أكد الدكتور اﻷحمدى أبو النور، عضو هيئة كبار علماء اﻷزهر الشريف، ووزير اﻷوقاف اﻷسبق، أن الحياة الطيبة هى الحياة الصالحة لخلافة الإنسان فى الأرض، حيث إن رسالة الإنسان هى تعمير الكون والتنمية الشاملة والنهضة. وأضاف أبو النور، من أعلى منبر الجامع اﻷزهر فى خطبة بعنوان العمل واﻷمل، مؤكداً أن العمل فى الإسلام هو إنجاز قائم على العلم، مضيفاً أن الصحابة كانوا يفقهون القدر القليل من العلم ثم يعملون به ثم يعلمونه غيرهم، وبهذا انتشر الإسلام قبل الإذاعات الغربية، وذلك لأن الأمة أمة ربانية. وأشار أبو النور إلى أن العبرة فى العلم بالفهم وليس بالحفظ، مضيفا أن العالم يكون سفيرا لقومه فى الخارج، مشيراً إلى أنه لا حد للعلم والعمل النافع للنفس والغير، مؤكداً أن العلم أساس العمل الصالح، مشدداً على أن العلم ﻻ يؤخذ إﻻ من متخصص خبير، وأن ﻻ نأخذ الفتوى إﻻ من أهل الفتوى، قال الله عنها "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ﻻ تعلمون"، مطالباً الجميع بأن يكونوا على بصيرة، وهى تعنى أن يكون الشخص على ثقافة دينية يميز بها الفتاوى إذا كانت من متخصص أو من عدمه. وأوضح أبو النور أن الصحابة كانوا يسألون عن الشىء وعن الفتوى ليس عن جهالة، ولكن للتذكر والتثبت، مضيفاً أن البعض يتوهم أن العمل هو الصلاة والصيام، لكن العمل فى الإسلام هو فى كل منصب إنسانى فى الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها، شرط أن يعود على البشرية بالنفع، وهو مثاب عليه عند الله حتى فى نفقته على أهله. وقال أبو النور، كل عمل تبتغى به وجه الله تؤجر عليه من الله حتى المعركة الحربية، حيث إن العامل فى المصانع الحربية وما نعمله الآن من السيارات المدرعة وما يقى الجنود هو من العمل لتكون كلمة الله هى العليا ويكون الأمن بعد الخوف. وأضاف أبو النور، أن أهم شىء فى العمل أن تعبد الله كأنك تراه، وأن تتقرب إليه بالعمل، وأن يحقق الناس المحبة فيما بيننا، كالمهاجرين والأنصار الذين أثروا على أنفسهم فحقق الله لهم النصر. وأشار أبو النور إلى أن المواطن نادر رامز بقرية سلام بمنفلوط وهو مسيحى تبرع بقطعة أرض للمسلمين لإقامة مسجد عليها لمعاناة المسلمين فى الوصول إلى المسجد، وذلك برغم حرق الإرهابيين للكنائس مع تشجيع أسرته له محييا الكنائس وقيادتها معتبرا ذلك تعبيرا عن المحبة والوطنية.