قدّم الفنان المصرى سمير فؤاد جولة عبر تاريخ الفن المصرى، منذ عصر الفراعنة وحتى عصرنا الحاضر، من خلال رسم الأيقونة كعامل ثابت، وكيفية تناولها وأهم سماتها من عصر لآخر كعامل متغيّر، وذلك ضمن البرنامج الثقافى المصرى كضيف شرف فى معرض البحرين الدولى للكتاب، فى دورته السادسة عشر بالتوازى مع احتفاء وزارة الثقافة بالفن التشكيلى تحت شعار "الفن عامنا". وقدّم الفنان سمير فؤاد شريط زمنى مصوّر ابتداءً من الأيقونة الفرعونية المتمثلة فى وجه الملكة نفرتيتى، الرمز السياسى الكامل، والرمز الأنثوى الجميل، حين كانت الأيقونة تكتسب أهميتها من البعد السياسى، وتصور الزعيم أو الملك، مرورا بوجوه الفيوم، وهى أيقونة فى ذات بعد دينى، حين صارت الوجوه ترسم على شواهد القبور حتى تتعرف الأرواح إلى أجساد أصحابها، قفز بعدها إلى عصر رمبرانت، والتأثيرية حين لم يعد السياسى بذاته أيقونة بل أصبح الفنان نفسه الذى يرسم الأيقونة، هو الأيقونة. وفى بداية القرن العشرين، تحولت فكرة الأيقونة وفلسفتها تحولا كبيرا، وذلك عند استعراض فؤاد لصورة الفنان تشارلى تشابلن الكوميديان، الذى صارت صورته أيقونة تنافس بل تتفوق على صورة الزعماء السياسيين أو أصحاب النفوذ، وذلك كنتيجة لقوة الصورة ونفوذ الميديا والإعلام على العقل الجمعى، وقد اعتبرت هذه مقدمة للتحول الذى طرأ على سمات الأيقونات فى الفن التشكيلى المصرى لاحقًا. قدّم الفنان بعدها عرضا تقديميًا مصورًا مؤرخا زمنيا، من الفنان الانطباعى أحمد صبرى ولوحة توفيق الحكيم، مرورا بسيف وانلى وصلاح طاهر والفنان الانطباعى صبرى راغب، والرسام الصحفى جمال كامل، وصولا للفنان الكبير جورج بهجورى ولوحته لأم كلثوم رفقة القصبجى و لوحته التى تمثل بورتريه صلاح جاهين، واتجاهه الكاريكاتيرى أو ما بعد التكعيبى فى التعبير عن الأيقونة. تلا ذلك استعراضا للفن الغرافيكى فى أعمال الفنان حلمى التوني، وأعمال سمير فؤاد نفسه المشغولة بهاجسى الزمن والحركة، ثم الواقعية الفوتوغرافية والاعتناء بالكتل فى أعمال إبراهيم الدسوقى، وصولا لفنان الفوتوغراف المصوّر الفوتوغرافى يوسف نبيل. واعتبر فؤاد فى ختام ندوته أن سمات الفن التشكيلى فى العالم العربى واحدة، رغم الخصوصية المحلية، إلا أنها متفقة فى العموم خصوصا فى ظل العولمة، وفى ظل وجود اتجاهات ثلاثة أساسية فى الوطن العربى متمثلة فى: محور داعم للتراث، ومحور داعم لمواكبة اللغة التشكيلية العالمية، وآخر يدعو للموازنة بين الاثنين.