وقع الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع كتابه الأول "عولم خانة" الصادر حديثا عن دار حواديت، وذلك مساء أمس بمكتبة ديوان، بحضور عدد كبير من أصدقائه ممن جمعته بهم ذكريات فى بدايات عمله الصحفى. جاء على رأس الحضور الكاتب الصحفى المعروف حمدى عبد الرحيم الذى أثنى كثيرا على موضوع الكتاب، لافتا إلى أن أكثر ما شد انتباهه عندما شرع فى قراءة الكتاب هو إهداءه لأمه، متذكرا أحد المواقف التى جمعتهم عندما كانوا يسكنون مع بعض "أيام العزوبية" على حد وصفه، مشيرا إلى أنه فى ذات ليلة كان يعد فيها طعام العشاء وأصر على عمل "كبدة إسكندرانى"، وفجأة شعر بأن والدته تتألم وربما يتوفاها الله، وأصر على السفر لها فى ساعة متأخرة من الليل، وبالفعل عندما سافر لها وجدها تحتضر وتوفاها الله، لافتا إلى أنه استخدم هذا المشهد الواقعى فى أحد رواياته. وأضاف عبد الرحيم أن القصاص يمتلك قدرا عاليا من الشفافية، مؤكدا أنه يصدقه لأن الأمور عنده تكاد تكون محكومة بنظام صوفى فهو يرى بعين البصيرة وليس البصر، مشيرا إلى أنه كان الشخص الوحيد الذى دائما ما يؤكد له أن ما نراه خيالا علميا سوف يتحقق، فلا أحد كان يصدق أن مروحية دافنشى التى رسمها سوف تصبح فى يوما ما طائرة هليكوبتر، هكذا كان يفكر "القصاص" فى الأشياء من حوله. وأكد أن خير دليل على ذلك الصفحة التى كان يعدها فى صحيفة الدستور والتى كانت تحمل عنوان "مستقبليات" وكان يشاركه فى الإعداد لها الدكتور عماد أبو غازى، وبلال فضل، فكان يعمل فيها بحب ويختار لها العناوين المتميزة، مشيرا إلى أن كتابه "عولم خانة" لا يختلف كثيرا عن طريقة تفكيره فهو قام بسكب شىء من روحه وضحكاته فى موضوع صارم دون أن يستخف بأى معلومة. فيما قالت الكاتبة الصحفية حنان شومان، إنها ترى أن أكرم القصاص يعد من أهم الكتاب الساخرين ولكن مطحنة العمل اليومى بالصحافة، أخدته كثيرا من تأليف الكتب، لافتة إلى أنها طلبت منه من قبل عمل باب ساخر له بالجريدة اليومية التى نعمل بها، كما طلبت منه أيضا أن يقوم بجمع "تغريداته" بتويتر، واصفة إياه بالساخر الحكيم. وأوضحت أن أكثر ما يميز الكتاب كم المعلومات الموجودة به، لأن كثيرا من الكتب لا تقدم شيئا بعيدا عن الروايات، قائلة له "أنت ساخر عظيم وحاذر من الصحافة أن تأكل سخريتك داخل أروقة الجريدة". وقال الدكتور والكتاب الكبير عبد الحليم قنديل، إن هناك نوعين من الكتّاب منهم من يفتعل السخرية وآخرون يسيلون سخرية والقصاص من النوع الثانى، لافتا إلى أنه من المفارقات أن يتم حفل توقيع كتابه فى أكثر الأيام مسخرة فى مصر حسبما وصفه، بإصدار حكم بإعدام 500 مواطن، قائلا "لو أن أحد عتات تنظيم بيت المقدس لم يفعل ما فعله مثل هذا القاضى الذى أصدر الحكم". وقال الكاتب الصحفى جمال العاصى، إن القصاص من أكثر الشخصيات التى عرفها تغوص فى التفاصيل المصرية، كما أنه قارئ جيد للشخصية المصرية، مشيرا إلى أنه بقراءته الكتاب "عولم خانة" استوقفته الكثير من النقاط، والتى قرر أن يحولها لتحقيقات صحفية وربما تحقيقات استقصائية، لافتا إلى مشهد قرأه بعنوان "القانون لا يحمى المشاهدين" حيث قام بتعرية الإعلام الفضائى الذى دائما ما يقدم وجبة من الاكتئاب النفسى. وقال أشرف عبد الشافى، إنه عرف القصاص من 22 عاما ووجد كتابته مليئة بفكرة التسويق للأمل، متذكرا أحد مقالاته التى كانت فى جريدة العربى الناصرى بعنوان "يقين النمل" وكيف منحه هذا المقال أملا فى أنه سيصل إلى ما يريد فنحن ليس أقل من هذا الكائن الواهن "النملة" والتى تحمل على ظهرها ذرة سكر وترغب فى أن تصل بها لأبنائها لإطعامهم. وقال الكاتب أكرم القصاص، إنه طول الوقت كنا نتصور أننا نحن الفاعلين فى هذا العالم ولكن واقع الأمر نحن مفعول بنا، مشيرا إلى أن العالم كله يقوم على فكرة تسويق السلع، وهذا ما يفعله الإعلام بنا يقوم بخلق الحاجة لهذه السلعة قبل إنتاجها، مشيرا أن جورج بوش صدر للعالم كله أن الحرب على العراق مهمة للعالم كله فوجدنا إعلانات بالصحف الأمريكية تطلب جاسوس على خلق، موضحا أن الكتاب فيه نوع من رصد تطور الإعلام من بداية حرب الخليج عام 1990 وعدم وجود فضائيات سوى CNN وصولا إلى النصائح الكثيرة المتناقضة حول مثلا أن القهوة مفيدة للقلب والعكس وأيضا الشيكولاته، مشيرا إلى أنه بدأ فى كتابة الكتاب منذ عام 2000 وحتى 2008 ولكن بعد العراقيل حالت دون نشره إلى أن جاءت دار حواديت وقامت بنشره، متوجها بالشكر للرسام الذى قرأ الكتاب وقدم له رسوما أضافت له وهو أحمد خلف، وتوجه بشكر آخر لدار النشر وصاحبتها ماجدة إبراهيم وأسماء، لشجاعتهما على الموافقة بنشر الكتاب بهذا الاسم. وكان قد حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات العامة من بينهم المستشار أشرف العشماوى، والكاتب الكبير عبد الحليم قنديل، والكاتب جمال العاصى والدكتور محمود العلايلى، والكاتب عبد الله السناوى، والكاتب أشرف عبد الشافى، والفنان التشكيلى أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق.