سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قطر بين نار دعم الإخوان وتوتر العلاقات مع مصر.. المنيسى يحمّل "بن جاسم" المسئولية.. وخبراء: يجب الضغط عليهم من خلال القنوات الدبلوماسية.. ومساعد وزير الخارجية الأسبق يطالب بالتواصل مع الرأى العام هناك
بات الموقف القطرى بعد ثورة 30 يونيوغامضًا وغير مبرر، فتارة يخرج المسئولون القطريون بتصريحات مناهضة للسلطات الحاكمة فى مصر وتارة يدلون بأخرى تشير إلى دعم الدوحة لخارطة الطريق والحكومة المؤقتة. وأعلن وزير الخارجية القطرى خالد العطية، أمس، أن بلاده تدعم الحكومة المصرية المؤقتة، مؤكدًا عدم دعم الدوحة لحزب أو تيار بعينه، مشيرًا إلى أن شحنات الغاز القطرية الخمس وصلت مصر بعد 30 يونيو. مقابل ذلك استدعت الخارجية المصرية القائم بأعمال السفارة القطرية على خلفية تصريحات العطية الأخيرة، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطى، أن على قطر أن تحدد موقفها من المصالح العربية، مشيرًا إلى أن تصريحات المسئولين القطريين إيجابية، لكنها ليست كافية ولابد من اقترانها بالأفعال. من جانبه، أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القطريين أعلنوا عن مواقفهم مما حدث فى مصر عقب 30 يونيو، مشيرًا الى أن تصريحات الدكتور يوسف القرضاوى لا تمثل الحكومة القطرية ويهاجم العديد من الدول الشقيقة مثل السعودية والإمارات. وأوضح السفير هريدى، فى تصريحات له، أن الشعب المصرى حساس بدرجة كبيرة على كل ما يخرج من تصريحات مناهضة لمصر، مشيرًا إلى ضرورة المضى قدمًا فى عملية التحول الديمقراطى من خلال استكمال خارطة الطريق. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى ضرورة أن تنتهج مصر الوسائل الدبلوماسية حتى يتم وضع حكومة قطر فى غاية الحرج أمام شعبها، مشددًا على ضرورة الضغط عليها من خلال القنوات الدبلوماسية، وأن نقدم لها أدلة تثبت تورط قيادات الإخوان التى تستضيفهم على أراضيها فى التحريض على العنف وإثارة الفوضى فى مصر. وأكد هريدى على أن علاقة مصر بالدول الخارجية أقوى بكثير من أن يؤثر عليها تنظيم مثل الإخوان، مشيرًا إلى ضرورة الالتفات إلى الرأى العام القطرى، من خلال تواصل الصحف المصرية مع نظيراتها القطرية، داعيًا الصحف المصرية إلى توجيه الدعوة لممثلى وسائل الإعلام القطرية لزيارة مصر، ونقل وجهة نظرنا تجاه موقف الحكومة القطرية. من جانبه، حمل السفير محمد المنيسى، المشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج وسفير مصر الأسبق فى قطر، الشيخ حمد بن جاسم مسئولية توتر العلاقات المصرية القطرية، مؤكدًا على أن حمد لا يزال يدير السياسة الخارجية للدوحة من خلف الكواليس، مؤكدًا على أن وزير خارجية قطر خالد العطية غير قادر على الخروج من عباءة السياسة الخارجية التى رسمها حمد للدوحة. ودعا المنيسى وسائل الإعلام المصرية إلى تجاهل تصريحات القرضاوى وخطبة التى يهاجم فيها مصر، مشيرًا الى أنه تحول من عالم دين الى شيخ يحرض على حرق مصر وإثارة الفوضى فيها، مشددًا على ضرورة التوقف عن التعليق على كل ما يصدر من تصريحات على لسان القرضاوى. يذكر أن الخارجية المصرية استدعت القائم بالأعمال القطرى لدى مصر، حيث تم نقل رسالة احتجاج للجانب القطرى للمرة الثانية خلال شهر فى سابقة لم تحدث فى تاريخ العلاقات المصرية مع الدول العربية. وسبق استدعاء السفير القطرى لدى مصر فى الرابع من شهر يناير الماضى لتسليمه رسالة احتجاج مماثلة ضد التجاوزات المستمرة فى حق مصر، لافتًا إلى أنه تم استدعاء القائم بالأعمال القطرى، لأن السفير القطرى غير موجود بمصر. وأوضح السفير بدر عبد العاطى، أنه تم نقل رسالة احتجاج أخرى وتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما طلبته مصر والنيابة العامة والإنتربول العربى والدولى بتسليم المطلوبين للعدالة المصرية وضرورة التدخل لمنع التجاوزات بحق مصر، مشيرًا فى هذا الصدد إلى بيان أحد المصريين المقيمين فى قطر ضد مصر وشعبها، فضلاً عن التحريض المتواصل من جانب قنوات تلفزيونية قطرية. جاء ذلك فى إطار سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها الخارجية المصرية فى مواجهة التجاوزات القطرية المتكررة ضد إرادة الشعب المصرى، وكان من بينها بالإضافة إلى الاستدعاء السابق للسفير القطرى فى يناير الماضى قيام سفير مصر فى الدوحة بنقل رسالة احتجاج شديدة اللهجة للخارجية القطرية، وسبقها صدور تصريحات وبيانات رسمية مصرية تستنكر هذه التجاوزات، والتشاور مع الأشقاء العرب لوقفها. وأشار عبد العاطى، فى مؤتمرٍ صحفى له إلى أن الموقف المصرى واضح بأنه لابد أن تُقتَرَن الأقوال بالأفعال وأنه لا يكفى على الإطلاق أن تصدر الدوحة تصريحات تقول إن هناك دعمًا للشعب المصرى وإرادة الشعب المصرى، فقد سبق أن أصدرت تصريحات كثيرة من الجانب القطرى فى هذا السياق، ولكن لا بد أن تقترن الأقوال بالأفعال.