سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكينة فؤاد مستشارة الرئيس لشئون المرأة: الإخوان فشلوا فى فرض أنفسهم بالدم.. ونواجه حربا تحتاج قائداً شعبيا.. و"محلب" خلق إدارة تمتلك الإرادة الوطنية.. وأناشد شباب مصر أن يتوقفوا عن تهديد الوطن
اعتبرت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة، أن دعوات تحقيق مصالحة مع الإخوان جزء من إستراتيجيات المناورة التى تستخدمها الجماعة، بعد أن فشلت محاولات فرض أنفسهم بالدم، والاعتصامات المسلحة والقتل، وتحويل الجامعات لساحة حرب، وهم يرون أنها ربما تحقق ما لم تحققه مناورات الدم والحرب. وأضافت سكينة فؤاد فى حوارها مع صحيفة "العرب اللندنية" اليوم الجمعة، أن المصريين أقاموا مع الإخوان أكبر مصالحة عندما قبلوا بهم كجزء فى الجماعة الوطنية، وصعدوا بهم إلى الحكم وتناسوا تاريخهم الدامى مثل قتل الخازندار والنقراشى ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 وغيرهما، قائلة: "نعم أعطينا ظهرنا لكل هذا، وقبلنا دخولهم المنافسة على حكم مصر، ومددنا لهم الأيادى، لكن نعرف ماذا حدث بعد ذلك؟". وتابعت: "لقد هددوا أمن مصر وانكشفت مؤامراتهم، وتأكد الجميع أنهم لا يعرفون شيئا اسمه الوطن، ولذلك نحن نريد من خلال المحاكمات التى تجرى الآن أن نعرف قضايا التخابر ومحاولات بيع البلاد، وكلى ثقة أن خبراء الأمن المصرى الذين يقدمون وثائق وشهادات بالغة الخطورة حول التخابر لا يكذبون". وتساءلت مستشارة الرئيس: "نتصالح مع من؟ مع من يتاجرون بالدماء، ويسعون إلى تحويل البلاد إلى بركة من الدماء، من يصلون لله شكرا عندما يموت مصريون فى الانفجارات، كيف نعطيهم الأمان؟ من أين جاءوا بكل هذه الكراهية؟ إذا كان لهم حق فليدافعوا عنه بالطرق المشروعة، وليس بأن يستعينوا بقوى أجنبية لتحتل الوطن وتعيد لهم ما يعتقدون أنه حقهم". واستطردت: "من يعطى الحقوق هو الشعب وليست القوى الخارجية، هؤلاء هم من حولوا حدود مصر إلى أنفاق يتسلل منها السلاح والإرهابيون، لتهديد أمن الوطن، نحن الآن نؤسس لدولة قانون، ولا نتعامل مع من خرجوا عليه ومن هددوا الأمن القومى المصرى، ولكن نحاكمهم بالقانون". وعن محاولات الإخوان خلق حالة من العداء بين الجيش والشعب، قالت فؤاد: "الجيش طوال عمره من النسيج الوطنى للأمة المصرية، دلنى على بيت من أبناء مصر لا يضم أحدا فى الجيش، أتكلم هنا عن لحمة مصرية ونسيج وطنى، هذا جزء من مخطط أرجو الأمناء من أبناء مصر أن يحذروه". ووجهت مستشارة الرئيس رسالة إلى الشباب المصرى: "اختلفوا كما شئتم وحقكم فى الخلاف قائم، ولكن انتبهوا نحن فى لحظة حرجة، تستوجب وحدة الصف لمواجهة المخطط الأمريكى الصهيونى الذى يستخدم الجماعات الإرهابية، مصر بشعبها وجيشها وشرطتها وثوارها أدعوهم من قلبى، مهما اختلفتم فى الرأى، إلى الوقوف فى وجه ما يهدد وطنهم"، مضيفة: "أنادى شباب مصر الأمناء على الوطن، الخلاف فى وجهات النظر لا يمكن أن يصل إلى الخلاف على أمن