ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الساسة فى تونس، ومع ذكرى مرور ثلاثة أعوام على ثورة "الياسمين"، يسعون لتجربة نموذج جديد فى التسوية الديمقراطية يحتذى به فى منطقة الشرق الأوسط، بعيدا عن المواجهات الدامية أو الإقصاء. ووصفت الصحيفة- فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى السبت- استقالة رئيس الوزراء التونسى على العريض بأنها فرصة ثمينة استطاعت تونس من خلالها تحقيق تسوية ديمقراطية، مشيرة إلى أن هذه الاستقالة تأتى لإفساح الطريق أمام حكومة تكنوقراط فى إطار اتفاق مع المعارضة لإنهاء عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وقالت واشنطن بوست "بذلك تكون تونس الدولة الوحيدة من دول الربيع العربى التى استطاعت، وبعد ثلاثة أعوام من محاولة الوصول للديمقراطية الليبرالية فى المنطقة، النجاح فى ذلك الأمر، على الرغم مما تعانيه البلاد من خلل سياسى واقتصادى وبعض الأعمال الإرهابية والاستقطابات السياسية منذ الإطاحة بنظامها السابق على غرار ما تعانيه كل من مصر وليبيا". وقارنت الصحيفة تجربة حزب "النهضة الإسلامى" فى تونس بتجربة حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى مصر، إذ سرعان ما فقدا شعبيتهما بسبب سوء الإدارة، إضافة إلى فشلهما فى السيطرة على المتطرفين، ولكن بدلا من الدخول فى معركة دامية مع الجيش والقوى العلمانية، أشارت الصحيفة إلى إيثار الساسة التوانسة الوصول لاتفاق فيما بينهم لحل هذه الأزمة. ورأت أن كلا الطرفين فى تونس خرجا من هذه الأزمة فائزين، فمن جانبه تفادى حزب النهضة مغبة الطرد من العملية السياسية من خلال مظاهرات شعبية كما حدث فى مصر، كما استطاعت أحزاب المعارضة العلمانية السير على خطى ميثاق الليبرالية الجديد التى تكرس لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وإجراء انتخابات ديمقراطية وحرية التعبير والتظاهر. وقالت واشنطن بوست إن نقيض ما حدث فى تونس حدث فى مصر؛ مشيرة إلى مساعى العديد من القوى الدولية للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق قبل وبعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى لكنها فشلت، بينما جاء نجاح تونس فى جزء كبير منه بسبب مؤسس حزب النهضة، راشد الغنوشى، الذى حث حزبه لتخصيص معظم جدول أعماله الأيديولوجية لصالح التسوية الديمقراطية، فضلا عن الدور الذى لعبته النقابات العمالية القوية فى تونس أيضا. ونوهت الصحيفة الأمريكية عن أنه بالرغم من أن تونس لا تزال بعيدة عن الاستقرار، فى ظل استمرار الاضطرابات والمظاهرات احتجاجا على سياسة الحكومة الاقتصادية، إضافة إلى خطر الجماعات المتطرفة، إلا أن تونس تبدو أكثر اقترابا لتحقيق الاستقرار السياسى والعودة إلى النمو الاقتصادى. وأكدت- فى ختام افتتاحيتها- أنه فى حال تم التصديق على الدستور التونسى وإجراء انتخابات حرة نزيهة بنجاح، فإن ذلك سيثبت أن حلم الديمقراطية الليبرالية ليس سرابا بالعالم العربى، بل على العكس، فإن تونس ستكون بذلك وضعت نموذجا جديدا للديمقراطية يجب أن يحتذى فى المنطقة. للمزيد من الأخبار العربية.. مصرع وإصابة 34 من حرس الحدود إثر تفجير عبوتين ناسفتين غربى الأنبار الرئاسة الفلسطينية: لا اتفاق مع إسرائيل بدون القدسالشرقية عاصمة لنا الرئيس اللبنانى يبحث مع السنيورة جهود تشكيل الحكومة الجديدة