المعنيّين بالتّراث والمشاريع العمرانيّة من جهة وزارة الثّقافة، وذلك لمتابعة وتنسيق الجهود المتعلّقة بمشاريع وزارة الثّقافة التّطويريّة فى محافظة المحرّق. وأشارت وزيرة الثّقافة إلى اعتزازها بالتّعاون مع المعنيّين فى المدينة، مشيرةً إلى ضرورة تنسيق كلّ الجهود والسّعى إلى تشكيل تكاملٍ وتحقيق تواصلٍ فعلى من أجل إنجاز مجموعة من المشاريع العمرانيّة الحفاظيّة، مؤكّدةً: "خطواتنا تهتمّ بالحفاظ على الهويّة البحرينيّة وحفظ التّراث المحلى. مدينة المحرّق بعراقة تفاصيلها وبيوتها ومبانيها يجب أن نتمسّك بها ثقافيًّا وحضاريًّا، ووسيلتنا هى العمران كى لا نستبدل هذه الهويّة، فهى التّعبير الأصدق والأجمل عن حضارة وطننا". وأشارت: "كلّ قيمة تراثيّة تمتلكها هذه المدينة نسعى لاستبقائها بمشروعٍ ما، هذه السّلسلة تتّصل جميعها برغبةٍ عميقةٍ ألّا نلغى تلك الموروثات وألّا نغفل أهميّتها، بل نستردّها جميعًا ونودعها أسرار تلكَ الحضارات، ونجعلها فاعلاً حضاريًّا يؤثّر فى يوميّاتنا ويحفظ تاريخنا العميق". وخلال اللّقاء، ناقش الطّرفان سلسلة من المشاريع المعماريّة المتنوّعة التى تشتغل عليها وزارة الثّقافة فى مدينة المحرّق، وتشكّل من خلالها بنية تحتيّة تحفظ الخصوصيّة التّاريخيّة للمدينة، من خلال مشاريع ترميم واستحداث الأدوار الوظيفيّة للعديد من المباني. وقد تناول اللّقاء مشروع "طريق اللّؤلؤ: شاهد على اقتصاد الجزيرة" وآخر مستجدّاته، حيث لا تزال وزارة الثّقافة تستكمل ترميم البيوت التّراثيّة على الطّريق كان آخرها مشروع بيت الغوص الذى افتُتِحَ فى الشّهر الماضى إلى جانب الفضاء المفتوح الذى دُشّن كذلك فى ربيع الثّقافة والذى سيكون ملتقى جماعيًّا فى قلبِ المشروع لاستعادة الدّور الاجتماعى الحميميّ. فى الوقت ذاته يستمرّ فريق المهندسين فى متابعة عمليّات التّرميم وإنقاذ البيوت التّاريخيّة باتّخاذ الخطوات اللّازمة للحفاظ عليها. كما عرض فريق وزارة الثّقافة الرّسومات الهندسيّة التّكميليّة لمشروع سوق القيصريّة الذى يُعتَبر أحد أهمّ أقدم الأسواق التّاريخيّة فى المنطقة، وذلك بعد أن استكمل السّوق مرحلته الأولى، كما تمّ عرض مشروع سوق المحرّق الذى لا يمارس دورًا تجاريًّا فحسب، بل اجتماعيًّا أيضًا. إلى جانب ذلك، تناول اللّقاء طرحًا لتصوّرات تخطيطيّة مدنيّة (Landscape) لتجميل وتشجير المناطق المقابلة لعمارة بن مطر وقلعة عراد، ممّا يضفى روحًا جماليّة للمنطقة تتكامل مع التّراث العمرانى لتلك المساحات، وممّا يترك التّجربة الإنسانيّة مغايرة بالنّسبة لزوّار المكان. كما ناقش الطّرفان مسألة مواقف السّيّارات فى مدينة المحرّق، والتى تشكّل حلّاً لمسائل التّنقل دونما إفساد الأهميّة التّاريخيّة والتّراثيّة للعديد من مكوّنات مدينة المحرّق. وقد طُرِح فى سياق مناقشة مشاريع وزارة الثّقافة التّطويريّة فى المنطقة المخطّطات الموضوعة للعديد من المشاريع التّرميميّة منها: مدرسة الهداية الخليفيّة، دار جناع وبيت الشّيخ عيسى بن على آل خليفة، بالإضافة إلى مشروع تطوير الواجهة الخارجيّة لنادى البحرين لتنسجم مع هويّة المكان.