وطن وحمايته، لنؤجل أية فرقة، لإسقاط مخططات ضرب البلاد وحمايتها من السقوط". وشددت مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة، على أن مصر تواجه حربا وتحتاج إلى حكومة قوية وقائد يستطيع أن يكون على قدر كبير من الثقة والاطمئنان لدى المصريين، مما يجعله قادراً على اتخاذ القرارات الصعبة التى لابد من اتخاذها. وقالت سكينة فؤاد: "إن هذا البلد على قدر غناه بالثروات، فقد زرع فى داخله كثيرا من عناصر التمزيق، وسقوطه هو الجائزة الكبرى فى المخطط الذى يهدف لصناعة المحيط الآمن حول إسرائيل، ويتحول العرب إلى لاجئين، وتابعت: "أذكر هنا أنه كان مطلوبا من مصر أن تذهب للمأساة التى تعيشها سوريا". وحول أسباب استدعاء قطاعات كبيرة من الشعب المصرى للمشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والضغط عليه من أجل الترشح للرئاسة، قالت: "نحن نتكلم عن شعب له حضارة عمرها 7 آلاف عام، وهذه ليست جملة نتدشق بها، ولكنها تعبر عن تراكم وعى وثقافة وإيمان وحس إنسانى بالغ الصدق". وأضافت سكينة فؤاد: "على قدر ما قاسى وصبر وعاش هذا الشعب العجيب المدهش فى ظروف بالغة الصعوبة تحت حكم أنظمة انتهكت آدميته وسرقت ثرواته، خرج ليسقط نظامين فى 3 سنوات، فهذا الشعب لا يمنح الثقة والاطمئنان والتقدير بلا أوجه استحقاق حقيقية، ولكن فطرته المثقفة ونبضه وحسه الوطنى تجعله على درجة عالية من القدرة على الفرز، وهو لا يعطى الثقة ويسحبها اعتباطا، وإذا كان السيسى قد حصل على هذه الثقة فهى موزونة بقيمة وعمق الحضارة والتاريخ ومكافحة ومكابدة المصريين". وبالحديث عن الحكومة الجديدة، رأت مستشارة الرئيس أن التحديات التى تواجه حكومة المهندس إبراهيم محلب كبيرة، لأن موروث مصر عبر الأنظمة الفاسدة السابقة كبير، فمصر دولة ليست هينة، والتحدى الذى يواجه حكومة محلب هو خلق إدارة تمتلك الإرادة الوطنية لحسن استثمار هذه الثروات للاستفادة منها وجعل بوصلة الاستثمار تجاه الجموع الأكثر احتياجا الذين أقصوا كثيرا، وحرموا كثيرا. وطالبت الحكومة بالاعتماد على الخبرات العلمية المتخصصة، والشفافية فى اختيار القيادات، قائلة: "إن مصارحة المصريين بعد ثورتهم العبقرية فريضة حتى يكونوا شركاء فى المعرفة وفهم خطط الحكومة ومشروعاتها، وما هو المدى الزمنى لتحقيقها، ثم لنتذكر أن الدستور ربط المسئولية بالمحاسبة ابتداء من رئيس الجمهورية". وأشارت إلى أن نقطة ارتكاز النجاح هى الاهتمام بالأقاليم المصرية المهمشة، والحكم المحلى واختيار محافظين يؤمنون بالعمل ويحترمون المواطن، ويدرسون ثروات ومكونات محافظاتهم، وآن الآن لتشارك الرأسمالية الوطنية المصرية فى حمل آلام الوطن والمساعدة فى مداواته. ووجهت سكينة فؤاد التحية لدول الإمارات والسعودية والكويت على دعمها للشعب المصرى وثورته الشعبية فى 30 يونيو، ووقوفها إلى جانب المصريين ضد مخططات كسرها، قائلة: "بعد طول شتات وتمزق التأم شمل العرب، على عكس ما كانت تريد القوى الاستعمارية".