عقد منير فخرى عبد النور، وزير التجارة والصناعة والاستثمار، سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من المسئولين الروس، وممثلى الشركات والمؤسسات التمويلية الكبرى، وذلك قبيل مغادرته العاصمة الروسية موسكو قادماً إلى القاهرة، عقب زيارة ناجحة، تم خلالها التوقيع على بروتوكول تعاون بين البلدين، وكذا إعلان الاتفاق على استئناف المشاورات الخاصة ببدء مفاوضات إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوروأسيوى، الأمر الذى أبرزته وسائل الإعلام الروسية واعتبرته تقدماً ملحوظاً فى العلاقات المصرية الروسية المشتركة، والتى تشهد تقارباً بين مسئولى البلدين، بدءاً بزيارة وزيرى الدفاع والخارجية لموسكو الشهر الماضى، واستكمالا بزيارة وزير التجارة والصناعة، ونجاح اجتماعات اللجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادى والتجارى والعلمى والفنى. والتقى الوزير ب"ألكسندر نوفاك"، وزير الطاقة الروسى، وبحث معه أهمية تنمية التعاون المصرى الروسى المشترك فى مجالات الطاقة، سواء كانت الطاقة التقليدية أو الطاقة الجديدة والمتجددة، وأشار عبد النور إلى أن مصر لديها رغبة أكيدة للاستفادة من الخبرة الروسية فى تنويع مصادر الطاقة، مطالباً الجانب الروسى بدعم وتشجيع الشركات الروسية العاملة فى مجال النفط والطاقة للاستثمار فى السوق المصرية، والمشاركة فى المزايدات التى تعلن عنها الحكومة المصرية لتلبية احتياجات السوق المحلية من الطاقة، حيث إن الإنتاج الحالى لا يفى بالاحتياجات، لذلك فإن الحكومة تسعى جاهدة لزيادة الإنتاج من خلال ضخ استثمارات جديدة فى هذا القطاع، والتوسع فى أعمال التنقيب والاستكشاف فى المناطق ذات الاحتياطات المؤكدة. ولفت "عبد النور"، فى بيان له اليوم، إلى أن اللقاء تناول أيضاً رغبة مصر فى توسيع مجال التعاون المشترك مع الجانب الروسى فى مجال الطاقة، ليشمل الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية التى حبا الله بها مصر، سواء الشمس أو الرياح، وكذا للاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة فى هذا المجال، والتى بدأت منذ أكثر من 60 عاماً عند إطلاق القمر الصناعى الروسى فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى، وكان يعتمد جزئياً على الطاقة الشمسية، الأمر الذى يؤكد على القدرات والخبرات الهائلة لدى الشركات الروسية فى هذا المجال، مشيراً إلى أن الحكومة ستقدم كافة التسهيلات لجذب الشركات الأجنبية العاملة فى هذا المجال لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح، وكذا لإنتاج الألواح الشمسية، خاصة أن مصر تمتلك خامات نادرة من الرمال المستخدمة فى تصنيع هذه الألواح. أشار الوزير إلى أن مصر تمتلك فرصاً كبيرة فى قطاع البتروكيماويات، داعياً وزير الطاقة الروسى لزيارة مصر على رأس وفد من الشركات الروسية العاملة فى مجالات النفط والبتروكيماويات والطاقة، للتعرف على أرض الواقع على الفرص والإمكانات المتاحة. من جانبه أكد ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسى، أن مصر وروسيا لديهما علاقات وطيدة فى مجال الطاقة، وهناك تعاون قائم سواء من خلال وزارة الطاقة الروسية ونظيرتها المصرية أو من خلال الشركات الروسية المستثمرة فى مصر فى مجال النفط والطاقة، لافتاً إلى أن الشركات الروسية الكبرى التى التقاها وزير التجارة المصرى، خلال اليومين الماضيين، قد أعربت عن استعدادها، بل ورغبتها، فى الاستثمار فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، وأنها تقوم حالياً بدراسة المشروعات والفرص المتاحة لاتخاذ قرار الاستثمار . وقال إن وزارة الطاقة ستدعم وتشجع مشاركة الشركات الروسية فى المزايدات الحكومية المصرية، خاصة أن الشركات الروسية لديها خبرة كبيرة فى التعامل بالسوق المصرية. وأشار "نوفاك" إلى حرص الحكومة الروسية على تعزيز المشاركة الروسية فى السوق المصرية، والاستفادة من موقعها المتميز، حيث تعد بوابة ومحور ارتكاز مهم لدخول الشركات الروسية إلى الأسواق المجاورة، خاصة السوق الأفريقية، لافتاً إلى أنه سيتم دراسة كافة المشروعات والفرص المتاحة للاستثمار فى