فى حلقة بعيدة عن العلم، تحدث العالم المصرى فاروق الباز، مدير أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، للإعلامية منى الشاذلى، فى برنامجها "معكم"، على شاشة CBC TWO، عن الجانب الإنسانى فى حياته وعن كيف وصل إلى ما هو عليه الآن وعن التحاقه بوكالة ناسا الفضائية. قال الباز، فى بداية اللقاء، إنه عقب انتهاء دراسته التى نالها من أماكن جيدة فى أمريكا ومصر تعثر كثيراً فى الوصول إلى فرصة العمل الذى يرغب بها بمجال الجيولوجيا، وتابع ضاحكاً "قمت بتقديم نحو 121 طلبا للحصول على وظيفة منها فى شركات بترول ومناجم"، وذلك قبل أن ألتحق بالعمل فى وكالة ناسا الفضائية. وتابع "كان عندى أمل أن افتح مدرسة فى الجيوليوجيا فى مصر لا يوجد لها مثيل فى العالم وكان معى عينات من مناجم أمريكا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وشحنت 4 أطنان صخور على حسابى من أجل تلك المدرسة ولتدريسها للطلاب، وفوجئت بقرار ينص على قيامى بتدريس الكيمياء بالمعهد العالى بالسويس، وقررت الذهاب لمكتب وزير التعليم العالى لمناقشته فى قرار التدريس وفشلت فى مقابلته لمدة 4 أشهر". وقال "فى مرة قرأت فى صحيفة الأهرام إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال فى عيد العمال إن "الرجل المناسب فى المكان المناسب" فقررت أن أذهب إليه وذهبت للقصر الرئاسى وطلبت مقابلة أى شخص من مكتب الرئيس، وبعد العديد من المحاولات نجحت فى مقابلة أحد من مكتب الرئيس الذى حاول مساعدتى بعرض طلبى على الرئيس، وحينها كتب ناصر على الطلب "إلى وزير التعليم العالى رجاء النظر" وكان هذا الكلام مكتوب بالخط الأحمر ولكن لم ينظر أحد". واصل الباز كشف مسيرته، وقال لم إنه لم يكن يمتلك 35 جنيها أثناء ولادة ابنته الثانية ثريا والولادة تمت على نفقة الأصدقاء بعد مضى 6 أشهر من البحث عن عمل، وبعد ذلك رضخ لتدريس الكيمياء فى السويس، ولكن هناك قابل أحد الأصدقاء فى المعهد وأبلغه الأخير "بأنه سقط فى الفخ لأنه حاصل على دكتوراه فى الفيزياء النووية وكان يدرس الصوت والضوء، وتابع قائلاً: "على الفور كان يوم إمضائى على ورقة التعيين هو يوم رفضى للعمل واتخاذ قرار بعدم العمل فى تدريس الكيمياء". وقال "ذهبت أمريكا فى منتصف الفصل الدراسى الثانى وكانت كل فرص التوظيف انتهت وهنا قررت البحث عن وظيفة ولذلك عملت فى طلاء المنازل لمدة 3 أشهر فى أمريكا، وقمت بطلاء نحو 12 منزل، ف"مكنش عندى أى كسرة نفس وأنا بعمل فى طلاء المنازل فأنا بعمل علشان أكل مراتى وبناتى". وعن العمل بوكالة ناسا الفضائية، قال الباز "أرسلت طلبا للعمل هناك، وتم إجراء امتحان لى وبعدها بأسبوعين تم إرسال جواب يفيد بالموافقة على العمل بالوكالة وحينها لم أكن أعلم أى شىء عن جيولوجيا القمر". وأضاف أنه قام بدارسة جيولوجيا القمر من خلال المكتبة الخاصة بالوكالة، وإن الاهتمام كان حينها بكيف ستهبط السفينة الفضائية على سطح القمر وعن اختيار المكان المناسب للهبوط خاصة أنه لم يكن هناك شخص واحد يمتلك سابق خبرة فى هذا المجال". وتابع "كان هناك الكثير من المخاوف فى المكان الذى ستهبط به السفينة، فكان من الممكن أن تهبط على كميات من التراب فيتم ابتلاعها فينتهى كل شىء، أو على أماكن للنيازك، وبعدها توليت منصب رئيس قسم المواقع بوكالة "ناسا" وأصبحت مسئولا عن اختيار موقع هبوط السفينة الفضائية". وتابع "تحدثت مع العلماء الذين سيهبطون على سطح القمر وأعطيتهم سورة "الفاتحة" من القرآن الكريم لحمياتهم على سطح القمر باللغتين العربية والإنجليزية وبعدها طلبت من بناتى الصلاة لحماية هذه السفينة والدعاء لها، وجعلت بناتى يقمن بكتابة أسمائهن لإرسالها مع السفينة". واستكمل حديثه عن رحلة القمر، قائلاً: "فريق العلماء قام بتصوير مصر والدلتا أكثر من مرة بسبب حديثى الكثير عنها وتعلقى الشديد بها، كما أن أحد العلماء أرسل لى رسالة باللغة العربية عند وصوله للقمر قال فيها "مرحبا أهل الأرض من إيندفر إليكم سلام". وعن لقائه بالمشير عبد الفتاح السيسى، المرشح الرئاسى، قال إنه كان لقاء وديا حيث إن المشير هو من طلب اللقاء معه ووجده رجلا محترما ومستمعا جيدا لكافة ما يقال، ودار الحديث عن ممر التنمية والثروات الموجودة فى صحراء مصر، حيث إن مصر فى 2050 ستصل إلى نحو 140 مليون نسمة، ونحتاج إلى مكان يستوعب نحو 60 مليون نسمة. وعن مرض زوجته قال "إنه ظل بجانبها لمدة ثلاثة أشهر بالمستشفى بعد تعرضها لحادث سير، حيث إنها عانت معه طيلة حياته فلابد من تعظيم سلام لها".