تنظم جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب برنامجاً ثقافياً موسعاً خلال فعاليات معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، المقرر إقامته خلال الفترة من الثلاثين من أبريل الجارى وحتى الخامس من مايو المقبل فى مركز أبو ظبى الوطنى للمعارض، وذلك لإتاحة المجال أمام زوار المعرض للتعرف على الرؤى الإبداعية والفكرية والبحثية التى أهلتهم للحصول على الجائزة التى تكرم سنوياً أعلام الفكر والثقافة والنشر والأقلام الشابة، تقديراً لدورهم فى إثراء الحركة الثقافية العربية. ويبدأ برنامج الجائزة الثقافى، يوم الجمعة 2 مايو (من الساعة 6: 30 مساءً – 7: 30 مساءً)، بلقاء مع الدكتور عبد الرشيد الصادق محمودى، الفائز بجائزة الشيخ زايد فرع الآداب، والذى يديره الدكتور خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ثم لقاء يوم السبت 3 مايو (من الساعة 4: 45 مساءً– 5: 45 مساءً) مع الدكتور جودت فخر الدين، الفائز بفرع أدب الطفل، والذى يديره الدكتور محمد بنيس، عضو الهيئة العلمية، يتبعه لقاء فى اليوم ذاته (من الساعة 6 مساء – 6: 45 مساءً) مع الدكتور رامى أبوشهاب، الفائز فى فرع المؤلف الشاب، والذى يديره الدكتور مسعود ضاهر، عضو الهيئة العلمية، قبل اختتام البرنامج بلقاء يوم الاثنين 5 مايو (من الساعة 7: 15 مساءً – 8: 30 مساءً) مع الدكتور ماريو ليفيرانى، الفائز فى فرع الثقافة العربية فى اللغات الأخرى، والذى يديره الدكتور عزالدين عناية. وتعقد كافة اللقاءات فى "منتدى الحوار" (القاعة K50) بمقر المعرض. وقال سعيد حمدان الطنيجى، مدير "جائزة الشيخ زايد للكتاب: "لقد أصبحت الجائزة مرآة تعكس تطور المشهد الثقافى والفكرى والأدبى العربى، وتبحث علاقته بالثقافات العالمية، والترحيب بإنجازات الأقلام المبدعة التى تضيف زخماً جديداً للواقع الثقافى العربى، وتحاول إعادة قراءته وتحليله، وإعادة تشكيله فى صورة قادرة على مواكبة الحركة الثقافية العالمية، والتى لا تنفصل فى الوقت ذاته، على الإرث الثقافى والحضارى العربى". وأوضح مدير الجائزة أيضاً أن الأعمال الفائزة ب"جائزة الشيخ زايد للكتاب" اتسمت جميعهاً بالأصالة والجدية، وعمدت إلى اكتشاف مقاربات سردية ونقدية وأدبية مبتكرة ومناهج علمية تنويرية، وهو ما سيركز البرنامج الثقافى على إبرازه، وتقديمه لزوار "معرض أبوظبى الدولى للكتاب". وتسلط أول جلسات الحوار مع عبد الرشيد محمودى، الضوء على تجربته الإبداعية التى تجسد عمق مسيرته الأدبية الطويلة، وانعكست على روايته "بعد القهوة"، التى أهلته للحصول على "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، وتأثير دراساته البحثية عن طه حسين على نظرته الإبداعية، واستفادته من تواصله مع الثقافات المختلفة خلال فترة عمله فى اليونسكو بباريس أو نشاطه فى الترجمة. وتتبع الرواية رحلة بطلها فى ثلاثة أجزاء أثناء تنقله من طفولته الأولى بالريف المصرى فى قرية أولاد قاسم بمحافظة الشرقية، ومرحلة الدراسة فى الإسماعيلية وأبوكبير، حتى الانتقال إلى عمله الدبلوماسى فى العاصمة النمساوية فيينا التى يعاود الرحيل إليها بفارق عقدين من السنوات. وتبحث الرواية فى المتغيرات التى شهدها النسيج الاجتماعى والطبيعة الطبوغرافية والملامح الإنثروبولوجية للقرية المصرية منذ أربعينيات القرن الماضى بالتوازى مع مسيرة الحياة الاجتماعية لبطلها. ورغم التزام الرواية بالأساليب السردية التقليدية، إلا أنها تتميز بمهارة واضحة فى السرد، وسلاسة فى الانتقال ودقة فى تجسيد الشخصيات من الطفولة إلى الكهولة، إلى جانب البراعة فى رسم الملامح الدقيقة للعوالم الروائية، والخلفية التاريخية والنفسية للشخصيات، وتحليل دوافعها وتقلباتها بين الأمل والانكسار فى سياق يجمع بين الواقع والأسطورى. أما الجلسة الثانية مع جودت فخر الدين، الفائز بفرع أدب الطفل والناشئة عن كتابه "ثلاثون قصيدة للأطفال"، فتركز على ملامح هذا العمل الذى يتميز بلغته السهلة والمنسابة والسليمة بحيث تلائم مراحل الطفولة. كما أنه يحمل رسائل جمالية وتربوية ويتوقف عند مظاهر يراها الطفل ببصره وحواسه وخياله. وتحفز هذه القصائد على التفكير الإيجابى، والتأمل واستخدام الخيال، مع تنوّع أفكارها مما يؤدى إلى زيادة الحصيلة المعرفية والتأملية لدى الأطفال. ويعرض الحوار لأسلوب جودت فخر الدين فى الكتابة الشعرية للطفل، وتجربته فى مخاطبة هذه المرحلة العمرية، وخصوصيتها. وتشهد الجلسة الثالثة عرضاً للنهج البحثى الذى اتبعه رامى أبو شهاب، الفائز فى فرع المؤلف الشاب عن كتابه "الرسيس والمخاتلة: خطاب ما بعد الكولونيالية فى النقد العربى المعاصر"، والذى يقدم وعياً عميقاً بأبعاد الدراسات الخاصة بما بعد الحقبة الاستعمارية، والإحاطة بالأصول النظرية لهذه الدراسات واستيعاب مصطلحاتها، والتوفق فى اختيار عينة متن النقد العربى المعاصر الممثلة لهذا التيار النقدى الجديد، واتباع طريقة واضحة فى بناء الموضوع، إضافة إلى نجاح المؤلف فى إبراز أهمية تيار الدراسات النقدية لما بعد الحقبة الاستعمارية وامتداده فى الثقافة العربية الحديثة وما تفتحه من آفاق للبحث فى مستقبل الدراسات العربية. ويبرز الكتاب أهمية دراسات ما بعد الحقبة الاستعمارية على المستويين النظرى والتطبيقى من خلال الوقوف على أصول الدراسات وبحث مصطلحاتها وأسسها النظرية. وهو ما يجعل من الكتاب خطوة جديدة فى مجال رصد أثر دراسات الحقبة ما بعد الاستعمارية على خارطة النقد العربى المعاصر. ويستطيع زوار "معرض أبوظبى الدولى للكتاب" اكتشاف بابل القديمة خلال جلسة الحوار مع الإيطالى ماريو ليفيرانى، الفائز فى فرع "الثقافة العربية فى اللغات الأخرى" عن كتابه "تخيل بابل" الذى يقدم مسحاً موسعاً لبابل، إحدى أهم المدن القديمة فى العالم العربى، حيث يعيد رسمها معماراً وفكراً ومؤسسات وتصوراً. وتميز الكتاب بالبحث الدقيق والأمين فى تفاصيل الوثائق التاريخية والكشوفات الأثرية.