سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مفيد شهاب" يتسلم وسام الجمهورية في ذكري رفع العلم المصري علي أرض "طابا" .. خاض مع هيئة الدفاع سبع سنوات من "النضال" الدبلوماسي و القانوني لاسترداد الشبر الأخير من أرض سيناء
تتجلي "قضية العصر" كما أطلق عليها المؤرخ الراحل يونان لبيب رزق، في ذكري استعادة "طابا" للوطن ورفع العلم المصري علي أراضيها ، لأنها شكلت جزءًا رائعًا من التصميم والإرادة المصرية، وتم التوقيع عليها في سبتمبر 1986 خاصة العلامة 91، لأن اتفاقية الهدنة المصرية - الإسرائيلية الموقعة في رودس في فبراير 1949 تنص على أن خط الهدنة لا ينبغي أن ينتهك الحدود الدولية، وأيضا اتفاقية الهدنة بين الأردن وإسرائيل أثبتت أن طابا أرض مصرية. وكان الدكتور مفيد شهاب من أبرز أعضاء اللجنة القومية وهيئة الدفاع المصرية عن طابا خلال فترة التفاوض وإعداد المستندات والوثائق وأثناء المرافعة أمام هيئة التحكيم ، في عراك قانوني و دبلوماسي شرس ، لاستعادة أراضي الوطن إلي أحضانه ، الأمر الذي وصفه خبراء حينها بأنه "معقد قانونياً" لصعوبته ، لكن جهود الهيئة كانت علي عكس توقعاتهم. وفي يوم 25 إبريل1982 تم تحرير كل شبر من سيناء، فيما عدا الشبر الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، وقد استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف، وانتهت باسترداد الشبر الأخير من أرض سيناء لتكتمل مسيرة نضال شعب دامت خمسة عشر عاما. الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية والشؤون القانونية، و واحد من أهم أساتذة القانون الدولي العام في مصر والعالم، تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1956 وحصل على الدكتوراه من فرنسا عام 1963 وعمل بالتدريس في جامعة القاهرة وشغل عدة مناصب استشارية في الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الدولية، وكان من أهم قادة الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب منذ منتصف الستينيات حتى تولي رئاسة منظمة الشباب عام 1968، وهو رئيس جمعية القانون الدولي والأممالمتحدة في مصر منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي. و استكمالا لتاريخ "قضية العصر" ، فإن خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا، وعرضت مصر موقفها بوضوح، وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية والتي تنص على: أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات. وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم. وقد كان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم، بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوفيق ، وفي 13 / 1 / 1986 أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى" مشارطة تحكيم " وقعت في 11 سبتمبر 1986. وهي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف. وفي 30 سبتمبر 1988 أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، فقد حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية ، وفي 19 مارس رفع المصريون علم مصر على طابا المصرية. و تقديراً لجهود الهيئة ، أصدر المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، قرارًا اليوم الخميس ، بمنح الأوسمة والأنواط المدنية، أعضاء الوفد المصرى فى قضية تحكيم طابا تقديرا لدورهم، فى المواجهة القانونية الطويلة، التى توجت باستعادة الوطن لطابا ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989. حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى كل من اسم المرحوم المستشار محمد فتحى نجيب، الدكتور نبيل محمد عبد الله العربى، المستشار محمد أمين العباسى المهدى واسم المرحوم السفير أحمد ماهر محمود السيد، والدكتور مفيد محمود محمود شهاب. فيما حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى كل من السفير مهاب مقبل مصطفى مقبل والسفير أحمد أمين أحمد فتح الله والسفير وجيه سعيد مصطفى حنفى والسفير محمود أحمد سمير سامى. بالإضافة إلى حصول كل من اللواء أ.ح متقاعد أحمد خيرى عبد الرحمن حسن الشماع، اسم المرحوم اللواء مهندس محمد كامل عبد الناصر الشناوى، اسم المرحوم الدكتور أحمد صادق القشيرى، الدكتور جورج ميشيل جورج أبى صعب، اسم المرحوم الدكتور صلاح الدين محمود فوزى عامر، اسم المرحوم الدكتور يونان لبيب رزق، السيد الوزير المفوض محمد محمود السيد جمعة، واسم المرحوم الدكتور سميح أحمد فؤاد صادق، على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية. ونشرت الأسماء، ونص قرار رئيس الجمهورية عبر الجريدة الرسمية. فيما يري خبراء ضرورة أن يكون ل "شهاب" وهيئة التحكيم ، دور رئيسي في قضية سد النهضة والخلاف المعقد مع دولة إثيوبيا ، متوقعين أن تكون لخبرتهم في إدارة الأزمات الدولية ، وخوض معارك دبلوماسية وقانونية ، سبب كبير في احتمالية نجاح مفاوضاتهم ، لافتين أن لنجاحهم في قضية "طابا" مثال واضح. موضوعات متعلقة : قرار جمهورى بمنح مفيد شهاب ووفد"تحكيم طابا"الأوسمة والأنواط المدنية