افتتح فى مدينة البصرة بجنوب العراق فى الآونة الأخيرة متحف جديد يضم مجموعة من المعروضات معظمها يستخدمها أهالى المدينة فى منازلهم منذ مئات السنين. ويستضيف قصر ثقافة البصرة بصفة مؤقتة المتحف الجديد الذى يضم بين جنباته أشكالا مختلفة من الأوانى والقدور التى استخدمها أهالى المدينة على مر القرون وقطعا من الأثاث المنزلى قديم الطراز علاوة على مجموعة من الأسلحة الأثرية. وتقدم معروضات المتحف للزائرين لمحة سريعة من تراث سكان البصرة، وقال عبد الحق المظفر مدير قصر الثقافة والفنون فى البصرة "المشروع هذا مشروع بسيط. إن شاء الله راح يكبر هذا المشروع. هو متحف.. متحف المقتنيات القديمة للبيت البصرى القديم. هذا المتحف يحوى على كل حاجيات البيت البصرى من قبل. إحنا طبعا الفترات الزمنية من قبل 100 إلى 400 سنة." وذكر المظفر أنه خاطب بعض العائلات البصرية المعروفة بجمع مقتنيات من التراث القديم وأقنعها بعرض مجموعاتها فى المتحف لتعريف الأهالى بتراث مدينتهم وطرق معيشة أسلافهم. تشمل معروضات المتحف سيوفا وبسطا أثرية وجهاز حاكى (فونوغراف) يزيد عمره على 100 سنة علاوة على مجموعة من المخطوطات وتأشيرة دخول لبريطانيا من القرن التاسع عشر. وقال المظفر: "فيه مقتنيات على سبيل المثال السجاد.. القطع الفرفورى.. نقول احنا الصحون.. والزجاجيات إلى الأسلحة إلى السيوف إلى التحف. أكو (توجد) تحف قديمة أيضا من زمن تقريبا 150 سنة إلى 200 سنة بالإضافة إلى مخطوطات عمرها تقريبا بحدود 400 سنة.. مخطوطات هذه موجودة هنا. عندنا فيزا.. الفيزا البريطانية عمرها 150 سنة موجودة عندنا فى البيت الثقافى". ويرى المتجول فى أرجاء المتحف الجديد بالبصرة صورة حية رائعة للتراث وأسلوب المعيشة التقليدى فى البصرة قديما، وأضاف المظفر أن العديد من مدارس البصرة ينظم رحلات للتلاميذ لزيارة المتحف التراثى الجديد، وقال: "الغاية طبعا لتعريف الجيل الجديد.. أطفالنا.. حتى يتعرفوا على البيت البصرى.. بيت أجدادهم. يشوفون كيف البيت البصرى كانوا.. كيف بيوتهم كانت القديمة. شنو (ماذا) تحتوى. فالكثير من المدارس جاى تجى (أصبحت تأتى) يزورونا زيارة علمية يشوفون البيت البصرى القديم.. بيوتهم القديمة.. ليطلعوا على حاجيات بيوتهم القديمة.. بيوت أجدادهم وآبائهم." وذكر مدير قصر الثقافة والفنون أن المتحف سيكون نواة لمتحف أكبر يجرى إعداده حاليا داخل قصر الرئيس السابق صدام حسين فى البصرة، وقال: "إن شاء الله أكو (يوجد) متحف كبير راح يكون بالبصرة فى القصور الرئاسية.. منطقة القصور الرئاسية. راح يكون متحف للشمع ومتحف التراث البصرى القديم. راح نحاول أن نشترك بهذا المتحف من خلال هذه العوائل أو البيوت التى تملك هذا التراث ونحاول أن نأخذ بعض الشغلات.. يعنى نشترى بعض الشغلات القديمة حتى لو كان سعرها غالى. . نشتريها من أصحاب هذه البيوت. وأنا أعتقد راح يكون متحف شامل يعنى لكل المقتنيات." وكانت البصرة فى العصور القديمة من أكبر المراكز التجارية فى العالم العربى كما كانت منارة للإشعاع الثقافى على مدى عدة قرون، المدينة بناها العباسيون فى القرن السابع الميلادى لتصبح فى غضون بضع سنوات مركزا عربيا للتجارة البحرية، وتشتهر البصرة بعمارتها الفريدة ومساجدها الأثرية وبأبنائها من المفكرين والفلاسفة والفنانين الذين أثروا الثقافة العربية والإسلامية.