قال مبعوث الصين الخاص لأفريقيا، إن جهود بلاده للمساعدة فى حل الصراع بجنوب السودان تمثل "فصلا جديدا" فى سياسة بكين الخارجية التى تسعى لتعزيز المشاركة فى أمن القارة. وأضاف تشونغ لرويترز فى مقابلة بمبنى وزارة الخارجية فى بكين أمس الاثنين "يجب أن تشارك الصين أكثر فى حلول السلام والأمن لأى صراع هناك، وتعتبر الصين أكبر مستثمر فى صناعة النفط فى جنوب السودان، ويقول خبراء إن دبلوماسية بكين المتحفظة عادة ستضطر إلى مواكبة المصالح التجارية المتنامية فى مختلف أنحاء أفريقيا". وانضم تشونغ جيان هوا مبعوث الصين الخاص لأفريقيا لمحادثات السلام التى جرت الشهر الماضى، وأدت إلى وقف هش لإطلاق النار بين حكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير والمتمردين الموالين لريك مشار نائب الرئيس المقال، وقال تشونغ صاحب الخبرة العميقة بجنوب السودان، إن الصراع يمثل الأولوية الأكثر إلحاحا بالنسبة له حاليا كمبعوث الصين فى أفريقيا. وقال الدبلوماسى المخضرم البالغ من العمر 63 عاما بلغة إنجليزية متقنة "هذا هو التحدى بالنسبة للصين. هذا أمر جديد علينا هذا فصل جديد للشئون الخارجية الصينية". وأشار تشونغ إلى أن دبلوماسيين صينيين من سفارتى إثيوبيا وجوبا عاصمة جنوب السودان انضموا إلى محاولات مبكرة لمراقبة وقف إطلاق النار فى خطوة رأى دبلوماسيون غربيون أنها محل ترحيب وغير متوقعة. وأضاف الدبلوماسى الصينى "وعدنا بالانضمام إلى كل جهود مراقبة وقف إطلاق النار وآلياتها"، وقتل آلاف الأشخاص وفر ما يربو على نصف مليون شخص من ديارهم منذ منتصف ديسمبر كانون الأول فى أسوأ أعمال عنف تشهدها الدولة الوليدة منذ استقلالها عن السودان فى 2011. وأوضح تشونغ أن الحاجة إلى توسيع بصمة السياسة الخارجية للصين وحماية مصالحها تدفعان إلى وجود الصين بصورة أكبر فى جنوب السودان، وأشار إلى أن بلاده لن تغفل مصالح جنوب السودان من أجل مصالحها الخاصة. وقال دبلوماسى غربى يتابع علاقات الصين مع أفريقيا ويستقر فى بكين "هذه هى المرة الأولى التى تكون فيها الصين سباقة فى معالجة أزمات خارجية. من الواضح أن الصين يقودها دافع واحد هنا - مصالحها النفطية الكبيرة فى البلاد". لكن تشونغ قال إن الصين ستمضى قدما بحذر ولم يكشف سوى عن تفاصيل قليلة عما ستقوم به بكين لتوسيع دورها.. وقال تشونغ "لسنا الطرف الذى يقترح مبادرتنا.. على الأقل فى هذه المرحلة ومن ثم ندعو كل الأطراف المعنية إلى احترام حل أفريقى تقترحه أطراف أفريقية". وقالت لورا باربر المساعدة ببرنامج الشئون الأفريقية الدولية فى كلية لندن للاقتصاد لرويترز فى رسالة بالبريد الإلكترونى "الصين تلعب دورا نشطا مع أنه محدود" مضيفة "لا تزال خبرة الصين بالوساطة محدودة ومدى وعمق مشاركتها فى محاولة حل أزمة جنوب السودان محدودان.. يبقى احترام السيادة فى قلب السياسة الخارجية للصين وتحرص بكين على تجنب الظهور بمظهر التدخل". ومن جانبه عبر تشونغ أن الصين لن تتخذ موقفا بشأن مشاركة الجيش الأوغندى الذى يقول متمردون إنه قدم دعما جويا وبريا للقوات الحكومية التى تقاتل لاستعادة المدن التى سيطر عليها المتمردون قبل وقف إطلاق النار.. ورفض الجيش الأوغندى تلك المزاعم، وقال إنها "أكاذيب رخيصة". وتابع تشونغ قائلا "الأمر متروك للأطراف المتنازعة... لتقرر ما إذا كان ينبغى أن تبقى أوغندا على قواتها هناك أو تسحبها فى الوقت المناسب"، وأضاف أنه لم يربط وجود الجيش الأوغندى باحتمال حدوث صراع إقليمى. ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار الذى أبرم فى 23 يناير كانون الثانى اتهم الجانبان بعضهما البعض بارتكاب انتهاكات.. وتخشى القوى الإقليمية والعالمية من امتداد العنف فى دولة جنوب السودان الغنية بالنفط إلى المنطقة المضطربة بالفعل فى أفريقيا، ولكن دبلوماسيين غربيين قالوا إن ثقل الصين كمستثمر فى جنوب السودان يعطيها قوة إضافية لنزع فتيل التوتر هناك وانتقدوا ما يرونها العقيدة السياسية المتحفظة لبكين.