سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منظمة مقربة من الإخوان تطلب لقاء "آشتون" وتدعو الاتحاد الأوروبى لمقاطعة الانتخابات الرئاسة.. هاشم ربيع: الجماعة لا يمكن أن تغير سياسة الاتحاد.. وهشام النجار: "كاثرين" سترفض لقائهم
وجهت منظمة حقوقية مقربة من جماعة الإخوان خطابا إلى كاثرين آشتون ممثلة السياسة العليا والأمنية بالاتحاد الأوروبى، طلبت خلاله عقد لقاء معها فى أقرب وقت، كما انتقدت بعنف زيارتها الأخيرة إلى مصر والتى التقت خلالها بالمشير عبد الفتاح السيسى المرشح "المحتمل" لرئاسة الجمهورية وتجاهلت لقاء ممثلين عما يسمى ب"التحالف الوطنى لدعم الشرعية" الذى تتزعمه جماعة الإخوان. وأعربت منظمة "مصريين حول العالم من أجل الديمقراطية" فى الخطاب عن قلقها العميق مما أسمته بالإشارات غير الملائمة التى بعثت بها زيارة كاثرين آشتون الأخيرة إلى مصر، وأشارت المنظمة إلى أنها تضم مجموعة من المصريين الذين يعيشون فى دول مختلفة حول العالم وبينهم العديد من المصريين الذين يحملون جنسيات أوربية ويحملون قيم الحرية والديمقراطية ويقدرون مبادئ التعبير عن الرأى ودور القانون وأن رؤيتهم تتطلع إلى عالم يتضمن تعاونا مشتركا بين البشر وسلام وتضامن بشأن حقوق الإنسان وتمكين الشعوب. وقالت المنظمة فى خطابها إلى آشتون: "إن زيارتك الأخيرة إلى مصر بعثت برسالة سلبية وغامضة لجميع المصريين الذين يتطلعون إلى الحرية سواء على الصعيد المحلى أو العالمى، كما أنها لا تعبر عن الخط القيمى التى تتمسك به أوروبا"، حسبما ورد فى الخطاب. وانتقدت المنظمة فى خطابها، لقاء آشتون بوزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسى، والذى وصفته بأنه سيصبح رئيسا للجمهورية، وأنه نفس الشخص الذى قاد ما زعمت بأنه "انقلاب" على الرئيس المنتخب، تم من خلاله إلغاء جميع الاستحقاقات الانتخابية، كما زعمت أن المصريين يتظاهرون منذ حوالى 9 أشهر ولن يتركوا الشوارع إلا بعد استرداد حريتهم وحقوقهم. وأضافت المنظمة فى خطابها الموجه إلى آشتون : "كما نعلم حرصك على اتساع دائرة المشاركة فى مختلف المجموعات الاقتصادية والاجتماعية فإن هذه الاحتجاجات تلقى الضوء على الرغبات الحقيقية للمصريين فى البحث عن الحرية والديمقراطية ودور القانون وهذه المبادئ ليست قابلة للتفاوض من وجهة نظرهم". وزعمت فى خطابها أن مستوى مخالفات قوات الأمن لحقوق الإنسان منذ 3 يوليو الماضى لا يمكن تقديره، مشيرة إلى إحداث فض اعتصام الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر كما زعمت أن أعداد من فى السجون يقدر ب23 ألف سجين دون اتهامات، بحسب زعمها. واستعانت المنظمة فى خطابها بروابط لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية عالمية مثل "هيومان رايتس ووتش" وكذلك مركز بحثية مثل "كارنيجى" توثق خلالها مازعمت أنه انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر، ووصفت لقاء آشتون ب"السيسى" بأنه غير حكيم ومدمر لسمعة الاتحاد الأوروبى لاسيما مع تقديرات التوقيت بالأخذ فى الاعتبار تطورات الموقف فى أوكرانيا، بحسب ماجاء فى الخطاب. وطالبت فى خطابها، برسالة إدانة واضحة وغير غامضة بشأن مازعمت أنه انتهاكات لحقوق الإنسان تحدث فى مصر، كما دعت الاتحاد الأوربى إلى الاتساق مع مبادئه من خلال الإعلان عن أن الانتخابات الرئاسية فى مصر هزلية ومسرحية –بحسب زعمهم- وأضافت: "أن زيارة آشتون إلى السيسى من الممكن أن يساء فهمها باعتبارها دعما لتأسيس ديكتاتورية جديدة" وفقا لما جاء فى الخطاب. وأكدت المنظمة فى نهاية خطابها، أنها تنتظر ردا من كاثرين آشتون، وأنها ستصبح سعيدة إذا تم تحديد موعد للقاء مندوبين عنها لمناقشة التطورات والتحليلات بشأن الموقف فى مصر. من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، إنه لا يمكن لمنظمات دولية تابعة لجماعة الإخوان أن تلتقى بكاثرين آشتون ممثلة السياسة العليا والأمنية بالاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أنه إذا كانت تريد أن تلتقى بهم لكان أولى أن يكون داخل مصر وليس خارجها. وأضاف ربيع، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع" أنه لا يمكن للإخوان أن يغيروا من سياسية الاتحاد الأوروبى من دعم مصر، لاسيما عقب قرار الاتحاد الأوروبى بمراقبة الانتخابات. من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الوضع معقد وأكبر من قدرات الإخوان والإسلاميين على التعامل مع تشابكات المصالح والتوجهات الغربية، وتعاون كهذا من المفترض أن يحقق مصالح الطرفين، لأن الدول الأوربية تضع مصالحها ونفوذها السياسى والاقتصادى فى المقدمة لكن ضعف موقف الإخوان فى الداخل أضعف من فرص الاعتماد عليها كشريك قادر على تحقيق هذا التوازن فى المصالح، حيث يشعر الأوربيون، اليوم، أن هذا التعاون يحقق مصالح الإخوان فى مواصلة الضغط وإحراج السلطة الحالية دون تحقيق مصالح تذكر للاتحاد الأوربى لكن يظل الإسلاميون ورقة ضغط فى يد الأوربيين وليس العكس. وأوضح فى تصريح ل"اليوم السابع" أن الاخوان لم يعودوا يحظون بنفس درجة التعاطف الدولى كما كان فى السابق وتم تجاوز فرضية عودتهم للحكم، وهذا التحليل مبنى فى الأساس على موقف الاتحاد الأوربى المبدئى من الأحداث وحرصه على التعاطى مع الشأن المصرى ببراجماتية شديدة الحذر، لدرجة أنهم لم يوصفوا عزل مرسى بالانقلاب رغم التهديد بفرض عقوبات، وبعدها ترك الاتحاد لكل دولة أوربية النظر فى كيفية تطبيق قرار العقوبات لاحقاً وفقاً لمصالحها الخاصة، الأمر الذى أتاح مرونة فى عدم تطبيق القرار فعلياً، وهذا يؤكد أن الاتحاد الأوربى يميل إلى تغليب مصالحه المادية، ولا موقع للعواطف لديه وهى التى يعتمد عليها الإسلاميون فى تحركهم الأوربى. وتابع: "لا أظن أنهم سيحظون بلقاء على هذا المستوى خارج مصر، لكن هذا لا يمنع أن هناك اتصالات ولقاءات مع شخصيات أقل منها مكانة وتأثيراً"، وتظل آشتون أكثر الشخصيات الأوربية احترافية فى التعاطى مع مثل هذه الملفات الشائكة، وتكفى الإشارة لمستوى وملف لقاءاتها منذ 3 يوليو إلى اليوم، وهى لقاءات خاضعة لحسابات المصلحة ولتطور الأوضاع فى مصر.