أكدت الأبحاث والدراسات، أن أغلب الإصابة بالفيروسات الكبدية فى مصر تحدث من المستشفيات، نتيجة عدم اتباع أساليب منع العدوى، وعدم التقيد بالقواعد والبروتوكولات الدولية التى تمنع العدوى للمريض، وكذلك استخدام الحقن لأكثر من مريض فى بعض المراكز الصحية وفلاتر ماكينات الغسيل الكلوى، بل إن عدم التعقيم الجيد للأدوات الجراحية ومعدات الأسنان أثبتت أنها كفيلة أن تنقل عدوى فيروسى سى وبى. أوضح الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد بطب قصر العينى مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية نائب رئيس جامعة القاهرة، أن معدل العدوى بفيروس سى وصل فى مصر من150 إلى 200 ألف، يتم عدواهم سنويا بفيروس سى، وللأسف 80% من هذه الحالات يتم عدواهم داخل المستشفيات والمراكز الصحية وحتى المستشفيات الاستثمارية، وأنه بناء على التصورات المستقبلية، فإنه بعلاج 250 ألف حالة سنويا وبنسبة شفاء أكثر من 90% فلا يمكن أن نقضى على وباء فيروس سى فى مصر إذا استمرت معدلات الإصابة بنفس هذا الوضع، ولذلك يجب أن تتناقص هذه المعدلات بنسبة 90% خلال ال 5 سنوات القادمة على أن تكون عام 2020 هى السنة الحاسمة فى وقف نقل العدوى داخل المنشآت الصحية، وقال إنه لتحقيق ذلك يجب العمل على تحقيق خطة عاجلة بجعل كل حالات نقل الدم حالات آمنة، حيث إن 40% من حالات نقل الدم حاليا لا تخضع للمعايير الصحية العالمية، كما أنه يجب توفير حقن ذاتية التدمير بحيث لا يعاد استخدام الحقن البلاستيك الحالية، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أن هذه الحقن البلاستيكية يعاد استخدام 30% منها. أما الخطة طويلة الأمد فيجب أن تشتمل على تدريب جميع العاملين فى الحقل الطبى والرقابة المشددة عليهم، ووضع لوائح وقوانين لمعاقبة المخالف لقواعد تطبيق مكافحة العدوى، بالإضافة إلى تخفيض ثمن المستلزمات الطبية وطرق التعقيم، حتى وإن كان بدعم مباشر من وزارة الصحة. وأشار الدكتور جمال عصمت إلى أنه يمكن تدبير هذه النفقات من خلال صندوق دعم الصحة العالمى "GLOBAL FUND"، والذى يهتم أساسا بمكافحة أمراض الدرن والملاريا والإيدز، ويمكن تدبير هذه النفقات من خلال الإصرار على أن يكون الدعم الموجة للإيدز لكل الأمراض التى يتم نقلها عن طريق الدم، وهى فيروس سى وفيروس بى بالإضافة للإيدز، وذلك عن طريق عمل خطة قومية يتم دعمها من خلال الصندوق العالمى، بحيث يكون نقل الدم واستخدام الحقن والمستلزمات الطبية آمنة تماماً فى مصر.