تحققت توقعات البنك المركزى بعودة معدلات التضخم إلى الارتفاع مرة أخرى، حيث أعلن الجهاز المركزى للإحصاء اليوم ارتفاع معدله السنوى إلى 10.2% على مستوى الجمهورية خلال سبتمبر الماضى، بينما بلغ 10.8% فى حضر الجمهورية و9.6% فى ريف الجمهورية، وكان معدل التضخم فى حضر الجمهورية سجل 9% خلال أغسطس الماضى وأقل من 10% على مستوى الجمهورية. مصدر بالبنك "المركزى"، أكد أن بنود الطعام والتى تتسم أسعارها بالتقلبات الحادة، وهى الفاكهة والخضراوات هى العامل الرئيسى فى تغير مستوى معدل التضخم إلى الارتفاع، وهو ما كان متوقعا بعدما بدأت الأسعار تعود إلى طبيعتها مرة أخرى، بعدما خفت حدة الأزمة المالية العالمية على اقتصادات العالم، وقال إنه رغم الارتفاع الذى حدث فى معدل التضخم، إلا أنه ما زال فى الحدود المقبولة لدى البنك، كما أنه من المتوقع أن يستمر التضخم وفقاً لأسعار المستهلكين فى ارتفاع متدرج خلال الشهور القادمة، نتيجة تلاشى أثر انخفاض الأسعار الذى حدث بسبب الأزمة العالمية، خصوصا خلال الربع الأخير من عام 2008. وأشار المصدر إلى أنه لا يتوقع قيام المركزى برفع سعر الفائدة خلال الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية، معللا ذلك بأن التضخم ما زال فى الحدود الآمنة، وأن لجنة السياسات هى التى تحدد مدى ضرورة رفع أو تخفيض أو تثبيت الأسعار طبقا لمستوى الأسعار وحالة السوق. الخبير المصرفى أحمد آدم قال إن دور البنك المركزى يتمثل فى اتباع سياسة نقدية بهدف تحقيق مستوى أسعار مناسب، لافتا إلى أن معدل التضخم العام الماضى بلغ 23.6% ولم يستطع المركزى بإشاراته الضغط على البنوك حتى تقوم برفع سعر الفائدة لأن المشكلة أن معظمها لم يستجب له، وهو الأمر الذى سيحدث مرة أخرى، إذا قام برفع الفائدة مرة أخرى بعد ارتفاع التضخم، وتوقع آدم أن يثبت المركزى سعر الفائدة فى الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية. اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أكد أن ارتفاع الرقم القياسى للطعام والشراب خلال شهر سبتمبر سجل تغيرا بلغ 3.5% خلال سبتمبر الماضى مقارنة ب3.1% فى شهر أغسطس السابق عليه، وهو ما ساهم فى ارتفاع معدل التضخم خلال نفس الشهر على اعتبار أن مجموعة الطعام والشراب تمثل حوالى 50% من الرقم القياسى لأسعار المستهلكين، فى حين أن معدل التغير فى الرقم القياسى لأسعار المستهلكين سجل ثباتا دون تغير عن شهر أغسطس الماضى فى مجموعات الدخان والملابس والأحذية والمسكن والبناء والكهرباء والوقود والأثاث والتجهيزات والرعاية الصحية والنقل والمواصلات والاتصالات والتعليم والفنادق والمطاعم. أما على المستوى السنوى، فسجل الرقم القياسى لمجموعة الطعام والشراب تغيرا بلغ 15.4% مقارنة بشهر سبتمبر من العام الماضى، كما سجلت مجموعة المطاعم والفنادق 15.2% والسلع والخدمات المتنوعة 9.6%.