طالبت صحيفة "ذى فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الخميس الدول الغربية بالتحرك بحزم وفرض حزمة من العقوبات القاسية على أوكرانيا، لإنهاء الأزمة السياسية وحالة العنف المتصاعدة فى هذه الدولة. وأوضحت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - أن الدول الغربية تابعت بترقب وقلق الأحداث الجارية فى أوكرانيا على مدى الشهرين الماضيين، على أمل أن تتراجع هذه الدولة عن حافة الهاوية، لكن هذه الآمال تلقت أمس الأول الثلاثاء ضربة قاسية فى شوارع كييف حيث وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية الأوكرانية والمتظاهرين من المعارضة، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 240 جريحا. وأضافت الصحيفة البريطانية أنه فى ظل اندلاع العنف فى كل مكان، هناك مخاوف من أن تتجه أوكرانيا، الواقعة بين أوروبا الغربية والشرقية، نحو الانزلاق فى حرب أهلية خطيرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح من المسئول عن هذه الاشتباكات الوحشية فى العاصمة كييف التى ارتكبت فيها حالات العنف خلال الأسابيع الأخيرة ليس فقط من قبل قوات الأمن الموالية للرئيس فيكتور يانوكوفيتش، ولكن أيضا من قبل المعارضين الساخطين الذين ضاقوا ذرعا بحكومتهم الفاسدة ويريدون تنحى الرئيس.. ولكن أيا كان السبب، هناك ما يدعو إلى الانزعاج من هذا التحول المفاجئ فى الأحداث. وتابعت الصحيفة أن أوكرانيا انفصلت سلميا عن الاتحاد السوفيتى فى عام 1991، وانتقلت بسلاسة إلى النظام المستقل، وفى كل أزمة منذ ذلك الحين وأبرزها الثورة البرتقالية عام 2004 كان يتم حلها دون إراقة دماء، لكن فى هذه المرة، تتعرض الدولة لمخاطر أن تتحول إلى برميل بارود فى قلب القارة. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكرانى يانوكوفيتش - الذى وصل إلى السلطة نتيجة انتخابات عادلة فى عام 2010 - ارتكب أخطاء قوضت شرعيته، ومنها عدم توقيعه اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى وتفضيله التقارب الاقتصادى مع روسيا. يذكر أن أوكرانيا تشهد أعنف اضطرابات منذ بدء الاحتجاجات فى شهر نوفمبر الماضى، اعتراضا على قرار الحكومة تعليق التوقيع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبى، فيما أسفرت الاشتباكات الأخيرة بوسط العاصمة كييف عن مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة المئات.