سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية من تنزانيا: النيل ينبغى أن يظل مصدرا للتعاون والرفاهية لدول الحوض ومن الخطأ أن يصبح مصدرا للصراع.. و برنارد ميمبى: غياب مصر عن الاتحاد الأفريقى خطأ ويضعف من فعاليته ونريدها أن تعود بسرعة
استهل وزير الخارجية نبيل فهمى، زيارته الحالية لتزانيا فى إطار جولته الأفريقية الخامسة بعقد جلسة مباحثات رسمية مع وزير خارجية تنزانيا برنارد ميمبى، بحضور الوفدين المصرى والتنزانى، وذلك اليوم الجمعة. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن جلسة المباحثات الرسمية بين مصر وتنزانيا قد تناولت سبل تطوير وتعميق العلاقات الثنائية بينهما فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية بما يحقق مصالح ورفاهية شعبيهما.. كما تناولت المباحثات الأوضاع الإقليمية فى القارة الأفريقية وداخل الاتحاد الأفريقى فضلا عن قضية مياه النيل وتطوير التعاون بين دول حوض النيل. وأضاف المتحدث أن وزير خارجية تنزانيا رحب فى بداية المباحثات بالوزير فهمى والوفد المرافق فى بلده الثانى تنزانيا، منوها بدور مصر التاريخى والريادى فى دعم حركات التحرر الوطنى ومحاربة الاستعمار، ودعم جهود التنمية فى القارة الأفريقية، مؤكدا أن بلاده لا يمكن أن تنسى دعم مصر لتنزانيا فى الحصول على استقلالها.. وشدد الوزير ميمبى على علاقة الصداقة والأخوة التى تربط بلاده مصر، خاصة مع وجود نهر النيل الذى يمثل شريان الحياة والتعاون بين البلدين. وذكر المتحدث أن الوزير التنزانى أكد أن بلاده لن تدخر وسعا من خلال عضويتها الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقى للعمل على إعادة مصر إلى مكانها ودورها الطبيعى داخل الاتحاد الأفريقى باعتبارها أحد الآباء المؤسسين له، ومن ثم ينبغى تصحيح الخطأ الحالى، مؤكدا أن غياب مصر عن الاتحاد الأفريقى يحد ويضعف من فعالية الاتحاد الأفريقى ويجعله يخسر طرفا إقليميا رئيسيا فاعلا بحجم مصر التى يتعين أن تعود بسرعة للعائلة الأفريقية التى كان لها دور رئيسى فى بنائها. وأضاف الوزير التنزانى أن بلاده من واقع عضويتها فى مجلس السلم والأمن الأفريقى ستبذل كل الجهد لضمان سرعة عودة مصر للمشاركة فى أنشطة الاتحاد الأفريقى. وقال المتحدث إن الوزير نبيل فهمى قدم الشكر لنظيره على حفاوة الاستقبال، وعلى موقف بلاده الداعم لمصر ولشعبه، مؤكدا أن الحكومة المصرية الحالية تضع مسألة تطوير وتعميق علاقاتها الاقتصادية والتجارية والسياسية مع الأشقاء فى أفريقيا على رأس أولوياتها باعتبار أن مصر تفخر بجذورها الأفريقية، منوها بأهمية الاستفادة من الفرص المتاحة بما يحقق المصالح المشتركة للشعوب الأفريقية.. وذكر الوزير فهمى أن هذه هى الجولة الخامسة له فى أفريقيا منذ توليه مهام منصبه ويليها جولات أخرى له ولعدد من كبار المسئولين المصريين فى أفريقيا فى إطار تطوير العلاقات معها. وأشار فهمى إلى أن مصر من خلال المشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص ستعمل على دفع علاقات التعاون الثنائى مع تنزانيا فى كافة القطاعات ذات الأولوية بما فى ذلك البنية التحتية والاتصالات والنقل والزراعة والطاقة وغيرها، منوها بأن وفداً من القطاع الخاص المصرى يقوم حاليا بزيارة تنزانيا لهذا الغرض. من جانبه، قدم الوزير التنزانى الشكر على زيارة وفد القطاع الخاص المصرى للتعرف على فرص الاستثمار فى بلاده، فضلا عن المساعدات التى تقدمها مصر لبلاده من خلال الصندوق المصرى المعونة الفنية لأفريقيا خاصة فى مجالات التدريب بمختلف القطاعات وحفر وتطهير الآبار الجوفية. وأوضح المتحدث أن الوفدين تناولا خلال المباحثات مسألة مياه النيل فى إطار مبادرة حوض النيل، حيث شدد الوزير فهمى على أن نهر النيل يتعين أن يظل مثلما كان مصدرا للتعاون والرفاهية لشعوب دول حوض النيل، وأنه سيكون من الخطأ الشديد أن يصبح مصدرا للصراع والتوتر، منوها بأن مصر تتوقع من أشقائها بدول حوض النيل أن تدرك الأهمية البالغة لمياه النيل بالنسبة لها باعتبار أنها تعتمد عليه للحصول على أكثر من 95 بالمائة من احتياجاتها السنوية من المياه مما يجعل نهر النيل شريان الحياة الوحيد لمصر بخلاف باقى دول الحوض.. وأضاف فهمى أن هناك احتياجات متزايدة لمصر من المياه مثلما هناك احتياجات متزايدة لباقى دول حوض النيل من الكهرباء والتنمية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون المشترك دون الإضرار بمصالح مصر. وعقب الوزير التنزانى بالتأكيد على تفهم بلاده لأهمية نهر النيل البالغة بالنسبة لمصر لاعتمادها الكامل عليه فى تلبية احتياجاتها وعدم وجود مصادر أخرى، مؤكدا أن هناك مجالا كبيرا للتعاون والحوار بين دول حوض النيل لحل الخلافات القائمة وأن بلاده لن تألوا جهدا من خلال توظيف علاقاتها بدول الحوض فى تحقيق ذلك حتى يظل نهر النيل مصدرا للرفاه والتعاون بين دول حوضه.