مصر سواء كانت فى مجال النفط أو الطاقة الشمسية أو الغاز المسال. كما وجه وزير الطاقة الروسى الدعوة لكل من وزراء الاستثمار والكهرباء والبترول المصريين للمشاركة فى حدثين مهمين ستستضيفهما موسكو، الأول هو المنتدى الدولى للطاقة والذى سيعقد فى الفترة من 15 – 16 مايو المقبل، والحدث الثانى هو المؤتمر العالمى للنفط، والذى سيعقد فى الفترة من 16 – 17 يونيو المقبل، مؤكداً أن مشاركة الوزراء المصريين فى هذين الحدثين فرصة كبيرة للتواصل مع مختلف الدول المشاركة من كافة أنحاء العالم. كما شملت لقاءات الوزير لقاء مع ممثلى صندوق الاستثمار المباشر الروسى "آر دى آى إف"، حيث بحث مع سيان جوديك، المدير التنفيذى وعضو مجلس إدارة الصندوق، سبل استفادة مصر من الاستثمارات الكبيرة التى يضخها الصندوق فى مشروعات خارج روسيا، حيث يعد هذا الصندوق من أكبر صناديق الاستثمار فى روسيا، والذى تشارك فيه الحكومة ب10 مليارات دولار، ويستهدف البحث عن الفرص الاستثمارية المتاحة داخل وخارج روسيا. وأشار الوزير، خلال الاجتماعات، إلى أن مصر تمتلك فرصاً كبيرة للاستثمار فى مختلف القطاعات، وكذا تمتلك العديد من المزايا الجاذبة للمستثمرين، أهمها السوق الكبيرة والتى تضم 90 مليون مستهلك مصرى، إلى جانب 700 مليون مستهلك فى أسواق الدول التى ترتبط مع مصر باتفاقات، إلى جانب الموقع الجغرافى المتميز وشبكة الاتفاقيات الموقعة مع العديد من التكتلات الاقتصادية، مثل الكوميسا والشراكة الأوروبية والاتفاقية العربية، مؤكداً أن كل هذه المزايا تجعل من مصر مقصداً مهما أمام الاستثمارات الأجنبية، ومن ثم فإن دخول مؤسسات تمويلية كبيرة مثل الصندوق الروسى فى مشروعات بالسوق المصرية يمثل فرصة كبيرة للطرفين. من جانبه أشار سيان جوديك، المدير التنفيذى لصندوق الاستثمار الروسى، إلى أن الصندوق حريص على دراسة كافة المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر لبحث إمكانية مساهمة الصندوق فى مشروعات تنموية داخل السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أنه قام بزيارة مصر مؤخراً للمشاركة فى أحد المؤتمرات، حيث التقى بعدد من رجال الأعمال المصريين، وتعرف على أهم الفرص والتحديات التى يشهدها الاقتصاد المصرى حالياً. ولفت إلى أن الصندوق حريص على تكثيف استثماراته فى مصر خلال المرحلة القادمة، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من المستثمرين الروس ينظرون إلى مصر الآن على أنها من أفضل المقاصد الجاذبة للاستثمار الأجنبى، موضحاً أن الصندوق يخصص 20 % من رأسماله الذى يصل إلى 10 مليار دولار للاستثمار خارج روسيا. كما عقد الوزير لقاءً مع الدكتور فلاديمير يفدشينكوف، رئيس مجلس إدارة مجموعة SISTEMA المالية القابضة – بمقر المجموعة، وذلك للمرة الثانية خلال زيارة الوزير لموسكو، حيث كان اللقاء الأول خلال مأدبة عشاء أقامها الدكتور محمد البدرى، سفير مصر بموسكو، حيث استعرض اللقاء عدداً من المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، خاصة فيما يتعلق بمجالات البحث والتنقيب عن النفط، وكذا فى مجال البتروكيماويات، حيث تعد المجموعة الروسية من كبريات الشركات الروسية المستثمرة فى مختلف أنحاء العالم. وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة SISTEMA المالية القابضة أن المجموعة ستدرس المشروعات التى استعرضها وزير الاستثمار المصرى لبحث جدواها الاقتصادية بالنسبة للمجموعة، مشيراً إلى حرص المجموعة على الاستثمار فى السوق المصرية، خاصة فى ظل اهتمام الحكومة المصرية بتشجيع الاستثمارات الأجنبية لدخول السوق المصرية وتوفير المناخ المناسب. وقال إن مصر لا تزال أحد المناطق الجاذبة للاستثمار، وأنه لا يرى أن ما شهدته مصر خلال العامين الماضيين قد أثر كثيراً على جاذبية السوق المصرية، مؤكدا أنه لا يشعر بأى خوف عند زيارته لمصر أو الاستثمار فيها. ورافق الوزير خلال لقاءاته بموسكو الدكتور محمد البدرى سفير مصر بروسيا، والدكتور حسن فهمى رئيس الهيئة العامة للاستثمار، والوزير مفوض تجارى محمد داوود رئيس جهاز التمثيل التجارى، والدكتور يحيى عيد رئيس المكتب التجارى المصرى بموسكو.