سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر تكشف أسباب تراجع جمال حشمت عن تصريحاته وتؤكد: أهمها غضب قيادات التحالف.. وإثبات أنهم لا يبحثون عن التصالح.. وقيادى سلفى: الإخوان تصر على العناد.. والجبهة الوسطية: المصالحة فات موعدها
أثار تراجع الدكتور جمال حشمت، عن تصريحاته باستعداد جماعة الإخوان، تقديم تنازلات واتخاذ خطوات للخلف، استياء الإسلاميين الذين أكدوا أن جماعة الإخوان لا تريد المصالحة، وتسعى إلى التصعيد، فيما كشفت مصادر بالجماعة عن أسباب تراجع حشمت عن تصريحاته. وقالت المصادر فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن قيادات بالجماعة فوجئوا بتصريحات حشمت الأخيرة بإمكانية تقديم تنازلات، وهى التصريحات التى سببت زلزالا كبيرًا داخل تحالف دعم الإخوان داخل مصر، وبعض القيادات بالتحالف فى الخارج، فى الوقت الذى أكدت فيه المصادر، أن تصريحات حشمت لم تكن رأيًا شخصيًا، بينما كان مقترح من بعض قيادات الجماعة فى الخارج. وأضافت المصادر، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن قيادات الجماعة وجدت أن تصريحات حشمت سببت غضبًا جامعًا بين أنصار الجماعة, أنهم تخلوا عن أهدافهم، وقد يتسبب فى انسحاب عدد كبير من أنصارهم عنهم، وهو ما جعل قيادات بالجماعة تتراجع عن تلك التصريحات. فيما طالبت قيادات الجماعة داخل مصر حشمت بضرورة توضيح تصريحاته، وأنها لم تكن تتعلق بالتنازل عن عودة محمد مرسى، لما تسبب ذلك فى غضب قيادات التحالف، فى ظل غموض الخطوة التى ستتنازل عنها الجماعة، والتى لم يفصح عنها حشمت خلال تصريحاته, هو ما أحدث لبسًا بين قيادات التحالف. وأوضحت المصادر، أن تصريحات حشمت جعلت بعض قيادات التحالف تعتقد أن جماعة الإخوان تبحث عن إطلاق مبادرة منفردة دون عرضها على باقى الأحزاب المكونة للتحالف الداعم للإخوان، حيث طالبت قيادات التحالف جماعة الإخوان بعرض أى طرح ومقترح جديد عليها قبل إطلاقه فى وسائل الإعلام. فيما قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن تصريحات جمال حشمت القيادى الإخوانى نابعة من موقف فردى، حيث وجد أن موقف الجماعة والتنظيم خاطئ وأراد للجماعة الرجوع إلى العقل والمنطق، مشيرًا إلى أن من يدفعون للجماعة واتخذوا موقفًا معاديًا لمصر لا يعجبهم ولا يرضيهم ذلك فسرعان ما جعلوا التنظيم والإخوان يتراجعا عن مواقفها لأنهما لن يسمحا للجماعة بالتراجع. وأضاف فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن كل أنصار الجماعة سوف يتراجعون، لكن الجماعة فمطالبة بتسديد الفاتورة التى أنفقت عليهم. وأوضح أنه لازالت الفرصة سانحة للتراجع فى أى وقت، ولكن الإخوان أكثر من يعرف أن المصالحة فات موعدها، وأن الشعب المصرى لا يريد مصالحة، وإنما يريد من الجماعة أن تتمصر وتعود إلى الأجندة الوطنية. وفى الإطار ذاته، قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن ما حدث من الإخوان ومن معهم يدل على أنهم لا يرغبون فى إتمام المصالحة القائمة على حلول متوازنة ومنطقية، وجميع الخطوات السابقة محاولات للإملاء والثأر وكسر الطرف الآخر وليست محاولات للمصالحة. وأضاف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن المصالحة الحقيقية تسبقها وتواكبها إجراءات ملموسة وواضحة على الأرض تنهى كل صور التحريض والمظاهر العنيفة فى الشارع والجامعات، لكسب ثقة السلطة وتهيئة المناخ الطبيعى للجلوس للتفاوض. وأشار إلى أن المصالحة تشترط الوضوح وعدم المراوغة والمناورة، وأن يكون مجمعًا على الخطوة من الإخوان وجميع حلفائهم بجميع الشروط والمطالب والتنازلات وجميع المحاور المرتبطة بالملف، وأهمها الدماء والقصاص والتنازل عن مرسى رئيسًا والاعتراف بالمسار الحالى. وأوضح أن العائق أمام المصالحة هم الإخوان فهم يواجهون أكبر أزمة فى تاريخ التنظيم، بعد أن تلقى ضربات موجعة، وهم يأبون الاستسلام لهذا المصير ويسعون للتضحية بالمصلحة العامة فى سبيل استعادة قوة التنظيم، وإعادة القيادات والعودة من جديد للمشهد بالشكل الذى كانوا عليه بعد 25 يناير أو على الأقل كما كانوا فى عهد مبارك. وبدوره قال الشيخ سامح عبد الحميد، القيادى بالدعوة السلفية، إن تراجع جمال حشمت عن تصريحاته له دلالات خطيرة، ويُفصح عن حالة التخبط والتشتت الذى تعيشه الجماعة، مشيرًا إلى أن تراجعه يوضح مدى التفكك المؤسسى وتداخل المخططات وفوضى التصريحات ثم سحبها والاعتذار عنها، وعدم وضوع الرؤية وعدم السير على خطة ذات أهداف محددة. وأضاف فى تصريح خاص ل"اليوم السابع" أن تراجع حشمت سبب فى خيبة أمل وعودة للوراء، لإصرارهم على العناد ووأد محاولات حل الأزمة، والقضاء على صوت العقل والحكمة، ويوضح تفضيلهم لخيار المواجهة والصدام وسياسة العنف والتخريب ودفع الشباب لمزيد من التهور والكراهية. وتابع: كان الأولى بهم أن يشجعوا العقلاء على طرح مبادرات للمصالحة، لإنقاذ الجماعة وإنقاذ الوطن والالتفات للبناء ونبذ العنف.