فشل الاجتماع المشترك من لجان الشباب والدفاع والأمن القومى والشئون العربية فى التوصل إلى أسباب ما وقع من اعتداءات سافرة على المشجعين المصريين من قبل المشجعين الجزائريين على أرض السودان وسادت حالة من التوتر بين نواب الحزب الوطنى الذين هاجموا سياسة الحكومة واتحاد الكرة فى تنظيم هذه الرحلة. وتجددت الاشتباكات حينما ألقى د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية بالمسئولية على وسائل الإعلام المصرية الخاصة ووسائل الإعلام الجزائرى وهو ما استفز مشاعر النواب الذين أكدوا أن وزير الإعلام أنس الفقى هو المسئول الأول عما حدث رغم مطالبة النواب الذين كانوا قد تقدموا ببيانات عاجلة منذ الأربعاء الماضى بمناقشة الموضوع فى الجلسة وإلغاء جدول الأعمال والذى سينظر مشروع قانون بتعديل بعض أحكام الخدمة العسكرية.. إلا أن إصرار رؤساء اللجان المشتركة على مواصلة الحديث فى القاعة الفرعونية وهى إحدى القاعات المخصصة للاجتماعات البرلمانية دفع بالنواب إلى التشاحن ووصف بعض النواب مناقشة الموضوع داخل غرفة مغلقة بأنه تمويت للقضية. قال النائب المستقل مصطفى بكرى: إذا مرت هذه القضية دون اتخاذ موقف متشدد من الحكومة المصرية والبرلمان فإن ذلك سيكون تصريحاً باستباحة الدم المصرى فى كل مكان، وطالب النائب المستقل طلعت السادات الرئيس مبارك بإجراء ثورة تصحيح تحفظ لمصر كرامتها ولشعبها كبرياءه. ووضح استياء شهاب من الطريقة التى عبر بها النواب عن استيائهم مما حدث بالسودان من قبل المشجعين الجزائريين ودخل النائب الحسينى أبو قمر عضو الحزب الوطنى فى اشتباك ومشادة مع قيادات اللجان البرلمانية الثلاث. ووقف أمام باب القاعة الفرعونية موجهاً اتهامات لاتحاد كرة القدم بأنه وراء ما حدث للمصريين فى السودان وقال "إن اتحاد الكرة باع تذاكر المباراة الأولى بين مصر والجزائر والتى أقيمت على استاد القاهرة ب3 ملايين جنيه ووضعها فى جيبه، مشيراً إلى أن هذه الأموال كان يمكن أن تنظم أجدع سفرية إلى السودان. كما تسبب النائب محمد حسين المفصول من الحزب الوطنى فى غضب شهاب عندما علق على ما قاله الأخير بأن الحكومة بذلت قصارى جهدها فى تأمين عودة المصريين من السودان إلى مصر فرد النائب محمد حسين قائلاً أى جهد تتحدث عنه يا معالى الوزير بعد ما ضربنا الجزائريون على قفانا". ورد عليه شهاب قائلاً: اسمع يا سيدى، نحن لم نقصر ولكن حكومة الجزائر رفضت تقديم أى اعتذار رسمى لمصر بعد الرسائل التى وجهها إليها رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووزير الخارجية وقال شهاب "لابد أن نسأل أنفسنا عن من يحكم الجزائر وما الذى يدفعهم إلى العنف تجاه مصر والدول الأخرى" ورد عليه النواب "هو احنا جايين عشان ندرس.. احنا اتبهدلنا يا سيادة الوزير". وطالب د. جمال زهران بعزل السفيرين المصريين فى الجزائر والسودان وطلب تحميل وزارة الخارجية مسئولية إهدار كرامة المصريين فى الخارج وتدخل النائب سيد جوهر رئيس لجنة الشباب لحذف الاتهام الذى وجهه نائب الحزب الوطنى حيدر بغدادى للسودان بعد ما وصفهم "بالأرنب" فى هذه المواقف. كما طالب النائب الدكتور جمال الزينى برد حق المصريين الذين أهينوا فى السودان من قبل المشجعين الجزائريين، وقال "لم نأت لنسمع خطبا رنانة ويجب أن نرد على ساقطات الجزائر اللائى ملأن استاد القاهرة بتصرفات خادشة للحياء". ووسط محاولة رؤساء اللجنة البرلمانية المشتركة لإغلاق باب المناقشة قال النائب محمد شردى "إننى أشم رائحة لتمويت القضية وإننا لم نحضر الاجتماع لنبكى على أكتاف بعضنا" وشدد على ضرورة استمرار انعقاد اللجنة للتوصل إلى الحقيقة عما حدث بالسودان. كما طالب النواب من الحزب الوطنى والمستقلين بضرورة تشكيل لجنة تقصى حقائق على كافة المستويات لرد كرامة الشعب المصرى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لقطع العلاقات الفنية والرياضية مع الجزائر. وأكد شهاب أنه اتخذ قرارا بقطع العلاقات الرياضية مع الجزائر من كافة الألعاب فيما فجر النائب د. مجدى علام عضو الحزب الوطنى مفاجأة من العيار الثقيل مؤكداً أن الملف الجزائرى الذى قدم إلى الفيفا حول أحداث المباراتين أقوى من الملف المصرى وطالب باستدعاء المجلس القومى للرياضة لعرض الملف المصرى أمام البرلمان.