تعرض أهالى 4 قرى بمركز البدارى لمأساة حقيقية، بعد أن فاجأتهم السيول مساء أمس الأحد، وانهالت على القرى والعزب التابعة لها، والبالغ عددها 15 عزبة، ونتج عنها غرق نحو 35 ألف فدان من زراعات القمح والموالح، وتشريد مئات الأسر بسبب انهيار منازلهم واقتحام المياه لمنازل أخرى، بعد أن دمرت السيول السدود التى قامت بعملها القوات المسلحة بمزرعة وادى الشيح التابعة لها. وأوضح الأهالى أن الأمطار الغزيرة بدأت فى التساقط على القرية وزادت الأمطار فى الفترة المسائية، حيث تسببت فى انهيار السدود التى أنشأتها القوات المسلحة بمزرعة وادى الشيح شرق القرية، والذى تسبب فى مهاجمة السيول للمنازل وغرق المواشى. ومن جانبه قال أحمد علام، أحد المتضررين: "المياه اقتحمت علينا المنزل، كما حضر العاملون بمجلس المدينة، فور وقوع السيل لكن إمكانياتهم ضعيفة لم تتمكن من إنقاذنا، حيث جاءوا باللوادر التى تقوم برفع القمامة وظلت أكثر من ساعتين فى قطع الأسفت، وكانت وقتها المنازل غرقت فى بحر السيول ولم نستطع إخراج أى شىء من داخل المنازل، وخسرنا كل ما نملك". وبدوره أشار مؤمن عبد الرازق أمير، أحد المتضررين بعزبة سالم التابعة لقرية العتمانية، إلى أن السيول اجتاحت المنازل بشكل غير طبيعى، ولم يستطيعوا إنقاذ شىء، خاصة أن كل همهم كان إخراج الأطفال من المنزل خوفا عليهم من الغرق. فيما لفت ناجح سعد إبراهيم، نائب رئيس مركز ومدينة البدارى، أن السيول كان تحتجزها مخرات السيول والسدود التى أنشأتها القوات المسلحة بمنطقة وادى الشيخ، وعندما ارتفع معدل المياه خلف السدود تسببت فى انهيارها واقتحمت المياه قرى العتمانية والعقال البحرى وتوابعهم، والتى تشمل 15 عزبة. وأضاف "قمنا بعدها بقطع الطرق حتى لا تتراكم المياه فى المنازل، لكن المياه كانت أكبر من طاقتنا فى مجلس المدينة وأمدتنا المحافظة بمعدات الإنقاذ السريع، وحضر فور وقع السيل اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط، والمهندس مجدى سليم سكرتير عام المحافظة، والمهندس فكرى ثابت سكرتير عام المساعد، وجمال آدم مستشار المحافظ، لكن كانت السيول أكبر من المتوقع". وتابع: "حضر اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، منتصف الليل وجلس على الكوبرى غرب القرية، وقامت اللوادر التابعة للمحافظة بقطع الطرق لمرور المياه وتصريفها فى ترعة الفاروقى وأخرى تصرف فى نهر النيل". ومن جانبه أوضح عبد الفتاح أبو شامة، وكيل مديرية التربية والتعليم بأسيوط، أن السيول تسببت فى تعطلت المدارس ب99 مدرسة بمركز البدارى، لافتا إلى أن عدد الطلاب بالمدارس المتعطلة 28534 طالبا وطالبة، و3 مدارس ثانوى عام، و2 ثانوى فنى، و19 مدرسة إعدادى، و34 مدرسة ابتدائى، و17 مدرسة رياض أطفال، و8 مدارس تنمية مجتمع و6 مدارس صديقة الفتيات و10 مدارس فصل واحد. ومن جهته أكد اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، أنه سيتم صرف تعويضات مناسبة للأهالى المضارين جراء السيول التى سقطت على منازلهم وأراضيهم بقرى العتمانية والنواورة وعزبة قاسم ووادى الشيح، التابعين لمركز البدارى بالمحافظة. وكان محافظ أسيوط قد انتقل مساء أمس وعدد من القيادات التنفيذية إلى قرى البدارى التى أصيبت بأضرار بسبب سوء الأحوال الجوية وسقوط السيول للاطمئنان على الأهالى، والتأكد من عدم وجود خسائر بشرية والوقوف على آخر تطورات الموقف هناك. واستمر تواجد المحافظ بالمنطقة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فيما أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، من خلال متابعته المستمرة تليفونيا مع المحافظ، تقديم كل الدعم للمحافظة والأهالى المضارين جراء السيول بأسيوط، وهو ما نقله المحافظ للأهالى، الذين شعروا بارتياح شديد لتواجد المحافظ والمسئولين التنفيذيين وسطهم. وقرر المحافظ تشكيل لجنة من المعنيين لحصر الخسائر والأضرار التى لحقت بالمنازل والأراضى الزراعية ودراسة قيمة التعويضات التى سيتم صرفها للأهالى، كما قرر منح طلاب المدارس فى القرى المتضررة إجازة لمدة يومين، حتى يتم الانتهاء من رفع المخلفات التى أحدثتها السيول فى المدارس والطرق المؤدية إليها. وكانت مدينة أسيوط قد شهدت تواجدا مكثفا لسيارات الكسح المميز والإنقاذ السريع لشفط مياه الأمطار التى تراكمت عند منازل الكبارى وفى الشوارع والطرق المختلفة لتمهيدها للمارة.